حكّوا ريوسكم لما تشبعوا !

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
أشوف أنه بالرغم من دلائل كثيرة بدأت تحدث وتبشر بالأمل والخير انه يعني يا معنى لا تزال هناك أشياء كثيرة يجب أن تنجز لأن حياة الناس لازالت نكد في نكد مع كافة الملحقات والتباتيك المتصلة به - أي بهذا النكد الازلي الله يزيله ويزيل أسبابه ومسببيه - والتي جعلت صدورنا تضيق بأي شيء - ويلفظها العامة تديق بمعنى انها تكون ديقانة وروحها طالعة إلى عند رب السماء أو قريب منه تعالى.. لكن عادها ماماتتش وتنازع من ديقها أو ضيقها وقد تحققنا من سلامة اللفظة وصحتها من الأخ العارف بالله حسن بن فرور المشهود له بالثقة والتقوى وهو من سكان الخساف في سفوح شمسان أطال الله عمره وأكثر من نسله وزاده من علمه.

يا أخوتي ..طوبى لكم.. لكل الذين يعيشون في النار ولا يحترقون.. كل الناس - أو بعضهم حتى نتفادى التعميم - متفقون على ان كثيرا من سياسات حكومتنا معادية للمواطن وتعمل ضد مصلحته سواء بقصد أو بدون قصد، فخلوهم يحكّوا ريوسهم لما يخرج الدم.. وقد نستثني هنا أيضاً بعض اعضاء الحكومة من الحكوك برضه يعني تفادياً للتعميم ولانهم يرون في سياسة حكومتهم حكمة نابعة عن النوايا الحسنة الرامية إلى خدمة المواطن وليس معاداته.. ولهؤلاء نتيح الفرصة بقدر ما يستطيعون ان يحكوا رؤوسهم لما يشبعوا.. لكن الأمم والدول لا تبنى بحكوك الرأس وحده.. والمقدمات تقود إلى النتائج.. والنتائج التي رأيناها ونراها حتى الآن كلها للأسف مخيبة للآمال.. ومادام الكلام يجر الكلام فإن القول بان السياسة المعادية للمواطن هي بالتالي سياسة ضارة بالوطن! وإلا فما قيمة الوطن بدون مواطن؟!

يا إخوتي.. هذا كلام عام بسيط وعادي يتطرق إلى عموميات ولا يخوض في تفاصيل.. وحتى إن فعل فإن الحكومة تسمع مثله واكثر وأشمل وأقوى وأفصح كل يوم ولا تعيره التفاتاً واذا التفتت اليه لا تهتم به.. وإذا وجدت في بعض المناسبات الاستثنائية كتابات تتجاوز خطوطها الحمراء وتعكر دمائها الزرقاء فانها تملك بوسائلها وأساليبها التي لا تعجز حيلها ادوات القمع المناسبة لكل حالة والتي تبدأ بشاشة التلفزيون وتمر بزنازين الصمت وتنتهي بفوهة البندقية والمدفع.. كل هذا يمكن تفهمه واستيعابه في «دولة الفانتازيا» ذلك ان من حق الحكومة أن تدافع عن نفسها في مواجهة المواطن المعتدي على شريعة الغاب وقانون القوة وطغيان الطغاة.. وادوات هذا العدوان الذي يقوم به المواطن المعتدي ضد الحكومة المسالمة هي أولاً انه أعزل وهذا عيب ومخالف للتقاليد والاعراف والخصوصية اليمنية التي تشجع على حمل السلاح وثانياً انه رفع صوته شاكياً الحكومة التي سلبته حقوقه وحرمته من مصدر دخله وثالثاً أنه وقف في وجه أحد الطغاة المشمولين برعاية الحكومة دفاعاً عن حقه وملكه وعرضه وماله.. وتمادى في عدوانه إلى حد الكتابة في الجرايد مطالباً بالعدل المفقود ومندداً بالظلم الموجود وبهذا يا سادة يا كرام نستخلص بدون لبس أو غموض ان الدفاع عن النفس حق مشروع للجميع وخاصة اذا كان هذا الجميع هو حكومتنا المظفرة البالغة الراشدة والممتازة جداًَ.. وبناءً عليه فانه لا يجوز لاحد كائناً من كان ودائناً من دان أن يحرم الحكومة من حقها في الدفاع عن نفسها.

يا إخوتي.. ان مشكلتنا الحقيقية مع حكومتنا ليست في ما تفعله هذه الحكومة ولكن مشكلتنا معها هي في ما لا تفعله.. وما لا تفعله الحكومة هو انها تكتفي بما تعلنه للناس عبر أجهزة ووسائل اعلامها الرسمية ولا تبذل أي جهد أو عناء في الاطلاع على ما نشر في بقية الصحف الاخرى.. واذا فعلت فانها لا تعيرها أي اهتمام يذكر.. انها ببساطة لا تكترث بمشاكل الناس وهمومهم ومطالبهم.. وإلا فبالله عليكم اذكروا لي حالة واحدة اهتمت الحكومة بمعالجتها أو حتى الرد عليها من المشاكل التي تملأ الصحف من هنا إلى عند رب السماء؟

ويا إخوتي.. أصارحكم بأني لست أسعد حالاً بالاستمرار في الكتابة عما لو كنت أنقطع وأتوقف عنها.. لذلك أرجو أن تساعدوني لكي نعتبر المسألة.. مجرد تسالي! «فيا موت زُر إن الحياة رخيصة.. ويا نفس جدِّي ان دهرك هازل!».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى