حتى لا ننسى المنكوبين من الأمطار في لحج

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
حتى لا ننسى مأساة المنكوبين من أبناء حوطة لحج وتبن وحالمين فعلينا أن نذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين، وقد غدت الخيام مأوى للمتضررين بعد أن تهدمت بيوتهم وضاع (الجمل بما حمل)، ولم يبق بأيديهم من متاع الدنيا شيء غير بعض المساعدات التي جاءت من هنا أو هناك، وكلها لا تعوضهم شيئا، ما لم تتحرك الجهات المعنية في السلطة المحلية ومعها منظمات المجتمع المدني والأحزاب والفعاليات الثقافية والاجتماعية التي غابت، أو غُيبت عن لعب دورها الأخوي والإنساني المعتاد في مثل هذه النكبات والمآسي لتضميد جراح من ألمت بهم نوائب الدهر والوقوف إلى جانبهم في مصابهم الفادح.

ولقد كان تحرك السلطة المحلية وحيدة دون أن تشرك الآخرين معها، وبالكيفية والطريقة التي تمت لم يكن ليؤدي إلى حلول ناجعة تصب لصالح المنكوبين، ولو أن هذه السلطة قد استنفرت طاقات المجتمع ككل في المحافظة، وجرى التحرك الرسمي والشعبي بتواز ليخدم كل ذلك الهدف المرجو لمواجهة كارثة لا ينبغي إلا أن تسخر لها كل الإمكانات المحلية، ورفع الصوت عاليا - إذ لا حياء في الحق- ليصل إلى المركز ليقوم هذا بدوره كاملا دون ابطاء. وقد سعد الناس بتوجيهات فخامة الأخ الرئيس القاضية تقديم كل أوجه الدعم للمنكوبين من جراء الأمطار والسيول في لحج ومعبر بذمار وسعدوا- أيضا- بالزيارة التفقدية التي قام بها الأخ عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية لحوطة لحج والأماكن المتضررة من المنازل التي تهدمت جراء الأمطار، ويبقى أن ينتظر الجميع أعمالا تترجم إلى الأرض من شأنها إعادة الأمل إلى قلوب المفجوعين من الأسر المتضررة.. وقد توقع الجميع عقد اجتماع للسلطة المحلية مع الأخ النائب يوم السبت 4 مارس الحالي لترجمة المبادرات النظرية إلى عمل يتجاوز بعض الإعانات والخيام ويسهم في إعادة تأهيل هذه الأسر لمزاولة حياتها الطبيعية متجاوزين المأساة التي حلت بها.

إن مأساة لحج قد تتجاوز إمكانات المحافظة المتواضعة كما نعلم، ولكن ينبغي أن تفعّل بقية مؤسسات المجتمع، فهناك إلى جانب من أشرنا إليهم آنفا، التجار وتحديدا غرفة لحج التجارية والصناعية والشخصيات الاجتماعية ممن عليهم واجب الإسهام في درء الكارثة عن أخوانهم، وإبداء الرأي والمشورة - أيضا- للسلطة المحلية، والكل يستطيع أن يساعد ضمن المتاحات ماديا ومعنويا، بالاضافة إلى حملة إعلامية تشرح ما حدث للعالم وتبين الأضرار التي لحقت بمئات وربما ألوف الأسر المنكوبة حتى تظفر بنوع من المساهمة من قبل المنظمات والهيئات الدولية، بدلا من وضع حلول آنية لا يطال منها أصحاب الحاجة بلح الشام ولا عنب اليمن.

إنها دعوة للجميع دون استثناء لإبقاء موضوع المتضررين في حوطة لحج وتبن، وغيرها من الأماكن التي تضررت بالأمطار والسيول، حياً حتى تحل مشاكل المتضررين من المواطنين الحل الإنساني العادل، لا أن نمر على مأساتهم ونتركهم في العراء يندبون حظهم العاثر، أو أن نتخذهم وسيلة للدعاية المجانية مقابل لحاف وخيمة وشيء من الدقيق. والجميع معنيّ بالمساهمة في إعادة البسمة إلى شفاه الأطفال والأمل إلى قلوب الآباء والأمهات من أبنائنا وإخواننا وأخواتنا من الذين شاءت الأقدار أن يصابوا في دورهم ومنازلهم صبيحة يوم ماطر، وأصبحوا مشردين في خيام أو بيوت آيلة للسقوط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى