حنان .. أتاها رسولي فاسمعوا!

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
في سنة 1981 في إيطاليا حدث أن نقل أب ابنته بسيارته في طريقه إلى العمل وأثناء السير فاجأته نوبة قلبية شديدة، وتمكن برغم الألم من التوقف بجانب الطريق ثم أغمي عليه، وحاولت الفتاة الصغيرة مساعدة والدها وعجزت، وعندئذ فتحت باب السيارة وأخذت تطالب السيارات المسرعة بالتوقف لإنقاذ والدها ولكن لم يعبأ أحد بطفلة قرب سيارة وتلوح بيدها، الكل مهرول، وتوفي الأب لحظتها. وبعد برهة وصلت سيارة الشرطة الإيطالية التي تجوب المنطقة، وانتشر خبر كيف أن الإيطاليين رفضوا أو قست قلوبهم ولم يبادر أحدهم بالتوقف والاستفسار عن الوضع وتلويح الطفلة ذات السبع سنوات، وفجعت الأوساط بالخبر وخاف الجميع أن تسقط الأخلاق والتعاون الاجتماعي والمؤازرة، وعندها صدرت معظم الصحف في اليوم التالي تحمل مانشيتا كبيرا في الصفحات الأولى (أين قلب إيطاليا!)، وقد سمعت هذه القصة الإنسانية في اليوم نفسه من اذاعة لندن بالعربي من أقوال الصحف هذا الصباح.

ولم تتوقف صحيفة «الأيام» ولا المساعي الخيرة ولا الإنسانية في البحث عن الطفلة (حنان) ذات الست سنوات التي اختطفت وتغيب خبرها مدة طويلة، وما أن اشتعل هذا الخبر حتى وضعت صحيفة «الأيام» مع كل الأوفياء بالعمل والقلب، خطة لدعم البحث والتفتيش وإظهار حقيقية اختطاف الأطفال، وسعت إلى نشر صورها المكبرة في الصفحة الأولى وكل ما يتعلق بهذا الاختطاف والفجيعة، نقلت مسيرة النساء والأمهات من محافظة تعز أمام ديوان المحافظة يوم السبت 18 فبراير 2006م وشرحت كيف تغيب المسؤولون في تعز عن مواجهة النساء الغاضبات، وقد نقلت الصحيفة ايضاً عدد الخميس/الجمعة 17/18 فبراير 2006م كيف أن رجال الحكومة يحملون الإعلام مسؤولية الترويج للناس بنشر شائعات الاختطافات ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ نشرت، حتى يظهر الصدق ويسقط الكذب والتهرب من حماية الناس والأطفال، في عدد الإثنين 20 فبراير 2006م، البلاغ عن وجود طفلة والتحرك إلى موقع البلاغ من قبل وكيل محافظة تعز الأستاذ المحترم عبدالقادر حاتم الذي لم يسكت لا قلبه ولا ضميره ولم يمسك بتلابيب الكرسي ويقفل على نفسه الباب.

قلب صحيفة «الأيام» كان حياً وهي تنادي المجتمع والإنسانية وتنادي (حنان) وقرر كل من في الصحيفة وخارجها أن موضوع الطفلة التعزية البريئة لن ينتهي الا بكشف الحقيقة، وهو رهان قد سبق لـ «الايام» أن دخلت في أتونه عندما واجهت إظهار الحق وإعلاء شأنه لصالح المجتمع ولصالح السلام ولصالح الناس في قضية قتل الطفلين البريئين في عدن (صابر ومازن) وأيضاً الطفل محمود بحضرموت، وهذه رسالة نبيلة وإنسانية، بينما سكتت وسائل رسمية وتمادى البعض في التكذيب ونشر بلاغات وبيانات تدعو الناس إلى عدم التصديق وأن كل ما ينشر هو ترويع ودعاية مضادة من أيام زمان.

سقط البلق كما قال الشاعر الراحل مهدي الشنواح، وسقطت رهانات الورق ودعاية الانتخابات المبكرة في إخفاء ظاهرة خطف الأطفال، وأصبحت كلها مثل كراتين الورق، ويا للمفارقات وبالأمس القريب جرت الاحتجاجات والمسيرات التي تصدرها المسؤولون في الحكومة والسلطة السياسية ضد الاختطاف للسياح، واليوم يسكت المسؤولون بل ويخفون وجوههم عن النظر في عيون حنان المنشورة في «الأيام»، وبظهور هذه الطفلة ومع كل الجهود حتى لا نظلم الرجال الصادقين، زهق الباطل.. وصدقت «الأيام»، ولكن من فضلكم أعطونا الدليل، من كذب؟!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى