وتلك الأيــام..سوسن (عمران) زهرة أخرى تسحق!!

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
سوسن (عمران) إحدى الزهرات التي تداس بأقدام التيه والطغيان والظلم، لم تشفع لها براءة الأطفال فانهال عليها وحش كاسر في سن جدها لا يعرف الرحمة ولا يتقي الله فيغتصب البراءة والطهر والطفولة في حادثة تهز الوجدان الجمعي للأمة، وتأتي وحنان (تعز) الطفولة الأخرى التي روع اختطافها اليمن من أقصاه إلى أقصاه بانتظار عدالة القضاء للاقتصاص من الجاني الآثم. وقبل هذه وتلك قرأنا وسمعنا أشياء يندى لها الجبين عن سلسلة جرائم اختطاف الأطفال والعبث بالطفولة التي هي مستقبل الوطن والأمة، بينما الحلول الجذرية القانونية لم تضع حداً لمثل هذه الأعمال الخطيرة بالأسلوب والطرائق التي تأتي على مثل هذه الجرائم وتستأصل شأفتها وفضح الشبكة أو الأفراد ممن يقفون وراءها. ولعل الذاكرة (الوطنية) تحتفظ بالتفاصيل المثيرة لجرائم جرى التهاون إزاء مرتكبيها مثل قضية سفاح كلية الطب بصنعاء، مما يحتم على جميع أصحاب الضمائر الحية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان أن تلعب دوراً مؤثراً في فضح أمثال هذه الجرائم والأعمال التي تصيب المجتمع في صميم سكينته العامة وتزعزع ثقة المواطن بأجهزة الضبط القضائي وخلق رأي عام لا يتسامح في انتهاك حقوق المواطنين وبالأخص الأطفال.

وفي حال الطفلة اليتيمة سوسن صالح (8 سنوات) التي تعرضت لاعتداء جنسي آثم من رجل في سن جدها أثناء قيامها برعي الأغنام يوم الخميس الماضي في منطقة عيال يزيد بمحافظة عمران، فإن الجريمة الأخرى التي تقترف في حق القانون السائد في الوطن برمته ولا تقل بشاعة عن الجريمة الأولى (اغتصاب الطفلة سوسن) هي إلقاء القبض على جد المجني عليها (سوسن) وولي أمرها، بينما الجاني يسرح ويمرح طليقاً رغم فعلته المشينة والمخلة بالقانون والأعراف والأخلاق سماوية كانت أم وضعية، والاكتفاء باحتجاز اثنين من أبنائه وكأننا في عهد من عهود نظم الرهائن التي نذم بها دائماً نظام الحكم الإمامي قبل الثورة. إنها صورة مسيئة جداً لدولتنا ونظامنا، ودليل آخر على اختلال الموازين وغياب العدالة وممارسة التمييز الاجتماعي المشين بين المواطنين بالتغاضي عن المجرمين والمغتصبين وإرهاب المنتهكة حقوقهم للتنازل عن حقوقهم في مقاضاة الجناة، ووضع بعض من أبناء الجاني أو أقاربه في الاحتجاز لذر الرماد في العيون، بينما هذا لا يجوز شرعاً بقول الله تعالى: {ولاتزر وازرة وزر أخرى}.

لقد توجهت الطفلة البريئة سوسن من على منبر «الأيام» العدد 4724 الأربعاء الأول من مارس بمناشدة إلى فخامة الأخ الرئيس للتدخل لإنصافها من المعتدي الآثم الذي اغتصب الطفولة منها، وإطلاق سراح جدها ووقف الضغوط عليه للتنازل عن مقاضاة الجاني، ونحن نثق ثقة مطلقة أن فخامته سوف ينتصر لهذه الزهرة البريئة من زهرات اليمن التي تتعرض للأذى من قساة القلوب، كما أن الأجهزة الضبطية التي تتماطل وتتلاعب بأمثال هذه القضايا يجب أن تحاسب الحساب العادل جراء خيانتها الأمانة المعلقة في أعناقها، وبدلاً من أن تكون ملجأ المواطن تصبح أداة مسخرة للعدوان عليه، والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى