ماذا بعد الأمطار المدمرة في الحوطة وتبن ؟

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
المطر وهو نعمة الله على الناس، إلا أنه يغرق الحرث والأرض ويغدو نقمة تضر الإنسان في صميم حياته إذا زادت معدلاته عن المألوف، وحتى في حالة (المألوف) قد لا تستطيع البنى المتهالكة والبيوت الطينية القديمة أن تستقبل فيض السماء بالفرح المعهود، بل تصبح الكارثة أقرب من حبل الوريد وهذا بعينه حال حوطة لحج المحروسة بالله عند كل رشة ماء من السماء.

لقد تحطمت منازل وبيوت آهلة مع تباشير فجر السبت الـ 25 من فبراير الحالي بعد أن جادت السماء بمزنها على حين غرة، ومع أن كمية المطر لا تقاس مثلاً بالكميات الكبيرة التي تستقبلها الجبال إلا أن طبيعة البناء في الحوطة وتقادم كل شيء فيها مع انعدام التغيير الجذري في بنية المدينة التحتية، وخاصة في حواريها وشوارعها الداخلية لأسباب شتى ومنها الطبيعة الجغرافية الضيقة جداً قد يكون وراء ما أحدثه المطر من خراب وتدمير طال أكثر من (30) منزلاً وأكثر من (200) منزل تضررت أضراراً متفاوتة في الحوطة والقرى الأخرى في مديرية تبن.

ومع أن الطرح الذي نسمعه عند التطرق لوضع مدينة الحوطة (التاريخية) هو البحث عن حوطة جديدة في أرض ملائمة تكون عاصمة للمحافظة إلا أن ما هو مُلحٌّ الآن هو معالجة الأضرار التي نجمت عن الأمطار الأخيرة، ومست آثارها التدميرية عدداً كبيراً من الأسر سواء في عاصمة المحافظة أو المناطق الأخرى في تبن. وبما أن المصاب كبير فإن الحلول يجب أن تكون بحجم الضرر الذي أصاب المواطنين، وتذهب أبعد من إعطاء وتوزيع الخيام والوعود. وقد رأينا كيف تضافرت الجهود المحلية والمركزية والخارجية لإزالة آثار سيل معبر المدمر في محافظة ذمار أو ما حدث من انزلاقات أرضية في بني مطر بمحافظة صنعاء، مما يستوجب على قيادة محافظة لحج أن تستنفر قواها المادية والمعنوية لإزالة الآثار التدميرية لأمطار السبت الماضي وحث المركز على تقديم دعمه العاجل لمساعدة الأسر المتضررة وفي الاتجاه نفسه البحث عن حلول علمية لإحداث معالجات لوضع مدينة الحوطة وتجنيبها نوائب الدهر وكوارثه وهي المتكظة بالسكان في ظل أوضاعها الحالية التي لا تستطيع أن تواجه رشات المطر الاعتيادية فما بالنا بما هو فوق المألوف والعياذ بالله.

ليس عيباً أن تستنفر الإمكانات بما في ذلك الإعلامية لنقل صورة حقيقية لما حدث، وللتوقعات والاحتمالات بحيث يلعب الجميع في السلطة المحلية والمواطنون ووسائل الإعلام دوراً تعبوياً لإنقاذ الحوطة في المستقبل باعتبار ذلك أولوية وطنية لا تخص محافظة لحج فحسب بل والوطن ككل.

ويبقى أن تعالج الأضرار التي أحدثتها الأمطار مؤخراً بصورة عاجلة وبالطريقة والكيفية التي تضمد جراح المواطنين الذين تضرروا، وأصبحوا بين سحابة وأخرى في العراء بدون مأوى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى