د. المقالح يؤكد .. المقري أبو القصيدة النثرية باليمن

> «الأيام» متابعات:

> أكد الأديب العالمي الدكتور عبد العزيز المقالح أن الشاعر اليمني علي المقري يعتبر الوحيد بين كتّاب قصيدة النثر الذين لم يحاولوا كتابة الأشكال الشعرية الأخرى لإثبات قدراته أو مسايرة الواقع وممالأة الأكثرية المتشبثة بالموزون المقفى أو بالموزون غير المقفى، مشيراً إلى أن إشارته تلك - ومن موقع الأكاديمي - لم تكن تشي بأدنى حد من المبالغة فالشاعر المقري في طليعة الشعراء الناهضين بهذا الشكل الشعري وهو إلى جانب شاعريته وحماسته للجديد يمتلك حساً نقدياً يتجـلى لنا من خـلال كتاباته النقدية وحواراته التي أسهمت عند أكثر من منعطف في تنشيـط ذاكـرة الجـيـل الذي ينتمي إليه أو الجيل الذي يليه بأهمية المغامرة الشعرية.

وأضاف الدكتور المقالح في احد كتاباته الأدبية بجهة الشعر انه وفي حديث قريب العهد مع طلاب الدراسات العليا حول القصيدة الأجد (النثرية)، وحول المجموعة الشـعـريـة الأولى للشاعر علي المقري «نافذة للجسد» الصادرة في القاهرة عام 1987م قلت للطلاب إن من الممكن اعتبار هذا الشاعر واحداً من الآباء الحقيقيين لهذا الشكل الجديد من الشعر في اليمن، مشيراً إلى انه ومن محاوراته اللافتة للانتباه تلك التي دارت حول واقع القصيدة البيتية (العمودية) ومستقبلها، تلك التي أثارت عليه ردود أفعال لم يعرها أدنى اهتمام انطلاقاً من قناعته بأن الشعر كالنهر كلما عبر مرحلة اجتاحته رغبة الانتشاء إلى العبور نحو مرحلة جديدة، ولكل مرحلة مقوماتها ووسائل إبهارها، فضلاً عن إيمانه بأن الجمود هو عدو الفنون الأول ومصدر خيبتها وانكسارها.

وقال المستشار الثقافي للرئيس اليمني علي عبد الله صالح إن علي المقري شاعر يدرك ما الشعر وأين يكون، لذلك فهو لا يبحث عنه في مخازن الكتب وفي دواوين الشعراء ولا في كل شيء مكتوب وإنما يبحث عنه هناك في هذا الحقل الغائب الذي يسميه بالنسيان، مشيراً إلى ان المقري يحاول في مجموعته هذه كما في مجموعتيه السابقتين أن يكتب شعراً خالصاً، أي غير ملتزم بالمعنى المباشر للالتزام، وأن تكون قصائده ضرباً من البوح الشخصي الذي لا يشاركه فيه أحد. ويبدو في تواضعه المطلق غير معني بما يشغل بعض الشعراء الكبار حملة الشعارات الوطنية أو الإنسانية الكبيرة حتى لا يندم على سقوطها: «كان النوم يشدنا من أوّل الصبح / حتى آخر النوم / ذبحنا سنوات العمر على عتبة الندم / ولم يبق لنا أي شيء نتباهى به / أو / نندم عليه، / صرنا بلا تباهٍ، / وبلا ندم، / بلا أي شيء». وفي نص آخر بعنوان (أنام بدون عكاز) يستفزك شعرياً بالعنوان نفسه، فالنوم ليس بحاجة إلى عكاكيز من أي نوع، لكن نوم الشاعر مختلف، لا يشبه نوم الآخرين، وحين يشبه نومه نوم الآخرين تكون شاعريته قد تخلت عنه: «أنام في النهار / أصحو في الليل / أصحو في النوم / هكذا، أكسر الأزمنة من عضدها / أكسر حاجتك إليّ، / حاجتي إليك، / لنبلك العالي / وانضباطك الرفيع / أكسر النهار من ساقه / وأنام بدون عكاز الغد».هل أضافت كلمة (الغد) في نهاية النص شيئاً؟

هل كانت هي الهدف وسط هذه الدائـرة من النوم المختلف؟ كأني بالشاعر وهو منشغل بكسـر الأزمنـة وكل ما هو خاضع للانضباط والتدقيق، يستحضر الشعر لا الغد، الشعر وما يقتضيه في المخيلة من تحطيم كل القواعد المتعارف عليها أو التي تم التعارف عليها عند كتاب الشعر في أزمنة خلت.

(ايلاف)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى