..فالتاريخ لا يرحم!!

> سالم العبد:

>
سالم العبد
سالم العبد
فرع نقابة الصحفيين محافظة حضرموت.. قد تأخر كثيراً في مناقشة مشروع قانون الصحافة- المتعثر- الذي سبق أن رفضه الصحفيون من كل الاتجاهات بدءاً من صنعاء معقل النقابة الرئيس، مروراً بعدن وتعز.. ذلك الرفض الذي لا لبس فيه ولا مهادنة بالإجماع لأنه القانون المباشر الذي ينظم نشاطهم ووظائفهم الأساسية والمحورية في حياة المجتمع وأحلامه وطموحاته!! وهو أيضاً القانون الأهم الذي من المفترض أن يحمي حقوقهم الكاملة والمشروعة دستورياً سواءً بحماية حقهم في التحفظ على مصادرهم المعلوماتية، أو حماية كرامتهم الشخصية والمهنية، وبالتأكيد حماية أمنهم الشخصي والأسري المعيشي بما في ذلك أسرارهم وخصوصياتهم!!.. وتشريع قانون خاص بهيكل أجورهم.. يراعى فيه خصوصية المهنة ومسؤوليتها الوطنية والمجتمعية الخطيرة (مهنة المتاعب- السلطة الرابعة) وهي مفاصل رئيسة لم يراعها «مشروع القانون» حق مراعاتها.. الأمر الذي أفضى إلى إجماع الصحفيين ونقاباتهم في المدن الرئيسة المذكورة على رفضه بالإجماع والتزكية.. وإعادته مشفوعاً بمذكرة صاغها رئيس النقابة الأستاذ محبوب علي وآخرون بتكليف من الاجتماع الذي انعقد في مقر النقابة، إلى مجلس الشورى وتلته بيانات فروع النقابة في أكبر المدن حضوراً وكثافة.

والسؤال المطروح.. لماذا تأخرت حضرموت عن الركب كل هذه الفترة؟! وعقدت أول اجتماع لها لمناقشة المشروع الإثنين الماضي 20/2/2006م وكنا اعتقدنا أنه برغم تأخره غير المبرر سيحسم موقف صحفيي حضرموت من مشروع القانون أسوة بزملائهم في صنعاء وعدن وتعز.. وكما يقولون أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً .. والسؤال الآخر.. أيضاً لماذا حضرموت بتاريخها الصحفي الأهلي والرسمي المشرف والسباق.. تعقد اجتماعين.. واحداً للشرح والتوضيح.. وآخر بعد أسبوع «للتصويت» على المشروع؟!! وكأن الصحفيين ونقابتهم في حضرموت لم يطلعوا على ما نشرته الصحف المختلفة من شرح وتحليل لمواد المشروع - التراجعية - المجحفة - بحقهم.. وما استلزمه ذلك من مواقف صريحة وجريئة تضغط باتجاه إلغاء البنود المقيدة لحرية الصحافة وحماية الصحفيين فيه؟!!

إذن .. فمع تأكيدنا على ترجيح حسن النوايا لدى نقابة حضرموت وأعضائها المشهود لهم بالمهنية والكفاءة وحسن التقدير، فإننا نتوجه إليهم بهذا الرجاء الحار.. لا تغردوا خارج السرب الكبير.. احرصوا على تاريخ حضرموت الصحافي ولا تعرضوه للتشويه.. حافظوا على حقوقكم الدستورية المشروعة.. وحقوق منتسبي المهنة الرفيعة.. فأنتم موجودون اليوم في هذه البرهة التاريخية، فلا تفسدوها.. إذ لا دائم إلا الحق.. والحق وحده .. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى