بمناسبة الثامن من مارس تظاهرة تضامنية مع المرأة الأكاديمية.. المحامية راقية حميدان:رسالة عتاب إلى فخامة الرئيس بأن ما عملته للمرأة ليس كافياً

> عدن «الأيام» خاص :

> احتفلت سائر نساء العالم باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الذكرى 96 له في هذا العام ويأتي بعد ان حققت النساء الكثير والكثير من الانجازات التي تحققت للمرأة بعد كفاح طويل من النضال الدؤوب ولا تختلف النساء اينما حللن ففي اليمن احتفلت النساء بيومهن الذي تضمن العديد من الفعاليات والانشطة والاحتفالات لتخليد هذه الذكرى التي تؤكد بأن المرأة ليست نصف المجتمع كما هو شائع بل هي المجتمع ككل .

وبهذه المناسبة رصدت «الايام» انطباعات نساء استطعن ان يجدن لهن مكانا في وسط عالم ذكوري .

< الاستاذة فوزية جلاب محمود، شمعة أنارت سماء التعليم استعرضت لنا شريط الذكريات لتعود بنا الى عالم كانت فيه الدراسة والمدرسة من المحرمات حيث كانت الاسر تمنع بناتهن من التعليم وكان من اكبر المعارضين لدراستها جدها لوالدها وكانت هي اول الغيث لتعليم النساء في هذه الاسرة وتقول: «كان ذلك بفضل الله وبفضل وقوف امي وابي الى جانبي ووسط كل هذا الاعتراضات والاستنكار»، واصلت دارستها حتى أنهت الثانوية العامة ولم تكتف بها بل واصلت دارستها لتحصل على دبلوم عال في كلية المعلمات ولكونها كانت من المبرزات تم تعيينها مدرسة لتعطي ما اختزنته من معلومات طول اعوام دراستها للجيل الجديد وتدرجت في السلم الوظيفي حتى وصلت الى مديرة مدرسة. تتحدث الاستاذة فوزية وتقول ان لها من الاولاد سبعة، خمس بنات وولدان. وعن وصولها الى هذه المرحلة التي تتشرف بها قالت إنه بفضل صمودها الى جانب التخطيط السليم التي اتبعته في حياتها لتصل الى هدفها المحدد .

وبرغم كل عقبات الحياة وقلة المعاشات في ذلك الوقت لم يقف ذلك عائقا دون الوصول الى هدفها ورغم انها ربت اولادها السبعة وحيدة بعد رحيل شريك حياتها مبكرا تاركاً لها تربيتهم تقول ان الاخلاص والصدق والايمان في العمل وحدها تجعل الانسان له قيمة وشخصية .

وعن هدفها في الحياة تقول الاستاذة فوزية: «الوصول بأولادي الى أعلى مراحل التعليم ».

وتحمد وتشكر ربها أنها استطاعت ان تجعل أولادها السبعة في مستويات عالية من التعليم في مجال الطب والهندسة وعلوم الكمبيوتر، وما يؤلم الاستاذة فوزية ان ابنتها البكر لم تعتمد لها شهادة الماجستير التي تحصلت عليها من روسيا باعتبارها دولة اشتراكية وتقول كنت أتمنى ان تدرس ابنتي الماجستير في كلية الاقتصاد ولكن الظروف المالية وقفت عقبة في ذلك الحين ورغم كل الظروف تقول استطعت ان اكون عينا ساهرة على اولادي وأوصلتهم الى بر الامان متسلحين بسلاح العلم والأخلاق الحميدة.

لكل مجتهد نصيب وهذا المثل ينطبق على اسرة الاستاذة فوزية حيث كرمت من قبل الدولة أكثر من مرة في عيد العلم والاسرة المثالية و تحصلت على العديد من الشهادات التكريمية وتطالب الاستاذة فوزية في رسالتها في هذا اليوم اولياء الامور بألا يمنعوا بناتهم من التعليم ولا يعجلوا بتزويجهن مبكراً وعدم المغالاة في المهور الى جانب ضرورة التخفيف من جلسات القات للاعتناء بأسرهم وتنظيم النسل وأهم شيء عدم إرغام أولادهم على دراسة معينة للتفاخر بينما لا تلبي رغابتهم .

< امرأة أخرى استطاعت ان تجد لنفسها مكانا وهي الدكتورة خديجة جامع أول جيولوجية في اليمن حاصلة على شهادة الدكتوراه في الجيولوجيا تقول كانت بوابتها الى ساحة العمل الجماهيري هو النشاط الطلابي الذي بدأت به مشوار حياتها الذي اوصلها لتكون رائدة في مجال العمل الاجتماعي والنقابي ونشطت في العديد من الهيئات وحالياً هي رئيسة جمعية التضامن التنموية.

الدكتورة خديجة جامع لديها سجل وظيفي حافل بالعطاء تقلدت العديد من المناصب القيادية خاصة في مجال النفط والمعادن والاستكشافات المعدنية كما نالت عضوية العديد من اللجان العاملة في هيئة الاستكشافات المعدنية لوضع الخطط ودراسة العروض الفنية ومتابعة تقييم الأعمال المنفذة كما عملت في اعداد أوارق عمل عدة في مجال التخصص والمجال التنموي وعملت منسقة قسم المرأة في فرع هيئة الاستكشافات المعدنية، وتوجهت الدكتورة خديجة جامع الى العمل التنموي واصبحت مديرية مشروع تنمية المنشآت النسوية الصغيرة التي تهدف الى تحسن الوضع الاقتصادي للعديد من الاسر الفقيرة ووضعت اللبنات الأولى لمركز التضامن للتدريب والتسويق. شاركت الدكتورة خديجة جامع في العديد من المؤتمرات والفعاليات التنموية والتخصصية وفي هذا اليوم ترسل الدكتورة خديجة عبر صفحات «الايام» رسالتها الى المجتمع قائلة: «نصف النظام الوطني وليد الثورة المباركة المرأة وحقق لها العدالة والمساواة أسوة بأخيها الرجل إلا ان الفجوة مازالت قائمة ولا زال التمييز ضد المرأة قائماً ويعتبر قانون المعاشات مثالاً صارخاً على التمييز حيث يحرم المرأة من التمتع بذات المزايا والحوافز التي يتمتع بها زميلها الرجل بنفس الوظيفة ويجبرها على الاحالة المبكرة للتقاعد قبل الرجل بخمسة اعوام ودون ان تستوفي سنوات الخدمة التي يقرها ذات القانون». وتتساءل الدكتورة خديجة جامع هل هناك تناقض وتمييز اشد قساوة من ذلك؟؟ وتؤكد الدكتورة خديجة ان هذا التمييز يحرم المرأة من جني ثمار جهودها أسوة بالرجل كما يحرم المجتمع من الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى الكادر النسوي المؤهل تاهيلاً علمياً عالياً سواء الاكاديميات أو زميلاتهن حملة الشهادات العلمية العالية في بقية مرافق الدولة».

< رائدة اخرى من النساء في مجال المحاماة الاستاذة راقية حميدان تقول عن مشوار حياته الحافل بالعطاء: «يعود الفضل الى والدي الذي أزاح كل العراقيل من امامي لأكون رائدة في مجال اختارته أنا .

حيث كان اول عائق التقليد الاجتماعي السائد في نهاية الستينيات المتمثل في عدم السماح للفتيات بالدراسة في الخارج وتحدى والدي الجميع اولهم افراد اسرتي بموافقته على السماح لي بالدراسة في بريطانيا» وتقول: «تحررت من هذا العائق لأواجه عائقا آخر سياسي الهوى اذ كنت اول فتاة عدنية في عصر استعماري تتقدم بطلب للحصول على منحة دارسية الى بلد عربي وللدراسة في مجال غير المجالين المعتمدين آنذاك للفتاة من قبل السلطة وهما التربية والتطبيب والتمريض وبسبب مؤهلاتي الكافية لم يتسن للسلطة وضع العراقيل في مجال غير متاح او معتمد آنذاك للفتاة من قبل السلطة لذا وضعت العراقيل امامي بعد ان رفضت مقترحها بقبول منحة الى بيروت لدراسة التربية ووضعوا امامي شروطا مجحفة اعانني الله على تخطيها».

المحامية الاستاذة رقية حميدان الرائدة في مجال المحاماة والحقوق أول امرأة يمنية تعمل في مجال المحاماة حاصلة على الماجستير من جامعة لندن بدأت حياتها مستشارة قانونية وتدرجت في العديد من المناصب القانونية حتى عرض عليها العمل قاضية إلا أنها رفضت الطلب .

عضوة في اللجنة العليا للانتخابات في دولة الوحدة شاركت في تدريب النساء في اليمن وخارجها بشأن حقوقهن الانتخابية وكذا عملت في مراقبة الانتخابات برلمانية ورئاسية في عدد من الدول .

وتعترف المحامية راقية حميدان بأنه في ظل النظام السياسي السابق في جمهورية اليمن الديمقراطية لم تصادف أى عراقيل بل حظيت بكل التشجيع والتعاون الذي كان يوفرها النظام للمرأة آنذاك .

مثلت الدولة في العديد من المؤتمرات الدولية والاقليمية كما شاركت في عدد من الفعاليات الدولية والاقليمية والمحلية في مجال اهتمامها وهو حقو ق الانسان .

وفي عام 2005 تم ترشيحها من قبل لجنة دولية ضمن ألف امرأة من مختلف دول العالم وقبل الترشيح من لجنة اكاديمية نوبل لنيل جائزة نوبل للسلام، تقول المحامية راقية: «مازلت اواصل مسيرتي في الحياة وأأمل خدمة المجتمع والعدالة والسلام وغاية طموحي كسب رضاء وحب اكبر عدد من الناس ».

رسالتها للمرأة اليمنية في يوم عيدها تقول ان نماء وتطور المجتمع لن يتحقق ولا يمكن ان يتحقق دون تمكين المرأة من كامل حقوقها ومساواتها الواقعية «ولا اقول المثيلة بأخيها الرجل فقد خلق المولى كلا من الرجل والمرأة لأداء وظائف محددة خص كلا منهما بها ليكمل الآخر، وتقول «مساواتها الوقعية من حيث الحقوق والواجبات بأخيها الرجل فبدون ذلك لن يتسنى للمجتمع بلوغ مبتغاه من التطور والرفاه»، وتؤكد ان ديننا الحنيف قد ساوى بين جميع البشر وكان أول دين سماوي في تكريم المرأة خلافاً للمزاعم القائلة بغير ذلك والتي هي بالحقيقة عادات قبلية بائدة نسبت زورا الى الاسلام. وتقول ان تجارب المجتمع اليمني قد أثبتت جدارة وكفاءة المرأة على تحمل المسؤولية.

< كما تحدثت الاخت د. اسمهان عقلان العلس قائلة: «أولا أهنئ المرأة اليمنية والعربية في مختلف انحاء العالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة العاملة واذكرهن بالنضال من اجل تثبيت حقوق المرأة والدفاع عن قضاياها كما اذكر المرأة اليمنية بأنه ينبغي لها أن تقود النضال في سبيل استحقاقها الحقوق العامة المقرة لها بموجب الشرع والقانون الدولي واليمني وألا تنتظر ان تقدم لها من الدولة.

كما ينبغي ان تعرف هذه المرأة ان الجهل بهذه الحقوق من جانب النساء يعد اولى مشكلاتنا ومن هنا يجب ان تعرف المرأة هذه الحقوق وتستميت بالدفاع عنها وان تلغي من قاموسها مصطلح الاستكانة والقبول بالامر الواقع.

قضية اخرى يجب الانتباه لها وهي قضية لاتعرف التسييس ولا الولاء السياسي والمناطقي وينبغي ان ترفع الوصاية الحزبية عن منظمات المرأة وعلى المرأة ان تؤكد في اوساطها المختلفة ان المرأة حليفة استراتيجية للمرأة .

وسألناها عن الرسالة التي تود توجيهها للمرأة وقضاياها في هذه المناسبة فقالت: «أجد نفسي شديدة الرغبة بتوجيه كلمة للمرأة اليمنية بشكل عام بان لا تنتظر ان تحرك الدولة او المنظمات الدولية قضاياها، وان تتولى هي ذاتها قيادة هذه القضايا والانتصار لها و خلافاتها الضيقة مع اختها المرأة، وان يصبح الحوار المباشر بين النساء قائما على قاعدة التحالف والمصلحة للمرأة والوطن».

< رؤوفة حسن، دكتورة في جامعة صنعاء استاذة اعلام اجتماعي ورئيسة برامج التنمية الثقافية وهي مؤسسة غير حكومية، وجهت رسالتها عبر «الأيام» للمرأة اليمنية قائلة: «الحال حال والعيد جاي ذات يوم ».

كما تقول للمجتمع ان المجتمع لن يتغير الا اذا تغير حال النساء .

< امرأة أفنت عمرها في العمل في كافة المجالات كانت شمعة تحترق لتنير الطريق للآخرين، رحلت عنا وتركت فينا حرقة مرارة الفراق ودمعة في عيون أمل، تتحدث عنها والدموع تترقرق في حدقاتهاترفض التنازل بكبرياء استمدتها من رصيد حافل بالعطاء تركته خالتها المرحومة اعتدال ديريه تقول: «ماذا اقول لنساء اليمن في هذا اليوم ونحن مازلنا نبحت عن تنفيذ حقوق امرأة رحلت وتركت أما وحيدة حرمت من راتب ابنتها ».

< الدكتورة رخصانة محمد اسماعيل، مديرة مركز المرأة للبحوت والتدريب بجامعة عدن استاذ مشارك في البتروكيماويات تبوأت العديد من المناصب القيادية في كثير من المجالات تقول عن مشوار نجاحها:«لا شيء يأتي بسهولة فكل شيء يحتاج الى بذل الجهود والمثابرة لجني الثمار ومن الضروري ان يكون لدى الفرد افكار وأهداف يسعى الى تحقيقها وان نعمل بجد لنصل الى هذا الهدف».

واجهت الكثير من الصعوبات في مشوار حياتها ولكن بالرغبة الصادقة والصبر استطاعت ان يكون لها مكان في عالم ذكوري.

وقالت عن نفسها بأنها ربما تختلف عن زميلات فالحياه الزوجية في نظرها تعيق المرأة من أن تخطو خطوات كبيرة فهي لديها اولويات وضروريات «عكس المرأة العازبة والحمد لله لم أعان مشكلة سوى اختلاف الفكر بيني وبين اسرتي ولكن ثقة مني بان هدفي سام والطريق الذي اسير عليه طريق مستقيم سهل هذه الصعوبة.

توجه للمرأة رسالة تقول فيها: «العلم والعلم والعلم فإذا كانت المرأة متعلمة وواعية بكل ما يدور من حولها تستطيع ان تحقق ما تصبو اليه وعليها ان تدرك حقوقها والتزاماتها فبالعلم نستطيع ان نرتقي سلم التقدم ».

وتضيف: «علينا ان ندافع عن حقوقنا ليس بالكم بل بالكيف فإذا كانت لدينا 30 امرأة في البرلمان وليس منهن فائدة ماذا نستفيد نحن النساء.. وعلينا ان نختار من هي المرأة التى تمثلنا حتى لو كان عددهن عشر نساء ».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى