أغان يمنية يقرأ موسيقاها المايسترو عبدالقادر قائد

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> نحمد الله ها نحن اليوم، وقد تنفسنا الصعداء يتحقق حلم ظل يراودنا زمناً ليس بقصير.. حلم حلمنا به جميعاً نحن أهل اليمن، أن يولد من بين ظهرانينا فارس يقرأ خطنا كما يقول المثل ويفك رموزاً ظلت مستعصية بعد أن مهد لها الطريق الموسيقار والاكاديمي الراحل جميل غانم طيب الله ثراه وغفر له، فارس يقرأ تاريخ فننا الغنائي والموسيقي قراءة علمية مبنية على كفاءة علمية أكاديمية ولا تخلو من الموهبة الفذة.. يؤرخ لها ويقرؤها لنا. قلت الحمد لله.. اليوم تحقق الحلم وحظيت بأن أهداني هذا الفارس المايسترو والاستاذ الفنان عبدالقادر قائد، الاستاذ في مادة النظريات الموسيقية العامة بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة، مؤلفه الاكاديمي العلمي «من الغناء اليمني - قراءة موسيقية» وقد خصني في صدر صفحاته الأولى بكلمات رقيقات خطها قلمه عبرت عن شخصه علماً وثقافة في آن واحد، والذي لو لم يكن للحظ دور بعد مشيئة الخالق لما تعرفت عليه وربما بقيت ضمن جزء كبير من أبناء هذا الوطن، بمختلف مستوياتهم وميولهم، نجهل شخصيته ومكانته العلمية في اختصاص الموسيقى والغناء اليمنيين رغم مكانته الاكاديمية في المعهد من بعد تخرجه بدرجة الماجستير عام 1982م وتتلمذ على يديه الكثير من دارسي الموسيقى بمعهد جميل غانم. ورغم أن مشروع كتابه هذا قد جاوزته السنوات الطوال وهو حبيس، ولم ير النور إلا مؤخراً بمؤازرة ودعم الاستاذ خالد عبدالله الرويشان، وزير الثقافة والسياحة بعد ان كان بين جنبيه يتنقل به من مسؤول إلى آخر يرجوهم طبع كتابه. وكتابه العلمي هذا لم يجد خير من يهديه اليه سوى الأرض التي طالما تغنى بها وبحبها وبجمالها وخيراتها.. إلى اليمن الأم التي وصفها انها الاصالة الممتدة جذورها في اعماق المهد التاريخي للإبداع الانساني ورغم ما بذل في مؤلفه من جهد لم يحققه أحد قبله، فقد اعتبره جهداً فنياً متواضعاً وخطوة على طريق الحلم العريض.

وزع الباحث كتابه على أربعة أبواب كانت مداخل نحو معظم ألوان الغناء اليمني المعروفة، وكان من الذكاء والفطنة والمعرفة بأن جعل من عنوان كتابه على أنه "من الغناء اليمني" ولم يقل "الغناء اليمني" حتى لا يقطع الطريق أمام الباحثين والدارسين الآخرين في البحث والتحليل والدراسة في بقية ألوانه، وهذا ما أكده الموسيقار الراحل جميل غانم حين جاء في ضمن تقديمه للكتاب "وآمل ان يتمكن في المستقبل من تدوين تراثنا في بقية المحافظات" و"آمل ان يحذو حذوه غيره من الخريجين".

الباحث قد اجتهد كثيراً بأن جعل من بحثه القيم هذا ذا مناح عدة لتشمل السير الذاتية للفنانين المعنيين بالدراسة، كما اشتملت على توثيق ما أمكن للكتاب احتواؤه بين دفتيه من اعمالهم الغنائية معززاً إياها بالنوتات الموسيقية لتلك الاغاني، ولم ينس وهو الباحث الاكاديمي ان يضع بين يدي القراء والمهتمين بعالم الغناء اليمني وموسيقاه، العديد من المعلومات الهامة والقيمة حول الغناء اليمني، وخاصة الموازين المستخدمة فيه مما يزيد من اهميته، خاصة وأن المكتبة اليمنية تفتقر تماماً إلى مثل هذا الكتاب وبالأخص من قبل باحثين يمنيين يملكون مقومات البحث باختصاصهم العلمي في هذا المجال.

أبواب الكتابة البحثية الأربعة:

- الموشح الغنائي اليمني المعروف بالاغنية الصنعانية.

- من الغناء الحضرمي.

- الغناء في لحج.

- من الغناء اليافعي.

وقد اختتم كتابه بالاشارة إلى مراجع ومصادر بحثه وشخصيات فنية وادبية. في ختام هذه العجالة أنوه بأن المؤلف قد أسرّني بأن هناك نسخة منقحة ومزيدا فيها في طريقها للطبع عن قريب إن شاء الله بتمويل من وزارة الثقافة والسياحة وبرعاية وزيرها المثقف وبنسخ كافية لتصل إلى أكثر عدد من القراء، بعد ان كانت هذه الطبعة لم تتعد الألفي نسخة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى