ظهور تلفزيوني غير مسبوق لآية الله السيستاني لتهدئة الشيعة بعد تفجير المزار الذي تغطيه 72 ألف قطعة ذهبية..تفجر احتجاجات الشيعة في العالم بعد تفجير مزار القبة الذهبية

> بغداد «الأيام وكالات:

>
المزار كما بدا أمس بعد تفجيره
المزار كما بدا أمس بعد تفجيره
الحق انفجار اضرارا كبيرة بقبة مزار شيعي في بلدة سامراء شمالي العاصمة العراقية بغداد أمس الاربعاء في هجوم طائفي فيما يبدو فجر احتجاجات على الفور بعد ان دعا الى تنظيمها رجل دين شيعي كبير ومن المرجح أن يزيد الحادث من التوتر القائم بالفعل بين الشيعة والسنة بالعراق.

وظهر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني في لقاء تلفزيوني مع رجال دين شيعة آخرين أمس الأربعاء في ظهور يكاد يكون غير مسبوق له بعد الهجوم على المزار الشيعي في سامراء.

وصورت محطة تلفزيون الفرات التي يديرها حزب سياسي شيعي السيستاني يحيط به ثلاثة من كبار رجال الدين الشيعة في مدينة النجف المقدسة بعد أن دعا للاحتجاج مع ضبط النفس عقب الهجوم على مزار القبة الذهبية. ولم يكن هناك صوت مصاحب للصورة في البث.

وهذه أول لقطات تلفزيونية تصور السيستاني منذ عرض تسجيل فيديو بعد أن أجريت له جراحة في بريطانيا في أواخر عام 2004. وفي وقت سابق دعا السيستاني إلى احتجاجات وأعلن الحداد سبعة أيام.

وشدد السيستاني في بيان على تفادي العنف وعلى عدم القيام بعمليات انتقامية تستهدف المساجد السنية.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري وهو اسلامي شيعي يتعرض لضغوط من جانب الولايات المتحدة لاشراك الاقلية السنية في حكومة ائتلافية تعمل على تفادي حرب اهلية طائفية في العراق الحداد ثلاثة أيام في كلمة نقلها التلفزيون على الهواء مباشرة.

وقال الجعفري "أعلن بهذه المناسبة الحداد لمدة ثلاثة ايام مواساة لهذا الحدث الجلل العظيم.

"كلي امل من ان شعبنا البطل سيتخذ من هذه المناسبة مزيدا من الحرص للمضي في تجسيد الوحدة الاسلامية والحفاظ على الاخوة الاسلامية والاخوة الوطنية العراقية وجعل هذه المناسبة حافزا لتجسيد وحدة الصف ووحدة الكلمة وغلق الطريق امام الذين يتصيدون في الماء العكر." ووصف الجعفري الهجوم بأنه هجوم على كل المسلمين. ويضم المزار ضريحي الامامين علي الهادي والحسن العسكري. وقال مسؤولون محليون انه لم تقع خسائر في الارواح بعد ان اقتحم مسلحون المزار فجرا وفجروا فيه عدة قنابل. وقال عبد الله الجبارة نائب محافظ صلاح الدين وهي المحافظة التي تقع بها سامراء "دخل مسلحون المزار فجر اليوم (أمس) وزرعوا قنابل وفجروه." وتسببت الانفجارات في تدمير القبة الذهبية للمزار وهو احد اربعة مزارات مقدسة لدى الشيعة في العراق.

وقال شاهد من رويترز ان نحو 2000 من المحتجين الشيعة في مدينة النجف بجنوب العراق دعوا للثأر بعد الانفجار الذي دمر مزارا شيعيا مقدسا في سامراء.

وأخذ المحتجون يرددون "الله اكبر.. ثوروا ايها الشيعة وخذوا بثأر الامام علي الهادي" وذلك بعد ساعات من التفجير الذي دمر القبة الذهبية لمزار يضم ضريحي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في بلدة سامراء شمالي بغداد.

وفي مدينة النجف دعا رجل الدين الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني أمس للقيام باحتجاجات بعد الانفجار. ودعا أيضا بيان صادر عن مكتبه للحداد سبعة أيام.

وامتدح عدد من الزعماء السياسيين الشيعة السيستاني لكبحه جماح الاغلبية الشيعية التي تعرضت للقمع خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومنعها من الرد بعنف على هجمات متكررة سقط خلالها آلاف المدنيين.

ومن جانبه اصدر ديوان الوقف السني بيانا يستنكر فيه الهجوم على المزار الديني المقدس لدى العراقيين عموما والشيعة خصوصا.

وقال الديوان انه "يستنكر الحادث البشع والاعتداء الاليم الذي تعرضت له قبة الامام علي الهادي احد الرموز الدينية المقدسة للشعب العراقي على يد عناصر مجهولة تريد الفتنة لهذا البلد المثخن بالجروح والايقاع بين ابناء شعبه المتسامح." وطالب البيان بإجراء "تحقيق سريع وفاعل لكشف الجناة والمجرمين وايقاع اقصى انواع العقاب الصارم ليكونوا عبرة لغيرهم." وذكر شهود عيان ان قبة المزار نسفت كما اظهرت ذلك لقطات تلفزيونية وقال الجيش الامريكي ان الانفجار دمر القبة ووصفت متحدثة باسم الجيش الاضرار التي لحقت بالمزار بانها "مأساوية".

واظهرت صورة نشرها الجيش الامريكي التقطت للمرقد من الجو تعرض القبة الى دمار كبير.

وتقع سامراء على بعد 100 كيلومتر شمالي العاصمة العراقية وكانت معقلا لمقاتلين سنة يتصدون للقوات الامريكية ويعارضون الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة وتدعمها واشنطن. ويعيش عدد قليل من الشيعة في مدينة سامراء التي تقطنها غالبية سنية.

وسارع موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي وهو شيعي بإلقاء مسؤولية الهجوم على مسلحين سنة يشجعهم تنظيم القاعدة لكنه دعا للهدوء وقال في حديث مع قناة العربية التلفزيونية الفضائية ان من وراء الحادث سيفشلون في جر الشعب العراقي الى حرب اهلية كما فشلوا من قبل.

ونقل تلفزيون العراقية الرسمي عن الربيعي قوله في وقت لاحق ان السلطات اعتقلت عشرة مشتبه بهم في سامراء. وقالت شرطة المدينة ان الضباط اطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء فوق رؤوس مئات من المحتجين نزلوا الى الشوارع بعد الانفجار.

وطالب صلاح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي في حديث مع قناة تلفزيونية شيعية الحكومة العراقية باتخاذ اشد الاجراءات صرامة "ضد هؤلاء الارهابيين" قائلا ان العفو عن مدبري الحادث مرفوض تماما.

ونزل نحو 1000 محتج الى شوارع مدينة الكوت التي تقطنها غالبية شيعية جنوب شرقي بغداد.

اكد مسؤولون سنة أمس الاربعاء وقوع 29 اعتداء على مساجد سنية في عموم العراق بعد الهجوم .

وقال طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي العراقي الذي يعد احد اكبر الاحزاب السنية في العراق في مؤتمر صحافي في بغداد "حتى الآن تم الاعتداء على 29 مسجدا ما بين اعتداء مسلح او حرق او احتلال او استخدام شتى انواع الاسلحة".

واضاف ان "الحزب يعتبر هذه الاعتداءات جرائم تاريخية لا بد من التصدي لها قبل فوات الاوان".

وتابع الهاشمي "اننا ندعو الى ضبط النفس في فتنة لا غالب فيها ولا مغلوب".

واعتبر ان "هناك مؤامرة دبرت لهذا الشعب المظلوم ولا بد ان يتعاون الجميع للخروج من هذه المحنة".

ووجه الدعوة "للمرجعيات من اجل ان تقف وقفة مسؤولة هذا اليوم في هذا الموقف الصعب".

وندد الهاشمي بالاعتداء الذي وقع صباحا ضد مرقد الامام علي الهادي عاشر الائمة الشيعة في مدينة سامراء (120 كلم شمال بغداد) وقال "نحن ندين هذا العمل الجبان جملة وتفصيلا ايا كانت الجهة التي تقف وراءه لاننا نعتبر حرمة آل البيت ومراقدهم خطوطا حمراء وهي في صلب مشروعنا التربوي والسياسي".

و تظاهر عشرات الآلاف من العراقيين أمس الاربعاء في عدد من المدن العراقية للاحتجاج على الاعتداء على ضريحي الامامين الشيعيين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في شمال العراق.

في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية شرق بغداد، تجمع آلاف المتظاهرين الذين ارتدوا الملابس السوداء وحملوا صور الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر ورايات اسلامية، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

ودعا احد قياديي التيار الصدري الشيخ هادي الدراجي في كلمة القاها، المتظاهرين الى ان "يتصرفوا بحكمة وان تكون المظاهرة سلمية حتى نفوت الفرصة على اولئك الذين يريدون اثارة الفتنة في العراق".

وحمل "كل الجهات الحكومية والقوات المحتلة مسؤولية كل الخروقات التي تحصل في العراق"، داعيا الى "اصدار قانون لحماية جميع المراقد المقدسة".

من جانبه، اكد الشيخ فاضل الشرع من التيار الصدري ان "الاعتداء على هذا الضريح هو اعتداء على الدين والرسول والانبياء اجمعين".

واوضح ان "من قام بهذا الاعتداء هي الزمر الارهابية نفسها التي سبق ان اعتدت على الكنائس المسيحية من اجل اشعال نار الفتنة".

وكان مقتدى الصدر دعا العراقيين الى "ضبط النفس وعدم مهاجمة المساجد السنية"، حسبما ذكر التلفزيون العراقي.

وفي الكوت (175 كلم جنوب بغداد)، شارك الآلاف من اهالي المدينة الشيعية في تظاهرة نظمتها الاحزاب السياسية استنكارا للاعتداء على مرقد الامام علي الهادي.

وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا امام مبنى المحافظة في وسط المدينة "الله اكبر" و"كلا كلا للارهاب".

ورفع المتظاهرون صورا للمرجعيات الدينية واعلاما عراقية ورايات اسلامية.

وقال احد المشاركين في التظاهرة رافضا الكشف عن هويته "على الجميع ان يدرك ان هذه الاعمال تسعى لتجزئة العراق وتفرقة العراقيين".

وفي الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، نظمت الاحزاب الشيعية تظاهرة شارك فيها الآلاف من الشيعة رفعوا الاعلام العراقية ورايات اسلامية.

وقال ثائر الموسوي احد مقلدي المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني وهو يهتف مع حشود المتظاهرين "الله اكبر"، ان "الاعتداء على مرقد الامام علي الهادي محاولة مريضة لاستهداف الشعب العراقي وجزء مكمل لقضية الرسوم التي اساءت الى النبي محمد".

وفي الناصرية (375 كلم جنوب بغداد)، تجمع المئات من الاهالي وسط المدينة رافعين اعلاما عراقية ورايات اسلامية فيما هتفوا "الله اكبر" و"كلا كلا للارهاب".

وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، اقيمت تظاهرة شاركت فيها جميع الطوائف الشيعية والسنية وسط هتافات تتحدى مساعي التفرقة بين العراقيين "لا سنية ولا شيعية وحدة وحدة اسلامية".

وقال محمد ياسين (41 عاما) ان "ما يحدث هو محاولة لاشعال نار الحرب بين العراقيين وتفرقتهم وسنقف ضد محاولات الاشرار ان شاء الله".

وفيما يلي حقائق عن هذا المزار
- مزار القبة الذهبية هو واحد من بين أربعة مزارات رئيسية يقدسها الشيعة في العراق. والمزارات الأخرى الرئيسية موجودة في النجف وكربلاء وحي الكاظمية ببغداد.

- يضم المزار ضريحي الامامين علي الهادي الذي مات عام 868 ميلادية وابنه الحسن العسكري الإمام الحادي العشر الذي مات عام 874 ميلادية.

- يعتقد الشيعة أن المهدي الإمام الثاني عشر اختفى من قبو في هذا المزار عام 878 ميلادية. ويقول الشيعة إنه سيعود قبل يوم القيامة لإعادة العدل إلى عالم مليء بالظلم.

- استعادت قوات الكوماندوس العراقية المزار من مسلحين خلال الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على سامراء في اكتوبر عام 2004.

- انتهى العمل في قبة المزار عام 1905 وتغطيها 72 ألف قطعة ذهبية. ويبلغ اتساعها نحو 20 مترا ومحيطها 68 مترا لتصبح واحدة من أكبر القباب في العالم الإسلامي,ويبلغ ارتفاع كل من مئذنتي المزار 36 مترا طبقا للمعلومات التي وردت في موسوعة الشرق وموقع أطلس تورز على الانترنت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى