> «الأيام» رائد علي شائف/الضالع

عندما يكون الكاتب الصحفي صاحب قلم مجامل ومنحاز، وسريع التأثر بعواطفه تجاه الأهل والخلان من أبناء القبيلة أو المنطقة، فإن ذلك يتيح له - بلا أدنى ضمير إنساني أو وازع ديني - أن يطلق العنان لقلمه بالشطح والنطح وتزييف الواقع من أجل خاطر عيون بعض الأشخاص، وذلك على حساب قدرات وإمكانيات وخبرات الآخرين.

وبهذه الأفعال المشينة واللا أخلاقية التي يرتكبها بعض من الكتاب الصحفيين بحق المهنة الصحفية التي تتطلب الأمانة والنزاهة والمصداقية والاخلاص بعيداً عن الانحياز لطرف ضد الآخر، فإن مستقبل الصحافة في بلادنا يبشر بقادم هزيل في المجال الصحفي وتدنّ كبير على مستوى الخدمات الصحفية، في ظل الانتماءات المناطقية لبعض الكتاب وتقديسهم لحق الجار وذي القربي وأبناء العشيرة، وتسخير أقلامهم للكتابة عنهم والتطبيل لهم لغرض في نفس يعقوب، على حساب أناس آخرين يتحلون ببعض الصفات الحميدة التي لا وجود لها عند أولئك الذين يدافعون عنهم بكتاباتهم في بعض الأحيان.

بالفعل إنها مأساة إخلاقية قبل أن تكون مهنية، وتخلف ثقافي لا مثيل له إن لم يكن جهلا وتبلدا بالمفاهيم والأعراف الصحفية، تجعل من أصحابها عرضة لانتقادات ومثالاً للسخرية من قبل كل ذي عقل وفكر وضمير.

نصيحة صادقة نوجهها لأمثال هذا النوع من الكتاب الصحفيين: «اتقوا الله في أنفسكم. واعلموا أن القلم أمانة في أيديكم، فلا تلوثوا أوراق الصحف بمداد أقلامكم العاطفية»!