قصة حياة أحد اللصوص عنصر جذب لمطعم هندي

> مومباي «الأيام» رينا تاندران :

>
عشرات السائحين الأجانب في مقهى ليوبولد
عشرات السائحين الأجانب في مقهى ليوبولد
حدثت إضافة جديدة للافتة الموضوعة أمام مقهى ليوبولد في منطقة كولابا كوزواي في مومباي.. أصبحت أكبر وأكثر بروزا ويصعب تجاهلها وسط مجموعة هائلة من اللافتات الموجودة في الطريق المكتظ الذي تصطف به المتاجر والمطاعم.

وهذا أمر يسر عشرات السائحين الأجانب الذين يأتون بحثا عن ليوبولد ممسكين بقصة جعلت من هذا المكان الشهير الذي يضم حانة ومطعما يتصدر قائمة الوجهات السياحية التي ينصح بها الزائرون.

والأسلوب البسيط الذي يقدم به مطعم ليوبولد الجعة والطعام يروق للسائحين والسكان المحليين على حد سواء. ويدين ليوبولد بالفضل في شهرته إلى "شانتارام" وهي قصة تستوحي من بعيد قصة حياة المؤلف جريجوري ديفيد روبرتس وهو سجين استرالي سابق.

وقال برنارد كولهو مدير ليوبولد "يأتي الكثير من السائحين ويقولون..كنا نريد فقط أن نلقي نظرة على المكان."

وأضاف "إنهم يتمنون أن يروا جريج هنا.. ويتركون له رسائل وخطابات ويسألون عن الأماكن الأخرى التي ورد ذكرها في الكتاب.. مثل (حي) كوفي باريد و(مسجد) حاجي علي."

وعلى المائدة المكدسة بأشياء متفرقة والتي يجلس وراءها كولهو توجد كومة من نسخ قصة "شانتارام" بتوقيع روبرتس وفوق تلك الكومة هناك مجموعة من الأرفف الخشبية المعلقة تضم كمية كبيرة من الرسائل التي كتبها زائرو ليوبولد إلى روبرتس.

ودائما ما تمكنت تلك القصة التي نشرت لأول مرة في استراليا عام 2003 من التفوق على أفضل الكتب مبيعا في الهند حيث ينادي البائعون على اسمها على الأرصفة وفي إشارات المرور.

واكتسب روبرتس (54 عاما) لقب "رجل قطاع الطرق المهذب" في ملبورن حيث كان يقوم بجرائم السطو المسلح بمسدس لعبة حتى يتمكن من شراء الهيرويين الذي كان يدمنه,واعتقل عام 1978 ثم فر من سجن بنتريدج الذي كانت تفرض عليه حراسة مشددة بعد عامين متوجها إلى نيوزيلندا.

وصل روبرتس إلى الهند عام 1982 حيث كان يعيش في قرية لعدة أشهر وأيضا في حي فقير بمومباي,بعد ذلك انخرط في صفوف المافيا بمومباوي وتورط في عمليات تهريب الذهب والاتجار في الأسلحة تماما مثل بطل قصته "شانتارام".

اعتقل روبرتس في نهاية الأمر في فرانكفورت وتم ترحيله إلى استراليا عام 1991 حيث أمضى ست سنوات في السجن.

ويقسم روبرتس وقته بين ملبورن ومومباي حيث يمتلك منزلا وأقام مركزا طبيا متنقلا لسكان الأحياء الفقيرة ويمول مشاريع صغيرة في القرية التي كان يعيش فيها يوما.

ويحكي الكتاب الذي يجري ترجمته إلى اللغة الهندية قصة ليندساي الذي سجن في استراليا بسبب قيامه بالسطو المسلح ويفر ويحضر إلى الهند حيث ينخرط في الجريمة ويتوجه أيضا إلى أفغانستان لإمداد المجاهدين بالأسلحة.

يكتب روبرتس جزءا ثانيا من "شانتارام" ومجموعة من القصص القصيرة وعمل أيضا في السيناريو المعد لفيلم سينمائي.

وقال روبرتس الذي استغرق 13 عاما كي يفرغ من تأليف "شانتارام" بعد ضياع أول مسودتين له في السجن "أحتفظ بأعمالي التي لم أفرغ منها على وحدة ذاكرة فلاش يمكن أن أربطها حول وسطي أينما ذهبت لأني لا أريد أن أفقد أعمالا أخرى."

ويجري قريبا تصوير فيلم شانتارام وسيقوم ببطولته جوني ديب نجم هوليوود وقال روبرتس في مقابلة أجريت معه مؤخرا في مومباي إنه عندما يبدأ عرض الفيلم عام 2007 سيساعد في تدفق المزيد من السائحين على مومباي وليوبولد.

ويعرض سائقو سيارات الأجرة بالفعل في كولابا "رحلات سياحية مثل رحلات شانتارام" على زائري مومباي.

ولكن السائحين سيخيب أملهم خلال بحثهم عن القرية الموجودة في مهاراشترا والتي أمضى فيها ليندساي عدة أشهر والتي أطلق عليه سكانها اسم "شانتارام" الذي يعني "رجل السلام".

وقال روبرتس الذي عادة ما يستخدم كلمات هندية واللهجة المحلية لسكان مهاراشترا التي تعلمها في القرية "اخترت ألا أفصح عن اسم القرية لأن ذكر اسم القرية ستكون له تبعات طيبة وسيئة."

وأضاف "قلت لهم.. ستجدون الكثير من الناس يأتون إلى هنا ويمكن أن تبيعوا لهم أشياء.. وأن تعرضوا عليهم المأوى وسيدفعون لكم الأموال."

وقال روبرتس الذي يتفق على المواعيد في ليوبولد ومقاه اخرى في مومباي التي يمكن مشاهدته عادة في شوارعها راكبا دراجته النارية "ولكن يمكن أيضا أن يحضر إليكم أشخاص ليسوا على درجة كافية من اللياقة ولا أريد المخاطرة بذلك."

وزار أكثر من 3.4 مليون سائح الهند عام 2005 وهناك اهتمام متزايد بهذا البلد الذي اختير خامس أكبر وجهة سياحية في العالم.

ومن المتوقع زيادة تلك الأعداد بنحو عشرة في المئة سنويا وقد يرجع الفضل إلى "شانتارام" في بعض من هذا الاهتمام على الأقل تماما مثلما هي الحال في نيوزيلندا بعد فيلم "ملك الخواتم" وفي روما بعد كتاب "شفرة دافينشي". رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى