يا خوي هارجني على رجال!
> سعيد عولقي:
>
في جسّة من ذات الجسّات (الجلسات يعني) كنا نتكالم (يعني نتكلم) أنا والأخ يوسف محمود من أهالي عدن الذين يتحدرون من أصول صومالية عرفت منه أن هذه الأصول ترجع إلى بلدة «بوصاصو» التابعة لبلاد بر الصومال أو أرض الصومال الشمالية التي كونت لنفسها جمهورية خاصة بها بسبب الخبيط والمجنانة المستمرة في بلاد الوطن الصومالي الباقية والذي تعرفون قصته منذ الاستقلال وإلى ساعتك والآن، حيث اصطرعوا هذا الصرع الأحمدي الذي بان له أول وما يبانلوش آخر.. وهذه عادة يبدو اننا يا أخواني قد ولفنا عليها من زمان أولاني يعني كأنه مكتوب علينا في دول العرب والاسلام عندما نحصل الاستقلال الناجز وحتى الباجز وأيضاً لو كمان شاجز وباجز وبينهما مشطول.. أول ما يعلن هذا الاستقلال تقرح أم الصبيان بين اعداننا ويحلق علينا الصرع الأحمدي اللي ما يبانلوش آخر.. هي قده طبيعة وسخة ورثناها كما ورثها اخوتنا الصومال الذين لا يختلفون عنا حالاً إلا في بعض التفاصيل أما من حيث البودي فالقعادة ما شاء الله تمام والمكينة عاده باتمشي هزة ويمكن كمان تقلبها إلى ديزل كما بابور الأخ أحمد علي سعيد الله يمسي مأموريته بالخير.
كنت ونحنا نتكالم أنا ويوسف أنقل له صورة عظيمة عن مدينته «بوصاصو» التي تحولت مؤخراً إلى ميناء مزدهر خلى ميناء بربرة يرجع قليل ريوس مع انه كان معشّق على الجير الأول وكان أهم ما طرأ على ميناء بوصاصو قد نقل بتفاصيله في التلفزيون في قناة الجزيرة اللي ما حد يصابحنا ويماسينا إلا هيه.. فأجييت أنقل الخبر المفرح كما شفته إلى الاخ يوسف، وكان يجلس إلى جانب الأخ حسين أحمد النعج في حالة عظيمة من التخزين الخلوي الفخيم وانذلح الأخ يوسف محمود بوصاصو يحاكيني في التاريخ من أيام أتناك الغاز أبو غزال إلى عصر الحليب أبوهنا وبكيت من داخل قلبي وأنا أسمع كل هذا التاريخ الطويل.. كيه بالله يا حسين.. يا نعج.. كيه بالله انديني مناديل كلوفلس ابو فل بامسح دموعي الغزيرة اللي سالت من كلام الأخ يوسف غزير المعاني.. يبدو أن النعج لم يسمعني من كثرة ما يحوم حوله من الطواهش والنواهش والهوامش والهوام ولا يسلم الأمر من أذية عيال السوق.. حسين منهمك في الهشوش لإبعاد من تحلق حوله من الطواهش والنواهش.. ويوسف محمود منهمك في رواية تاريخ أرض الصومال الحبيبة بنت الزبيبة وأنا أسمع وأبكي من داخل قلبي لما فاض بي الكيل فوقفت في قمة انفعالي الباكي وصحت فيه: يا حسين الحقني بمناديل الفلينكس أنا جار بوك منشان امسح دموعي القزيرة لاني ما أقدر أنكرها وأقول انها مش دموعي. أجاب حسين النعج بصوت عال: «يا خوي هارجني على رجال!.. هارجني على رجال شعني مش اسمعك من الدوقة حق ذولا المعويلة.. أقول لك هارجني على رجال!»
وبعود طويل من عيدان القات قام تفريق شمل من تحلقوا حوله وهو يردد كلمته الأثيرة: يا وليد قع شريف.. قلت لك قع شريف.. ولما انتهى حسين وجاب العيال شذر مذر سألته: ذلحين هذولا ايش يشتوا منك؟ قال مجيباً: ياخوتي قلت لك هارجني على رجال!
بعد قليل مربنا الاستاذ أحمد البهري فسألناه ايش اللي جرى للبحر ماله اتحول لونه إلى أخضر اللون فوسفوري اللمعان دار مادار على سواحل عدن.. وبعدين با تلاحظ كمان انه في فوق هذا او ذاك عرف رمّه؟ هز الاستاذ أحمد رأسه في حكمة فقال يوسف: يا جماعة يقال انه هذا يعني بسبب انه جشع البحر. قال أحمد العرشي ما هذا يا يوسف ماهوشيء جشع! قال يوسف يمكن تكون البطن حق البحر تسيل؟ رفع العرشي حاجبيه إلى الاعلى غير مصدق وقال طيب واللون الأخضر الفوسفوري؟ قال: هاه.. هذا الكلام تسألوا عنه الباشمهندس الاستاذ صلاح السبراتي.
سألنا الأخ العرشي كما كان لينين يسأل: ما العمل؟ هل نأكل صيد البحر أم نمتنع؟ فأفتى قائلاً: ما هو أصغر منك دقه، ولكن أحسن لكم كلوا تونه! ثم بعد قليل استدرك قائلاً وإلا دجاج. وسأل حسين اللحجي بقوله: كيف تشوف يا أخ حسين؟ فأجاب حسين للتو وكأنه يتوقع السؤال: يا خوتي قلت لكم هارجوني على رجال!.
والآن ونحن في الختام نقول ما رأي الاستاذ سمك الوزير.. اوه.. آسف.. قصدي أقول ما رأي الاستاذ وزير السمك؟ نأكل صيد وإلا أحسن كل واحد يوصي يجيب له حنش من الهند ويجلس يشبب له بالشبابة؟
المقال كتب باللهجة العامية
سعيد عولقي
كنت ونحنا نتكالم أنا ويوسف أنقل له صورة عظيمة عن مدينته «بوصاصو» التي تحولت مؤخراً إلى ميناء مزدهر خلى ميناء بربرة يرجع قليل ريوس مع انه كان معشّق على الجير الأول وكان أهم ما طرأ على ميناء بوصاصو قد نقل بتفاصيله في التلفزيون في قناة الجزيرة اللي ما حد يصابحنا ويماسينا إلا هيه.. فأجييت أنقل الخبر المفرح كما شفته إلى الاخ يوسف، وكان يجلس إلى جانب الأخ حسين أحمد النعج في حالة عظيمة من التخزين الخلوي الفخيم وانذلح الأخ يوسف محمود بوصاصو يحاكيني في التاريخ من أيام أتناك الغاز أبو غزال إلى عصر الحليب أبوهنا وبكيت من داخل قلبي وأنا أسمع كل هذا التاريخ الطويل.. كيه بالله يا حسين.. يا نعج.. كيه بالله انديني مناديل كلوفلس ابو فل بامسح دموعي الغزيرة اللي سالت من كلام الأخ يوسف غزير المعاني.. يبدو أن النعج لم يسمعني من كثرة ما يحوم حوله من الطواهش والنواهش والهوامش والهوام ولا يسلم الأمر من أذية عيال السوق.. حسين منهمك في الهشوش لإبعاد من تحلق حوله من الطواهش والنواهش.. ويوسف محمود منهمك في رواية تاريخ أرض الصومال الحبيبة بنت الزبيبة وأنا أسمع وأبكي من داخل قلبي لما فاض بي الكيل فوقفت في قمة انفعالي الباكي وصحت فيه: يا حسين الحقني بمناديل الفلينكس أنا جار بوك منشان امسح دموعي القزيرة لاني ما أقدر أنكرها وأقول انها مش دموعي. أجاب حسين النعج بصوت عال: «يا خوي هارجني على رجال!.. هارجني على رجال شعني مش اسمعك من الدوقة حق ذولا المعويلة.. أقول لك هارجني على رجال!»
وبعود طويل من عيدان القات قام تفريق شمل من تحلقوا حوله وهو يردد كلمته الأثيرة: يا وليد قع شريف.. قلت لك قع شريف.. ولما انتهى حسين وجاب العيال شذر مذر سألته: ذلحين هذولا ايش يشتوا منك؟ قال مجيباً: ياخوتي قلت لك هارجني على رجال!
بعد قليل مربنا الاستاذ أحمد البهري فسألناه ايش اللي جرى للبحر ماله اتحول لونه إلى أخضر اللون فوسفوري اللمعان دار مادار على سواحل عدن.. وبعدين با تلاحظ كمان انه في فوق هذا او ذاك عرف رمّه؟ هز الاستاذ أحمد رأسه في حكمة فقال يوسف: يا جماعة يقال انه هذا يعني بسبب انه جشع البحر. قال أحمد العرشي ما هذا يا يوسف ماهوشيء جشع! قال يوسف يمكن تكون البطن حق البحر تسيل؟ رفع العرشي حاجبيه إلى الاعلى غير مصدق وقال طيب واللون الأخضر الفوسفوري؟ قال: هاه.. هذا الكلام تسألوا عنه الباشمهندس الاستاذ صلاح السبراتي.
سألنا الأخ العرشي كما كان لينين يسأل: ما العمل؟ هل نأكل صيد البحر أم نمتنع؟ فأفتى قائلاً: ما هو أصغر منك دقه، ولكن أحسن لكم كلوا تونه! ثم بعد قليل استدرك قائلاً وإلا دجاج. وسأل حسين اللحجي بقوله: كيف تشوف يا أخ حسين؟ فأجاب حسين للتو وكأنه يتوقع السؤال: يا خوتي قلت لكم هارجوني على رجال!.
والآن ونحن في الختام نقول ما رأي الاستاذ سمك الوزير.. اوه.. آسف.. قصدي أقول ما رأي الاستاذ وزير السمك؟ نأكل صيد وإلا أحسن كل واحد يوصي يجيب له حنش من الهند ويجلس يشبب له بالشبابة؟
المقال كتب باللهجة العامية