عندما يموت الضمير

> «الأيام» فهد علي البرشاء / لودر - ابين

> تصادفهم أينما ذهبت ! تغلفهم الكآبة ويرتسم على محياهم الحزن والألم، تلمع في مآقيهم دموع صامتة.. تتلألأ فوق الوجنات حباتها الكبيرة الخرساء ويجترون من أعماقهم المخذولة والمهتوكة آهات الندم والفجيعة، تترجم كل ما يعتمل في أحشائهم التي تكاد زفراتها تحرق كل شيء وتغازل صفحات مذكراتهم التي تكتنز بين ثناياها تجارب الحياة بكل ما حوت في طياتها من حلاوة المفاجآت ومرارة الأقدار، فتنساب كلمات يكاد وقعها أن يدمي المقل ويبلد الإحساس، كلمات لم تكن لغة قلم أومحاكاة عقل إنما هي صرخات تنبع من أعماق الوجدان المسلوب، صرخات تصم الآذان وتذيب الكيان. إنه هول الفاجعة التي لاحت في سماء شبابنا لتنذر غمامتها المعتمة الحالكة السواد بأن ما تحمله في غياهب جوفها أمر جلل استشرى واستفحل بين تلك الأوساط اليانعة، التي ارتشفت كؤوس النفاق والخداع وطوقت أنفسها برداء البراءة والصدق ..

شباب ماتت بدواخلهم بذرة لو نمت لتفرع منها الصدق، الإخلاص، الوفاء وتغدو شجرة أصلها الأعماق الصادقة وفرعها هالة نور تحيط جسد صاحبها، ولكن البذرة وئدت قبل أن ترى النور ووري جثمانها بين لفائف القسوة واللا مبالاة لتنعى أعضاء الجسد موت الضمير القابع بين خلجاتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى