د. ماجد الزدجالي مدير مشروع البرنامج الوطني لاستئصال الملاريا بسلطنة عمان لـ «الأيام»:نجاح برنامج استئصال الملاريا في السلطنة يعود الى الالتزام السياسي واستمراره

> «الأيام» عبد الواحد محمد عبد الله:

>
التدريب على التشخيص المجهري لفريق يضم كل محافظات الجمهورية
التدريب على التشخيص المجهري لفريق يضم كل محافظات الجمهورية
الملاريا إحدى أهم المشكلات الصحية على المستوى العالمي وكذلك الحال في الجمهورية اليمنية، فهي أحد أهم وأخطر المشكلات في بلادنا التي تهدد 60% من السكان. وتصنف الملاريا وبائياً في اليمن من النوع الأفرو استوائي وهو أكثر تصنيفات الملاريا تعقيداً. وتقوم سلطنة عمان، انطلاقاً من العام 2000م، بتقديم الدعم والمساعدة اللازمة للبرنامج الوطني للملاريا في بلادنا، فقد قامت السلطنة بدعم البرنامج بسيارات دفع رباعي كان لها دور كبير في تحرك الفرق الميدانية للتخطيط والإشراف والمتابعة، كما دعمته بكميات كبيرة من المبيدات ومكائن الرش المختلفة، وأرسلت فرقا فنية لتدريب الكوادر الوطنية في مجال المكافحة الميدانية والتشخيص المجهري، وتم في هذا المجال تنظيم عدة دورات على مستوى عال جداً استفادت منها كوادر البرنامج بصورة كبيرة.

التقينا في المركز الوطني للتدريب وأبحاث الملاريا بمنطقة المخزن بمحافظة أبين، وهو الأول من نوعه على مستوى الجمهورية، الدكتور ماجد الزدجالي مدير مشروع البرنامج الوطني لاستئصال الملاريا في سلطنة عمان والذي حضر إلى اليمن ضمن فريق عماني لتدريب الفريق اليمني على تقييم الجودة للفحوصات المخبرية السريرية لمرضى الملاريا.

الدورة تضم 48 طبيباً وفني مختبر من كل محافظات الجمهورية، وقد بدأت في الأول من ديسمبر 2005 وتنتهي في 23 فبراير 2006م .

تحدث د. ماجد في اللقاء عن أهمية التشخيص المجهري لمرضى الملاريا، واعتبر أن نجاح برنامج استئصال الملاريا في سلطنة عمان يعود إلى الالتزام السياسي واستمراره انطلاقاً من عام 1990م وحتى يومنا هذا.

التشخيص المجهري للملاريا
< معروف أن هذه الدورة تقام بمشاركة منظمة الصحة العالمية وسلطنة عمان، إلى جانب المركز الوطني لمكافحة الملاريا. نود منكم أن تحدثونا عن دوركم.

- بدأ التدريب بتخطيط من البرنامج الوطني للملاريا في اليمن على أساس أنه برنامج لتقييم الجودة في تشخيص وعلاج الملاريا، وبدأ الموضوع في جامعة ليفربول حيث أتى أساتذة من هناك قبل أسبوعين وسبقونا في موضوع ضبط الجودة في تشخيص وعلاج الملاريا. في جزئية نساهم نحن في تدريب فنيب المختبرات على التشخيص، في الوقت ذاته ندخل الأطباء معهم في ضبط الجودة في العلاج. يعني كيفية العلاج، القطرات الأساسية للعلاج.

كانت معنا حالات إكلينيكية مدونة من سلطنة عمان على أساس أن نبين كيفية العلاج الحقيقي لمختلف حالات الملاريا، وإذا كانت هناك أخطاء يتم مناقشة كل خطوة على حدة لمعرفة الأسباب والتوصل إلى نتيجة حتى يسهل تفاديها مستقبلاً. والجزء الثاني بالنسبة لفنيي المختبرات هو التدريب على تشخيص الملاريا التشخيص المجهري الذي يعتبر من أهم أنواع التشخيص لمرض الملاريا وتشخيص المرض المجهري. ولا بد أن يكون الشخص ذو خبرة وكفاءة عالية حتى يتم تشخيص الملاريا. التشخيص المجهري للملاريا لا يمكن لأحد أن يقوم به إلا بعد أن يتدرب ويكتسب خبرة وكفاءة عالية.

فالأخت فريدة الكندي مسؤولة المختبر المركزي للملاريا في سلطنة عمان والأخت فاطمة الحراسي من الكفاءات العالية في المختبر الوطني للملاريا، وقد أمسكتا جزئية التشخيص المجهري وبدأتا بالتقييم لمستوى جميع المتدربين لمعرفة من أين نبدأ؟ وكيف نستمر؟ وفي اليوم الأول بدأنا بتقييم سريع وبعد ذلك عرفنا نقاط الضعف التي تم التركيز عليها والأشخاص الذين كانت مستوياتهم عالية استمروا على الفحوصات، أما ذوو المستويات الأقل فتم التركيز عليهم حتى يستمر الكل بنفس المستوى حتى النهاية. ويعتمد التدريب على المحاضرات والتي تسبق الجانب العملي وفي القاعة يتم مناقشة ما تم تطبيقه عملياً.

< معروف أن سلطنة عمان نجحت في استئصال الملاريا انطلاقاً من العام 1990 كمشروع تجريبي تدرج إلى أن نجح في كل السلطنة .. هلا حدثتمونا عن ذلك؟

- قطع البرنامج شوطاً كبيراً، بدأ في نهاية 1990م كمشروع تجريبي في منطقة واحدة للتقييم:

هل يمكن الاستمرار لنغطي السلطنة كلها؟ أم نقف عند هذا الحد ونعالج هذه الأخطاء؟ فبفضل الله سبحانه وتعالى وبوقت قياسي أثبت المشروع جدارته بأنه مشروع ناجح وتم اتخاذ القرار بتعميمه على جميع مناطق السلطنة لتشمل كل المحافظات في السلطنة.

مصدر الخطر مواطنو الدولة في شرق أفريقيا والعمالة الوافدة
< معروف أن وبائية الملاريا تتشكل من العائل وهو الإنسان والناقل، الطفيل المسبب. إذاً لا بد من كسر حلقة هذا المثلث حتى لا يتواصل، فتم التركيز بشكل أساسي على الجانب الناقل، وبدأت مكافحته كيمائياً، هندسياً وبيولوجياً. في نفس الوقت كان التركيز على الطفيل المسبب، ولكن الطفيل المسبب بشكل أقل من الناقل إلى أن تم القضاء على الحالات جميعها.

تحقق هذا الإنجاز بفضل الله سبحانه وتعالى في سنة 97م وحتى 99م تم القضاء على جميع الحالات المحلية، ثم في عام 2000م تم التركيز على الطفيل المسبب للملاريا فتم تشخيص الحالات مبكراً وعلاجها بشكل فوري، فهذه السياسة التي نتبعها من العام 2000م حتى الآن بسبب عدم وجود طفيل في البلد، لكن الطفيل يأتينا من الخارج ويتمثل بالعمالة الوافدة والعمانيين المسافرين إلى شرق أفريقيا، هؤلاء المصادر الأساسية لحالات الملاريا، ولكن بوجود البيئة المناسبة لتواجد البعوض الناقل للملاريا بتوافد هذه الحالات مازلنا في حالة تأهب واستعداد لا سمح الله لأي حدث. والآن دخل مشرع الملاريا مرحلته الأصعب وهي الرقابة الوبائية، لا بد أن نكون مترصدين لأي حالة نكتشفها بأسرع وقت ممكن، لا بد أن نشخص الحالات ويتم علاجها حتى لا يلتقي الناقل مع الطفيل ويحدث نقل داخل السلطنة فهذا ما يمكن تفاديه.

الالتزام السياسي
< ما الذي وحد كل الجهود لاستئصال الملاريا؟

- طبعاً هناك نقاط قوية لبرنامج الملاريا في السلطنة، تتمثل هذه القوة في الالتزام السياسي وهذا كان جانبا قويا في السلطنة، لذلك تم القرار في البداية باستئصال المرض والحمد لله حتى الآن الالتزام السياسي مستمر بشكل قوي جداً. طبعاً كان التخطيط مبنيا على الدولة لذلك تم تنفيذ البرنامج كمشروع تجريبي على أساس أنه يتم استخلاص بعض النتائج منه لتفاديها.

عمان رائدة في التشخيص المجهري
< ماذا عن التعاون بين اليمن والسلطنة الذي بدأ العام 2000م واستمر حتى اليوم؟

- كما تفضلت التعاون بدأ عام 2000م بمجيء بعثة من سلطنة عمان لتقييم الوضع والتخطيط في أماكن محددة وفعلاً تم هذا بمجيء وفد من السلطنة إلى هنا. شمل الوفد أخصائي وبائيات الملاريا وأخصائي فني مختبرات وأخصائي حشرات، وكان كذلك مع الوفد أستاذ كبير جداً هو حسن مشعل، خبير الملاريا السابق في منظمة الصحة العالمية الذي كان أحد المخططين لبرنامج الملاريا في سلطنة عمان.

التعاون أيضاً مستمر مع البرنامج الوطني باليمن. بين فترة وأخرى يأتي وفد عماني للتدريب وغالباً ما يكون التدريب على الفحص المجهري لتشخيص الملاريا لكون عمان رائدة في التشخيص المجهري، ومن سنة 2000 وحتى الآن وصلت 3 وفود. إلى ذلك هناك دعم مادي لمشروع مكافحة الملاريا في اليمن بتزويده بالمعدات اللازمة الضرورية للمكافحة كمكائن الرش وأيضاً سيارات للتنقل في مناطق اليمن.

انطباعات عمانية
< فريدة الكندي، مسؤولة المختبر المركزي للملاريا (سلطنة عمان):

مستويات المتدربين منها الممتاز وهناك فني مختبر يحتاج إلى تركيز أكبر. نحن نركز على الفنيين الذين يحتاجون إلى اهتمام أكبر، وإن شاء الله مع استمرار التدريب سوف نعطيهم شروحا مكثفة حتى تتحسن مستوياتهم إلى الأفضل.

نشكر الإخوة اليمنيين على مساعدتهم لنا في الدورة. وبصراحة أظهروا أن لديهم قابلية للتدرب والتأهيل وكذا قابلية للفحص المجهري، الحمد لله لم تواجهنا أي صعوبة.

< فاطمة الحراسي، فني مختبر (سلطنة عمان): هناك مجموعتان ركزت في مجموعتي على المستويات الضعيفة، وقمنا بشرح الطفيل من أول وجديد بالتفصيل كل واحد على حدة، بحيث نحسن من أداء الفحص لديهم، هناك تحسن ملحوظ ومع الاستمرار سيكون أحسن. الحمد الله كان الجميع متعاونين معنا بأجمل صورة ومتفاهمين وساعدونا في التنظيم أثناء الفحص وإن شاء الله سوف تكون النتائج مثمرة.

يبقى أن نقول إن هذه الدورة التي جرت في المركز الوطني للتدريب وأبحاث الملاريا، قد انتهت في 23 فبراير، والمركز هو الأول من نوعه على مستوى الجمهورية ويقع في المخزن بمحافظة أبين.

وتسعى اليمن للاستفادة من كل الخبرات العالمية لمكافحة مرض الملاريا.فهي لا تستطيع أن تعمل ذلك لوحدها.

وتقدم سلطنة عمان ليس فقط الخبرة في مجال مكافحة المرض بل الاستقامة، النزاهة والجدية، فهي دولة حازت على المرتبة الخامسة بين دول العالم في نجاحها بمكافحة الفساد.

ولذلك كان من السهل عليها أن تتخلص من مرض الملاريا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى