عميد الرياضة اليمنية وصانعها الفقيد عبده علي أحمد

> د. جواد حسن مكاوي:

>
عبده علي أحمد
عبده علي أحمد
شرف لي أن أكون الأوفر حظاً في الحديث عن تجربة هذا العلم الرياضي اليمني الكبير الأستاذ عبده علي أحمد الذي من خلاله تم ترسيم وتحديد معالم الحركة الرياضية في اليمن على مدى (33) عاماً.

إن أستاذنا من طراز فريد من حيث التنظيم والدقة في سلوكه الحياتي اليومي، وكان يتميز عن غيره بقدرة فائقة على التذكر والتوثيق لمراحل حياته، فمن المعروف أن تاريخ الرياضة في عدن يمتد منذ أواخر القرن التاسع عشر، وكان حكراً على القوات الاستعمارية البريطانية في معسكراتها أو بعض الأنشطة غير الرسمية في المدارس والشوارع، فتطلب ذلك وجود جهة تنظم تلك الأنشطة وتتولى الإشراف على إقامة المسابقات، حيث أسهمت السلطة البريطانية في تأسيس أول جمعية للإشراف الرياضي في عام 1934م، أطلق عليها (الجمعية الرياضية العدنية) وتشكل مجلس إدارتها من عناصر أجنبية ولم يدخل في عضويتها أي عنصر عربي.

وقد شهد عام 1945 تحولاً في نشاط الجمعية بدخول العرب في عضوية مجلس إدارتها حيث عين محمد سعيد عقربي (سكرتيراً وأميناً للمال) وعضوية كل من عبده علي أحمد وسالم إبراهيم، ومن هنا بدأت انطلاقة صانع الرياضة اليمنية الفقيد عبده علي أحمد بنشاط وحيوية وأسهم في تأسيس المزيد من الأندية الرياضية وانتشار الأنشطة الرياضية في اليمن، وكذلك من إنجازاته أنه ساهم في تأسيس نادي نجوم الليل (الحيدري) عام 1935 لممارسة كرة القدم والهوكي، وأثناء عضويته في الجمعية تقدم باقتراح إنشاء (استاد) ملعب رياضي في مدينة عدن، وفي عام 1951م لعب دوراً مهماً في تأسيس نادي خنفر في محافظة أبين، أما في عام 1962م فقد تبوأ منصب السكرتير العام للجمعية فكان أول يمني يختار لهذا المنصب الرفيع، كما أنه حقق الكثير من الإنجازات الرياضية فقام بتنفيذ نظام تأمين اللاعبين من إصابات الملاعب، وأيضاً استقدام الفرق من الخارج لتطوير الحركة الرياضية بالاحتكاك الخارجي، رغم معارضه السلطة البريطانية لتلك الفكرة، إلا أنه نجح بدبلوماسيته المعروفة فاستقدم كلاً من المواردة السوداني والإسماعيلي المصري وحماسين من أسمرة، وفي عام 1965م ومن خلال اتصالاته بالجامعة العربية للمشاركة في الدورة العربية الرياضية الخامسة شاركت بلادنا لأول مرة بعدد من الفرق مثل كرة القدم وألعاب القوى والطائرة وتنس الطاولة والميدان، وفي عام 1966 نجح في إدخال بلادنا ضمن الاتحاد الدولي (الفيفا)، ومارس الأستاذ عبده علي أحمد مهنة التحكيم مساهماً في ذلك ونال عدة شارات في التحكيم من العديد من البلدان مثل: تونس ومصر واليابان وأكيد اليمن في طليعة تلك البلدان.

بقي أن نعرف أن الفقيد من مواليد 8/1/1920م وهو أب لأحد عشر ابناً وبنتاً، وشغل عدداً من الوظائف الإدارية والرياضية والاجتماعية والخيرية وكان من أبرع مدراء المشاريع الصناعية بوزارة الصناعة قبل الوحدة اليمنية، وأن الفقيد الأستاذ عبده علي أحمد المناضل الرياضي الذي أعطى لليمن كل طاقته وإمكانياته وضحى بالكثير على مدى أكثر من 33 عاماً قد ساهم في رفع راية اليمن عالياً داخلياً وخارجياً في المحافل الدولية وهو يشكل علماً من أعلام الرواد الأوائل في القرن العشرين في مجال الرياضة في اليمن فهو حقاً رجل في تاريخ وتاريخ في رجل.

وهو يستحق كل الاستحقاق وبجدارة وشرف اطلاق اسمه على أحد المعالم في محافظة عدن التي ولد فيها وترعرع وبنى وضحى حتى أبناؤه وبناته في استمرارية تقديم الخدمات والخير لهذا الوطن عامة وعدن خاصة، وتجسيد العمل الدؤوب والمتواصل للأمل المنشود ومن حقه الوفاء لدى أصحاب القرار بعد هذا التاريخ العظيم، أن يكافأ ذلك النهر الفياض بما يستحقه من عرفان وفضل ووفاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى