كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> كتب الناشران هشام ومحمد علي حافظ عن «أستاذ الصحافة العربية ومعلمها مصطفى أمين».. مقدمة قصيرة لكتابه (سنة خامسة سجن).. «إن مصطفى أمين ليس فقط الصحفي العظيم الذي يعرف كل شيء.. والذي بنى هو وأخوه التوأم علي أمين صرحاً صحفياً ضخماً من لا شيء.. والذي غيّر وجه الصحافة العربية كلها التي نهجت نهجه ونهج أخيه حتى أصبحت هناك مدرسة صحفية طاغية في العالم العربي تعرف باسم (مدرسة أخبار اليوم) لا يمكن لأحد إنكارها.. ومصطفى أمين اليوم بجانب كل ذلك هو رمز قومي داخل مصر العزيزة وخارجها يعالج المشاكل ويكتب عن الأزمات من منطلق واحد هو الحرية».

< إننا نعرف كيف مرّ مصطفى أمين بأزمة حادة ومؤامرة كبيرة في منتصف الستينات .. وكيف حكم الفريق (الدجوي) رئيس المحكمة العسكرية على مصطفى أمين بالأشغال الشاقة المؤبدة.. يقول هشام ومحمد علي حافظ في المقدمة نفسها .. «أزمة مصطفى أمين الكبرى كانت مع الجحود.. مصطفى أمين دخل السجن ظلماً بسبب الجحود.. ومكث فيه هذه المدة الطويلة (تسع سنوات) بسبب الجحود.. وتأخر الإفراج عنه بسبب الجحود.. ولولا عناية الله سبحانه وتعالى لمكث في السجن ومات فيه بسبب الجحود.. الله يمهل ولا يهمل.. ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.. وهكذا خرج مصطفى أمين من السجن (أفرج عنه السادات).. وبقي علماً يرفرف.. وقلباً ينبض.. وقلماً يحارب في سبيل الحرية لمن يتفقون ومن يختلفون معه في الرأي».

< أكتب عن حكاية الظلم الذي وقع على مصطفى أمين.. وأنا أستمع هذه الأيام إلى الأستاذ محمد حسنين هيكل.. وهو يتحدث عن تجربته في الحياة.. مساء كل خميس من (فضائية الجزيرة) .. إن تجربة هيكل غنية .. وكنز من المعلومات والأخبار أثناء فترة حكم الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.. وقد اكتسب هيكل هذه المعارف والمعلومات بحكم قربه من عبدالناصر وبعد أن تربع على عرش الصحافة بعد سجن مصطفى أمين.. ولكن الذي يتابع أحاديث هيكل يشعر بأن أكثر كلامه غير متماسك.. وأن أفكاره غير مترابطة.. ثم إننا لا ندري هل الذي يقوله هيكل صحيح أم لا؟ فقد أصبح عمالقة الصحافة والفكر والأدب والتاريخ في رحاب الله.. وهذا لا يعني أن مصر قد خلت من الكتاب الذين عاصروا الأحداث التي يتحدث عنها هيكل.. ولا بد أنهم كتبوا عنها مؤيدين أو معارضين.. ولكن للأسف الشديد أن الصحف والمجلات المصرية ممنوعة عنا.. ولا تصل إلينا لكي نقرأها ونعرف الحقيقة.

< إن هيكل حر فيما يقوله.. ولكن عليه ألا ينسى أن مصطفى وعلي أمين.. هم أساتذته (واسمحوا لي أن أستعمل ضمير الجمع).. وهم الذين علموه الصحافة.. وهو الذي أطلق على نجله الأكبر اسم (علي) تيمناً بعلي أمين.. ولم يصل إلى هذه المكانة الرفيعة إلا بفضلهم.. ولذلك يجب عليه أن يذكرهم بالكلمة الطيبة بدلاً من ذكرهم في سياق أحاديثه على استحياء.. وكأنه يتمنى ألا يجري لسانه بأسمائهم.

< كتب مصطفى أمين وهو في السجن:«منذ أسابيع قال تلميذي محمد حسنين هيكل لأصدقائي الذين يهتمون بأمري.. فكروا في مصلحتكم.. مصطفى أمين لن يخرج من السجن إلا بعد 25 سنة.. واعتقد البعض أن هذا حكم بإعدامي.. وأنا على قيد الحياة».

< هل كان هيكل وراء سجن مصطفى أمين؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى