> توافد يوم الخميس الماضي ما يقارب 5000 مريض من مرضى العيون الى المخيم الذي أقامته مؤسسة البصر الخيرية العالمية في مستشفى عدن العام بعدن,وبعد ثلاثة أيام على بدء العمل زارت صحيفة «الأيام» المخيم واطلعت على سير العمل عن كثب.. توجهت إلى قسم العمليات حيت كان عدد من الأطباء منهمكين في إجراء العمليات الجراحية لمرضى العيون.

< وبعد ذلك انتقلت لقسم تمديد النساء، والتقيت بالمريضة قبلة أحمد حسن (70 عاماً) من محافظة أبين التي كانت تعاني من مياه بيضاء في عينها اليمنى، وقد أثر ذلك على بصرها حيث أصيبت بشبه عمى في العين .. وبعد سؤالنا عن حالها، قالت: «لله الحمد والشكر بعض فضل الله يعود الفضل للأطباء في المخيم والقائمين عليه والله يجزيهم الخير، فأنا منذ سنوات وأنا أعاني من المياه البيضاء في عيني اليمنى ولا أمتلك المال لإجراء عملية جراحية وبعد سماعنا عن المخيم الذي تقيمه مؤسسة البصر الخيرية العالمية تقدمت بالتسجيل وتم معاينتي وتقرر لي إجراء عملية جراحية، والحمد لله أجريت العملية وبعد فتح الرباط عن عيني تفاجأت بأن النظر قد عاد وأصبحت أرى الأشياء أكثر وضوحاً».

< ثم اتجهت لقسم تمديد الرجال حيث التقيت بالمريض عبده عامر قاسم من سكان محافظة تعز، الذي قال: «والدي يعمل في عدن وقرأ الإعلان عن إقامة مؤسسة البصر مخيما مجانيا في مستشفى عدن فاتصل بي وأخبرني وحضرت للمخيم وتمت معاينتي وإجراء العملية الجراحية لعيني اليمنى التي لم أكن أرى بها، وبعد العملية بدأ البصر يعود إليها بشكل تدريجي، وهذا بفضل الله ومن ثم بفضل القائمين على المؤسسة، وجزاهم الله خيرا».

وبعدها انتقلت للسرير المقابل والتقيت بالمريض فضل أحمد عبدالله من سكان الشهيد عبد القوي، الذي كان يعاني من المياه البيضاء فتحدث معنا قائلاً: «كنت أشعر بألم شديد وضعف شديد في النظر في عيني اليسرى وبعد إجراء العملية من قبل أطباء مؤسسة البصر الخيرية بدأت أشعر بالتحسن، كما أنني بدأت أرى بشكل أوضح من قبل».

وفي نهاية جولتنا التقينا بالأخ إبراهيم تحسين حسن عمر، القائم بأعمال مؤسسة البصر الخيرية في اليمن الذي تحدث عن سير العمل قائلاً: «إن مؤسسة البصر الخيرية العالمية للتنمية الصحية في اليمن تعمل على تخفيف معاناة كثير من المرضى المعوزين بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان، وقد أقامت مؤسسة البصر الخيرية العالمية يوم الخميس الماضي مخيماً مجانياً لطب العيون (السادس والعشرون) في مستشفى عدن العام والذي سوف يستمر على مدى أسبوع كامل، وسيتم فيه إجراء العمليات الجراحية لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات. ويهدف المخيم للكشف عن 350 حالة متوقعة، بينما كانت الفعلية 400 حالة، وسيتم متابعة كل تلك الحالات بعد العلميات في مستشفى مكة، كما أن هناك طاقما طبيا استشاريا يتمتع بخبرات عالية وسنوات عمل طويلة في هذا المجال، كما أن الأطباء الذين يقومون بإجراء العمليات هم أطباء باكستانيون.

وفي المخيم تم توزيع 1000 نظارة وأدوية مجانية. وقد حاولنا أن نصل لأكبر قدر من الشرائح التي تعاني من الإصابة بالعيون والذين لا يمتلكون المال لإجراء العمليات الجراحية، ونسأل الله أن نكون قد وفقنا في عملنا».

وأضاف قائلاً: «إن المؤسسة غطت ما يزيد على 41 بلدا بين قارتي إفريقيا وآسيا بأكثر من 570 مخيما وتم فيها الكشف على 2011463 شخصا وإجري فيها 497867 عملية جراحية منها 173200 عملية إزالة الماء الأبيض مع زراعة عدسات داخل العين. وكان نصيب اليمن 52 مخيماً مجانيا تم فيها إجراء 7717 عملية منها 4051عملية إزالة الماء الأبيض وزراعة عدسات والكشف على 112968 مواطنا وتوزيع 26862 نظارة طبية مجاناً، كما تقوم مؤسسة البصر الخيرية العالمية بالمعاينة المجانية وتوزيع الأدوية المجانية للأطفال في كل من مستشفى مكة بعدن ومستشفى هيا اليحيا لطب العيون في المكلا.

ومن جهة أخرى تعنى مؤسسة البصر الخيرية العالمية بمكافحة العمى وأسبابه في العالم الإسلامي، حيث تسعى إلى إقامة المستشفيات الثابتة المتخصصة لعلاج أمراض العيون مزودة بأعلى الكفاءات العلمية وأحدث التجهيزات الطبية يتم فيها تحصيل مبالغ زهيدة، ونأمل أن تصل هذه المستشفيات لما يسمى بالتمويل الذاتي وما زاد يصرف في المخيمات الطبية المجانية وفي نفس البلد يراعى فيها الحالات الأشد فقراً بالإعفاءات والتخفيضات، وقد بلغ عدد المستشفيات العاملة في العالم 10 مستشفيات وكان نصيب اليمن منها حتى الآن مستشفيين .. مستشفى هيا اليحيا لطب العيون في المكلا افتتح في يونيو ومستشفى مكة لطب العيون في عدن افتتح في سبتمبر 2004م، وهما مجهزان بأفضل التقنيات والخبرات.

وعبركم نشكر كل من شارك في المخيم وأخص بالذكر د. الخضر لصور، مدير عام مكتب الصحة الذي ساعدنا كثيراً وتعاون معنا في تذليل كل الصعاب والإخوة المتبرعين من المملكة السعودية والأطباء الذين شاركوا في المخيم من أجل تقديم عمل خيري.

من ناحية أخرى سيكون هناك مخيم آخر في شهر أبريل وسيكون في محافظة الحديدة وفي يونيو أيضاً، كما سنقيم مخيماً في محافظة إب.