يوم من الأيــام..الأدوية المزيفة وشبكة المافيا العالمية

> أ. م. د. مهدي أحمد الحاج:

> ما في يوم يمر من حياتنا إلا ونسمع عن اكتشافات طبية جديدة وعن إنجازات علمية في عالم تصنيع الأدوية لخدمة هذا العالم وتقديم الجديد من الأبحاث والابتكار في الحصول على دواء آمن ذي فعالية عالية ولكن على الجانب الآخر هناك عصابات مافيا تقوم بتزوير صناعة الدواء للكسب السريع على حساب صحة الإنسان.

تجارة الأدوية المزيفة أصبحت ظاهرة عالمية واليمن جزء من هذا العالم، تدار هذه التجارة من قبل شبكة مافيا عالمية كما هو الحال مع تجارة المخدرات. تجارة الأدوية المزيفة تمثل 10% من تجارة الأدوية على الصعيد العالمي حسب تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر بتاريخ 12/3/ 2006م. توجد في بعض البلدان مصانع لهذه الأدوية المزيفة تهدف إلى زيادة أرباحها بطرق غير مشروعة وقد أصدر «مركز الولايات المتحدة الأمريكية للإعلام عن الأدوية لأغراض المنفعة العامة» أن قيمة مبيعات الأدوية المزيفة قد تصل إلى 75 مليار دولار أمريكي في عام 2010م مما يشكل ارتفاعا بنسبة 92% مقارنة بعام 2005م.

لقد اجتمع ممثلو منظمة الصحة العالمية 16-18 فبراير 2006م في روما لمناقشة هذا الوضع المتفشي والذي يمكن أن يصبح وباءً، وشددوا على تشجيع التعاون العالمي والالتزام السياسي والحلول السريعة لمكافحة الأدوية المغشوشة والمزورة وعلى الدول منع التزييف في مرحلة التصنيع وحماية حدودها الوطنية وتطوير الإعلام والتثقيف الصحي.

لكن ما هو الدواء المثالي؟

هو ذلك الدواء الذي يكون ذا فعالية عاليةEfficacy وأكثر أماناً Safety ويتفق مع مواصفات دساتير الأدوية العالمية Pharmacopoeia (فارماكوبيا).

وما هو الدواء المزيف؟

هو ذلك الدواء عديم الفعالية وغير آمن ولا يتفق مع دساتير الأدوية العالمية. ما هي الاختبارات التي تجرى على هذه الأدوية حتى نتمكن من معرفة هويتها وتحديد كميتها؟

هي طرق سهلة جداً للتصرف وتحديد المادة الفعالة إن كانت موجودة : تحليل كيفي Dualtitative Analysis حسب دساتير الأدوية العالمية.

ويمكن تحديد الكمية الموجودة في الدواء بطرق سهلة أيضاً.

تحليل كمي حسب دساتير الأدوية العالمية Duantitative analysis.

أما الدواء المهرب، فالذين يدافعون عنه ويزعمون توفيره للمريض لا شك أنهم يضحكون عليه ويسلبونه ماله وصحته وهم يشاركون في هذه الجريمة، فالدواء المهرب لا تنطبق عليه أدنى مواصفات دساتير الأدوية العالمية

(Pharmacopoeia) لما يتعرض له من سوء خزن وحرارة عالية وضوء ورطوبة وهواء، فتلك العوامل تؤثر على ثبات الدواء(Stabitity) وتؤدي إلى تفككه وتحوله إلى مواد أخرى سامة بل أكثر سمية تؤدي إلى موت المريض.

لقد أجرت صحيفة «الأيام» مشكورة مقابلات مع بعض العاملين في الصيدليات والبعض منهم قد لبس ثوب البراءة والعفة ونزاهة الضمير فلا شك أنهم يشاركون في هذه الجريمة وعصابة الإجرام ويعرفون المزورين والمهربين. ونطالب وزارة الصحة العامة بتكثيف الحملات ودعمها مادياً حتى نحصل على دواء آمن وفعال يصل إلى يد المريض الغلبان.

إننا بحاجة إلى صحوة ضمير والتفكير لثوان إذا أخذ طفلنا أوشيخنا دواء مغشوشا أو مزيفا فلا شك أننا سنشارك في قتله جميعاً، بداية من الطبيب والصيدلي والعامل في الصيدلية والتاجر الذي لا هم له سوى الربح السريع، فنحن نداوي المريض بالتي هي الداء.

شعبة الصيدلة - كلية الطب والعلوم الصحية جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى