مع الأيــام..ليته يعلم

> سلوى صنعاني:

>
سلوى صنعاني
سلوى صنعاني
في لمحة كاريكاتورية للفنان المبدع زميلنا أحمد يحيى، الذي حملت رسوماته هذه هموم المواطن اليمني، وعكست معاناته بصورة ساخرة هادفة أصابت كبد الحقائق المرة. تلك اللمحة تصور «جني يطلع من قمقم يقول لمواطن بسيط: شبيك لبيك، فيطلب المواطن أن يزوجه الفنانة نانسي عجرم، فيجيبه الجني: لا هذا طلب مستحيل، اطلب شيء آخر، فيطلب أن يعطيه وظيفة حكومية، ثم يجيب الجني قائلاً: هذا مستحيل.. ممكن أزوجك نانسي عجرم بل جميع الفنانات.. ولكني لا أقدر على إعطائك وظيفة حكومية»، والمقصود هنا استحالة الحصول على وظيفة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن خطاب الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية بمناسبة مؤتمر الشباب أو يوم الشباب، الذي كان أشبه بتوجيهات واضحة لرئيس حكومته عبد القادر باجمال بضرورة الاهتمام بالشباب واستنهاض وضعه المتردي من خلال امتصاص البطالة وضمان توفير الوظيفة، الذي يتأتى كما أفاد سيادته بتشجيع الاستثمارات لتوفير فرص العمل وإخراج الشباب من بوتقة الفقر والإحباط.

وهذا ما يؤكد استفحال ظاهرة البطالة بصورة أدت بشباب خريجين ومؤهلين مهنياً وفنياً إلى دائرة اليأس والاستسلام، بعد أن طرقوا كل الأبواب للحصول على وظيفة للعمل بشرف في وطن بدأوا يستشعرون فقدان الانتماء إليه، وأن حقوق المواطنة تشمل بحنانها من لهم سلطة ونفوذ أو وساطة.

خريجون حملة شهادات جامعية مضى على تخرجهم أكثر من ثماني سنوات، يقتلهم الضجر ويضني أنفسهم القهر، والسبب ليس في غياب فرص التوظيف، ولكن في أباطرة الفساد القائمين على شؤون مرافق الدولة.. الذين لهم سماسرة ومفاتيح خاصة بهم.. إن استطعت الوصول إليها للتوسط والحصول على وظيفة فعليك أن تدفع مائتي ألف ريال، هذا كان بإحصائية قديمة، فقد ارتفعت التسعيرة للرشوة بارتفاع العملة الصعبة (الدولار) لتصل إلى ثلاثمائة ألف.. وهم ليسوا خجولين من ذلك، بل يفتحون أسواقهم «عيني عينك»، كما يقول المثل الشعبي ولا يخافون لومة لائم، لأن القانون في إجازة.. وربما تكون طويلة.

وإذا كان رئيس حكومة بلدنا قد جهل هذه المعلومة فإنني أضعها على طاولته.. لأنها جزئية عظيمة من فساد تدعمه الحكومة بذاتها.

إننا نأمل من الوزراء الجدد أن يأخذوا توجيهات سيادة الرئيس بعين الاعتبار وبروح المسئولية، أما الوزراء السابقون فخيرهم علينا سابق وعوضنا فيهم على الله.. وأعود إلى الشباب لأقول لهم صبراً فكل صابر معوض.. فالصبر مفتاح الفرج.. وأقول: «ليت الخطيب يعلم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى