علي ناصر: لم أشارك في أي لقاء بتشكيل حكومة بالمنفى سواء في لندن أو خارجها

> «الايام» عن «الصحوة»:

>
الرئيس الأسبق الأخ علي ناصر محمد
الرئيس الأسبق الأخ علي ناصر محمد
أجرت الزميلة «الصحوة» لسان حال التجمع اليمني للإصلاح في عددها الصادر يوم أمس الأول حوارا مع الرئيس الأسبق الأخ علي ناصر محمد أجراه الزميل محمد عبدالوهاب اليوسفي، رئيس التحرير، فيما يلي نصه:

< نبدأ بما ترددت في الأسبوع الماضي عن أنباء حضوركم لاجتماع في لندن لتشكيل حكومة في المنفى ما صحة ذلك ؟

- لم أزر لندن منذ العام 1999 ، ولم أشارك في أي لقاء من هذا النوع سواء في لندن أو خارجها وقد فوجئت بما تردد من أنباء حول هذا الموضوع كغيري من بعض من ذكر الخبر حضورهم هذا الاجتماع ، ومن المعروف أن لدي اتصالات واسعة وعلاقات مع كافة القوى السياسية اليمنية في الداخل والخارج من أجل مصلحة اليمن أمنه واستقراره وازدهاره .

< تعلمون بأن بلادنا تقف على أعتاب مرحلة انتخابات محلية ورئاسية ... كيف تقرأون هذه المرحلة؟

- الانتخابات القادمة هي كما يقول إخواننا في المغرب العربي" استحقاق " انتخابي ورؤيتي لهذه المرحلة فيها الكثير من التأمل والترقب كغيري من اليمنيين، حتى تتضح الصورة فنحن على بعد سبعة أشهر من موعد الانتخابات، ومن المؤكد أن المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والحزب الاشتراكي والوحدوي الناصري والبعثي بشقيه وبقية الأحزاب السياسية ، دخلوا ودخل اليمن معهم مرحلة التوجس التي تسبق تحديد الرئيس علي عبد الله صالح لموقفه من إعلانه في يوليو الماضي بعدم الترشح، وعلى هذا الموقف تحتكم أمور كثيرة.

< هل تتوقعون أن تحدث هذه الانتخابات وخاصة الرئاسية مفاجأة سياسية أو تغيير في الخارطة السياسية؟

- العملية الانتخابية بحد ذاتها هي حراك مليء بالمفاجئات والخارطة السياسية تتغير تبعا لقوى النشاط السياسي وتفاعلاته وتوجهاته أما الحديث حاليا عن مفاجأة سياسية تصاحب الانتخابات فإنه يدخل في سياق الآية الكريمة "رجما بالغيب" وعلينا الانتظار وما الصبح عنا ببعيد.

< هل تظن أن الرئيس سيتمسك بموقفه من عدم الترشح؟

- لا أريد أن أبحث في نيات الرجل رغم أن المؤتمر السابع الذي انعقد في عدن تمسك بالرئيس مرشحا إلا أن موقفه لا زال كما أعلنه في يوليو.

< ترددت أنباء عن نية ترشحكم لهذه الانتخابات ..ما صحة تلك الأنباء؟

- أنت قلت أنها أنباء وآخرون وصفوها بالإشاعة وقد صاحب هذه الأنباء والإشاعات أن اتصل بي العديد من السياسيين اليمنيين وغيرهم من المهتمين بالشأن اليمني للتأكد من صحة ما أشيع وهي تبقى كذلك في دائرة الإشاعة والأنباء.

< وماذا إذا تم تزكيتكم من قبل جهة أو جهات معينة في اليمن للترشح هل ستنزلون عند رغبتها؟

- قضية نزولي عند رغبة تزكيتي للترشح من قبل جهات معينة كما أشرت هذه الأمور تدخل في ظنون الافتراض التي لا ترقى إلى حقيقة معلنة.

< أعلنت قبل شهرين مبادرة للقاء المشترك عن الإصلاح السياسي والوطني الشامل ..كيف تنظرون لهذه المبادرة؟

- اللقاء المشترك والحزب الحاكم والأحزاب الآخرى والمواطنون شركاء في اليمن وقضية الإصلاح الوطني الشامل تهم الجميع وملك للجميع وخيار لا بديل عنه، وإزالة آثار حرب 1994م وما سبقها من صراعات سياسية داخل اليمن ضرورة ملحة، وما نحتاجه جميعا هو رفع سقف الحوار بين القوى السياسية وكل القوى المؤمنة بالإصلاح والتطور ليتم التوافق حول برامج إصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية اليومية للإنسان العادي التي تأتي على قمة هرم كل إصلاح.

< ما مدى حاجة الوطن في هذه المرحلة إلى إصلاح سياسي ووطني؟ وكيف يمكن الاستفادة من التحركات الدولية بشأن ذلك؟

- يا أخى كل الأوطان تحتاج إلى إصلاحات ومراجعة لدورتها الحياتية بدءا من النظام السياسي وانتهاء بقضايا التغييرات المجتمعية، ويبقى الحديث عن حجم هذه التغيرات الذي يخضع للعقل الجماعي لكل الفئات المشاركة، أما قضية الاستفادة من التحركات الدولية فإن جدواها ليست كبيرة كونها تهتم بما يعنيها من أي تحرك داخل بلداننا.

< التجمع اليمني للإصلاح دشن قبل شهر تقريبا مرحلة النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات، هل سيحالفه النجاح برأيك؟

- يعتمد النجاح على عدد من الفضاءات التي تصاحب هذا التحرك أولها الاستمرارية والعزم ومن ثم إشراك القوى الحية الأخرى، فنيل الحقوق والحريات يحتاج لتضافر كل الجهود.

< فيما يتعلق بتجارب الأحزاب الإسلامية في الانخراط السياسي وصولا إلى الحكم، هل تؤيد وصول الإسلاميين إلى الحكم؟

- أولا الإسلام جزء ثابت غير متغير في عقولنا وقلوبنا وهو جزء أصيل من ثقافة وتاريخ الأقليات الأخرى في عالمنا العربي والإسلامي ومشارك أساسي في الحضارة الإنسانية ، وأنا شخصيا لا أجد غضاضة في أن يحكم الإسلاميون إذا ما وصلوا إلى الحكم بطرق ديمقراطية وعبر صوت الناخبين.وتبقى النقطة الأهم وهي مدى تمسك الإسلاميين أنفسهم بالديمقراطية بمعنى قناعاتهم بالاحتكام إليها عندما يفوزون وعندما يخسرون، وأجد أنه من المناسب هنا أن أشيد بتجربة التجمع اليمني للإصلاح وهو حزب إسلامي له حضوره القوي يمنيا وعربيا ودوليا، فقد استطاع قادته برئاسة الشيخ عبد الله الأحمر أن يؤسسوا مسارا سياسيا يؤمن بسنن التغيير في التعاطي مع المستجدات التي يواجهها المسلمون ومتطلبات المراحل وكذلك في العلاقة مع مخالفيهم. كما أن التجمع اليمني للإصلاح يمتلك تجربة سياسية جعلت الأحزاب الإسلامية في العالم العربي تلتمس منها فكرة التوجهات والمشاركة السياسية وقد مكنته هذه التجربة ليكون يمنياً صاحب دور رئيس وهام لإنجاح أي انتخابات ديمقراطية في اليمن.

< في ذات الاتجاه حول تجربة الإسلاميين كيف تقرؤون نتائج الانتخابات الفلسطينية وهل يمكن أن يتكرر النموذج في بلدان عربية أخرى؟

- إذا كنت تلمح في سؤالك إلى فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس وحصولها على غالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني فإن ذلك لم يكن بالنسبة لي غريبا، وما تحتاجه حماس الآن هو التوازن مع الواقعية السياسية. وأحب أن أشير هنا إلى أني متفق مع التنبؤ الذي أطلقه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردغان في مقال نشرته الشرق الأوسط بتاريخ 28 من الشهر الماضي حول قوله " إن حماس ستتجه إلى الوسط في خطها وشعارها السياسي، ويبدوا أنه قد انطلق في هذا الحكم من أن الله أرادنا أمة وسطا وعلى أساس أن المرحلة تحتاج إلى الواقعية ". وحينها ستجد الدول الغربية وأميركا أن لامفر من التحاور معهم كشريك أساسي في العملية السياسية .

< نعود للشأن المحلي :في أحداث 13 يناير 1986م هناك بعض التصريحات حملتكم مسؤولية ما وقع ؟ كيف تردون؟

- لقد أشرت في أكثر من مناسبة بأننا جميعا نتحمل مسؤولية ما حدث منذ العام 1967 مروراً بكل الأحداث التي مر بها الشطر الجنوبي من الوطن وقد دفعنا ولازلنا ندفع الثمن حتى اليوم ،وهذا لا يعني أن التجربة في اليمن الديموقراطية لم يكن لها إيجابيات وإنجازات كبيرة وعظيمة لمصلحة الشعب اليمني، وقد أكد الجميع على نهج التسامح والمصالحة والحوار والتفاهم لحل مشاكل الماضي والحاضر والمستقبل.

< وماذا عن جمعية ردفان الخيرية واتهام البعض لكم بالوقوف خلفها؟

- نحن نثمن مبادرة الأخوة الذين التقوا في جمعية ردفان الخيرية ، ودعوا إلى المصالحة والتسامح بمناسبة مرور عشرين عاماً على أحداث يناير 1986 وهذه المبادرة التي شبهها البعض بقطار المصالحة الذي انطلق ليحمل معه بشائر الخير والسلام والمحبة، ولقد أكد الأمين العام للحزب الأشتراكي اليمني في اجتماع اللجنة المركزية الأخير على أهمية المصالحة والتسامح كما أكدت بعض الأحزاب والشخصيات الوطنية على أهمية ذلك أيضا، وتعقيبا على سؤالك فإنني لم يكن لي علاقة بهذا اللقاء وهو مبادرة فردية من بعض الشخصيات السياسية الوطنية التي هدفها الأول إحلال روح التسامح والمصالحة وتجاوز آثار و سلبيات الماضي والاستفادة من الدروس والعبر التي أشرت إليها سابقا في صحيفة الأيام الغراء في هذه المناسبة.

< أين تضع أحداث صعده وما يعرف بتنظيم " الشباب المؤمن"؟

- القضية في بعدها تحتاج إلى بصيرة نافذة من قبل الحكومة ويجب أن تحل لغة الحوار محل لغة السلاح ، لأن العنف يولد العنف ، وعلى الجهات المسؤولة الاهتمام بتطوير وتعمير هذه المنطقة التي شهدت هذه الأحداث وهي بحاجة إلى الاستقرار والتنمية ، واليمن ككل بحاجة اليوم إلى الأمن والاستقرار والعدل والتنمية.

< نختم حوارنا بمحور الحرب على ما يسمى بالإرهاب ؟

- الإرهاب ليست مفردة حديثة أو معاصرة والفعل ذاته تمارسه دول ويمارسه أفراد أو مجموعات وهو قطعا مرفوض دينيا وعرفيا بالنسبة لنا وهو آفة تدميرية تلحق بنا أولا وبسمعة الإسلام والمسلمين وتضيق على المسلمين في العيش، وهو اعتداء لا مبرر ولا مسوغ ديني له وقد يجادل إنسان ما في فلسفة الاعتداء من حيث المبتدأ والمنتهى بمعنى من الذي كان البادئ ، إلا أن الإرهاب بالمطلق أمر مرفوض ، وقد أفتى مراجعنا في مكة والمدينة والأزهر واليمن وغيرها من البلدان العربية والاسلامية الذين يجمعون على القاعدة الفقهية في أن أي فعل يؤدي إلى مفسدة فهو مرفوض عملا بالقاعدة الفقهية الشهيرة التي تقول " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " .

< في الحرب على الإرهاب يسقط العديد من الأبرياء ولاشك أنكم تتابعون وضع اليمنيين في سجن غوانتاناموا كيف تنظرون إلى الأمر؟

- عندما تكون الحرب شاملة كما هي الحرب الأميركية على الإرهاب ومن ورائها أوروبا ومن ورائهما معا العالم بما فيه نحن فلابد من ارتكاب أخطاء غير مقصودة وأنا هنا لا أبرر لأحد فقد يقع شخص ما وجد في الزمان والمكان الخطأ ضحية لهذه الحرب والكل يعي ذلك إلا أن التعقيدات والخوف والارتباك لدى مواجهي الإرهاب تؤدي إلى الأخطاء الفادحة التي يصعب إصلاحها، كلامي هذا يشير إلى أنه من المحتمل أن يكون بين اليمنيين في غونتاناموا والذين يصل عددهم نحو 107 أشخاص أناس أبرياء لا علاقة لهم بالإرهاب.وقد ساقتهم أقدراهم إلى هذا المصير الذي بدأ مع الهجوم الأميركي على افغانستان والذي أتى نتيجة للهجوم الإرهابي على واشنطن ونيويورك وهو ما يعرف بهجمات سبتمبر 2001. وذنب البريئين من هؤلاء أنهم وجدوا في المكان والزمان الخطأ كما أسلفت وبالتأكيد مهما طال اعتقالهم لابد أن يطلق سراحهم كما حدث مع أكثر من مائة شخص كانوا معتقلين في نفس المكان وتم إطلاق سراحهم ومن هؤلاء سعوديون و كويتيون وبحرينيون ومغاربة وغيرهم.وشخصيا أطالب بإخلاء سبيل من ليس لهم علاقة بالإرهاب من اليمنيين وغيرهم في خليج غوانتانامو، ومن وجد مذنبا فيجب معاقبته، ولابد أن أشير هنا إلى أن الحكومة اليمنية في اعتقادي تقوم بجهد كبير في هذا الملف وعليها مع المنظمات الحقوقية الدولية متابعة هذه الجهود، وتفعيلها، وعلى أسر هؤلاء المعتقلين الصبر وقلوبنا معهم، والأهم من هذا علينا الابتعاد عن الغلو والتطرف والتشدد أيا كان لكي لا يقع أبناؤنا ضحايا جدد في هذه الحرب التي لا حدود ولا نهاية لها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى