يوم من الأيــام..حكم النساء

> عبدالواحد محمد عبدالله:

>
عبدالواحد محمد عبدالله
عبدالواحد محمد عبدالله
نحن خرجنا من قرن رجال بعد قرون والنتيجة أننا بلغنا دركاً من التخلف والهوان على أنفسنا والناس وأقترح أن نتنحى جانباً، ونترك النساء يقدن المسيرة، فهن لا يمكن أن يفعلن أسوأ مما فعلنا نحن الرجال، ولكن قناعتي أنهن سيعملن أفضل.

هناك إيجابيات، فنساؤنا خرجن من عصور الظلام في النصف الثاني من القرن العشرين، فما حل آخره حتى كن يتقدمن على الذكور في مجال التعليم. وعرفت المدارس والجامعات منذ السبعينات، وكان تعليم الإناث في المقدمة، وفي العلوم كما في الآداب.

وأصبح للمرأة حضور في مركز صنع القرار، حيث دخلت الحكومة امرأتان لأول مرة، إلى جانب: 5 وكلاء وزارات، 15 وكيلاً مساعداً، 45 مديراً عاماً، 84 مدير إدارة، 12 مستشارة وامرأتان في مجلس الشورى. وأضيف أن في اليمن 65 قاضية وآلاف مؤلفة من الطبيبات، مئات المحاميات، و40 رئيسة منظمة نسوية.

وترقت الوزيرة أمة العليم السوسوة إلى منصب المساعد للأمين العام للأمم المتحدة وكذا المنسق الإقليمي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. وتحدثت عنها مقالة في الواشنطن بوست نشرت العام الماضي، قال عنها د. عبدالكريم الإرياني، مستشار رئيس الجمهورية إنها أفضل مقالة كتبت عن اليمن في أهم صحيفة عالمية. تحدثت المقالة عن حياتها وكفاحها في مجال حقوق الإنسان، ووصفتها كاتبة المقال وهي نور البستاني بأنها امرأة حقيقية، وأضافت هذا هو سبب نجاحها أنها لا تميل عن الحقائق، وأشادت بمبادئها بالقول: إنها تحب العمل والاستقلالية، وهذا أبرز قوة المرأة فيها.

ثم ذكّرت المقالة بمهمة السوسوة الضخمة لتوعية الناس بحقوقهم، لأن معظمهم يفتقرون للمعرفة. وتقول أمة العليم: «إذا أردت أن تفعل شيئاً فكن مستعداً بكل بنادقك. إنه التعليم، فعدونا في اليمن هو الجهل».

وهكذا فالجهل يؤخر تقدم المرأة ويجعلها مستباحة أمام شهوة الرجال، والحل أن تقوم ثورة نسوية. غير أن نسبة الأمية هي الأعلى بين الإناث، لذلك ستتأخر الثورة، ما يجعلني أطمئن للمستقبل بقدر ما إنني غير مطمئن للحاضر.

ووجدت أسماءً مثل راقية حميدان وأمل الباشا ونورا ضيف الله في مقدمة العمل دائماً، راقية محامية ملء سمع الزمن ورشحت بين ألف امرأة من دول العالم لنيل جائزة نوبل للسلام، فذهبت الجائزة للزميل الدكتور محمد البرادعي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أما أمل فأنشط امرأة في ميدان عمل المجتمع المدني، وكانت أول امرأة تنال عضوية اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام عام 82م. في حين أن نورا لمعت في ميدان النيابة والأموال العامة لتسجل حضوراً في تناقص حجم الفساد.

شعوب الأرض أدركت قبلنا أن خلاصها في أيدي نسائها، فقد تمكنت امرأتان من اختراق كل الحواجز والصعود إلى منصة الحكم في دولتين من دول العالم الثالث، فقد نجحت إيلين جونسون في الفوز بالانتخابات الرئاسية في ليبيريا، لتصبح أول امرأة أفريقية تصعد إلى منصب رئاسة دولة أفريقية في التاريخ، ونجحت ميشيل باشيليه في اعتلاء سدة الحكم في تشيلي، لتصبح أول امرأة في تاريخ أمريكا اللاتينية تتوج على عرش الرئاسة. فهل نعيد نحن التاريخ بانتخاب امرأة على عرش الرئاسة؟ ليت هذا صحيح، أو ليتنا نعمل لجعله صحيحاً، لأنني بت مقتنعاً بأن خلاص الأمة في أيدي نسائها. هل يحدث هذا؟

في بلادنا إذا لم يكن الحكم ديمقراطية فهو ماقراطية، أو حكم رجال، غير أنني أرجو أن أعيش لأرى ووقراطية، أو حكم نساء، فهو لا بد أن يكون أفضل. وهكذا فأنا أجلس منتظراً سنة أو سنوات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى