من أحاديث وتعليقات الناس

> محمد عبدالله باشراحيل:

>
محمد عبدالله باشراحيل
محمد عبدالله باشراحيل
نحن نعيش مع الناس ونختلط بهم ويفترض بنا أن نفرح لفرحهم ونحزن لأحزانهم ونحس بآلامهم ومعاناتهم ونستمع إليهم في كل ما يقولونه ويطرحونه من ملاحظات وآراء وتعليقات اتفقنا معهم فيها أو اختلفنا، ولكنها وبطبيعة الحال ستحمل في ثناياها معنى. وانطلاقاً من ذلك فقد ارتأيت أن أسجل بعضاً من تلك التعليقات أو الملاحظات وهي كالتالي :

< كنا نتحدث عن الفساد في أحد منتديات عدن الجميلة والحبيبة، وكان يجلس بجانبي أحد الأساتذة الجامعيين الأفاضل الذي همس في أُذني قائلاً: «يُعرَّف الفاسد في علم الاجتماع ومن وجهة نظر السلطة بأن الشخص الذي يُمجِّد ويمدح ويطبل للسلطة بغية ممارسة الفساد وتحقيق مصالح ذاتية لشخصه، ويطلق عليه علمياً مصطلح (المنحرف التوافقي) بينما المعارض الذي يعلن محاربته ومعارضته للفساد والمفسدين ويطالب بالتغيير إلى الأفضل فيطلق عليه مصطلح (المنحرف اللا توافقي)» فقلت له هذا كلامٌ علميٌ جميلٌ ولكني مازلت أُسميِّ الفاسد فاسداً والسارق سارقاً.

< لفتت نظري وآخرين ظاهرة قدوم مغتربينا بكثافة ملحوظة إلى البلاد من دول الخليج وبلدان أخرى خلال إجازة الصيف المدرسية، ومعظمهم نسبياً من المحافظات الجنوبية وكون عدد سكان أي محافظة يعتمد بدرجة أساسية على المتواجدين فيها ليلة عدّ السكان، فسؤالنا لماذا لا نفكر أن نجري تعدادات السكان القادمة ونحدد ليلة العدِّ خلال فترة الإجازة الصيفية؟

إذ من فوائد ذلك الإستفادة من تفريغ المعلمين للعمل كعدّادين في المواقع المتواجدين فيها وعدم انقطاع الدراسة خلال العام الدراسي بالإضافة إلى تقليص تكلفة التعداد. ولماذا لا تستغل هذه الفرصة في جمع بيانات سكانية عن المغتربين القادمين بحسب تواجدهم في محافظاتهم؟ فذلك سيساعد في الحصول على تقديرات سكان كل محافظة أقرب للواقع، وانعكاساتها على الانتخابات والتمثيل في مجلس النواب مع أني أرى أن عدد السكان وحده ليس العامل الوحيد المعتمد للتمثيل في السلطة التشريعية أو غيرها.

< كنت جالساً مع عدد من الإخوة المتقاعدين وكان الحديثُ يدور حول الأوضاع المعيشية السائدة ومعاناة الناس من جراء الأسعار التي ترتفع يومياً وحالة الفقر المتفاقمة والمتزايدة، فعلق أحدهم على الأوضاع ساخراً قائلاً: «انتظروا الجرعة المميتة القادمة» فرد عليه آخر والذي كان أكثر سخرية وتشاؤماً بقوله: « وهل نحن عايشين أصلاً حتى تأتي الجرعة لتميتنا مرة ثانية؟» فضحكت و«شر البلية ما يضحك».

< قيل عن الخيار الديمقراطي أنه خيار يمني وهذا صحيح؛ فهو خيار يجب التمسك به فكيف يمكن أن نتصور الحياة بدونه؟ والمشكلة أن غالبية الشعب في اليمن تعاني من الجوع والفقر ولا تفهم شيئا عن هذا الخيار الديمقراطي، ولا خيار لديها. فهي مهتمٌة ومنشغلة بخبزها وقوتها اليومي فقط، أما الخيار الديمقراطي فلا يأتي إلاَّ في مؤخرة أولوياتها، وفي الحقيقة أن الجياع يهمهم بدرجة أساسية توفير الخبز أولاً، وإذا ما توفر الخيار لهم ذات مرة فهو زيادة خير على خير (والقناعة كنز لا يفنى).

< وختاماً باختصار الانتخابات قادمة والأحزاب نائمة والناس لا تريد طرح الأمور في الوقت الضيق الضائع ولا تريد برامج مرتجلة ولا مفاجئات مربكة فيكفيها ما أصابها من الارتجال والإرباك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى