مع الأيــام..في الشدة والرخاء

> جلال عبده محسن:

>
جلال عبده محسن
جلال عبده محسن
في الشدة والبلاء وفي الرفاهية والمناصب تمتحن معادن الناس، فالمناصب والجاه كثيراً ما تكون مغرية ومضللة قد ينسى المرء معها مخافة الله سبحانه وتعالى، التي تستوجب فيه قول كلمة الحق ولو على نفسه.

فقد يعيش المجتمع صوراً متعددة من الفساد الاجتماعي والانحلال الأخلاقي، بسبب السياسات الخاطئة والفساد وغياب هيبة النظام والقانون وغيرها من صور الفساد الاجتماعي، مما يتطلب الأمر رفضها من الجميع، فهي تعبر عن درجة من الوعي والأمانة والإحساس بالمسؤولية والشجاعة، وقد لا يراها البعض الآخر من هم في السلطة ممن تلهيهم المادة والجاه والمنصب، فتجد بعضهم صامتاً ولا نكاد نسمع عنه أي شيء إلا في بعض المناسبات أو إذا اضطرته المواقف المحرجة ومن باب المجاملة ليس إلا حتى لا يساء الظن به بأنه قد تولدت لديه قناعات أخرى، فهو دائماً مشغول بجمع الثروة والمال بأي شكل ولو عن طريق النهب وسرقة المال العام.

وهناك نموذج آخر من الفصيلة نفسها إلا أنه أكثر طموحاً وأكثر نشاطاً وحركة على مستويات عدة يصول ويجول، بل ومتبجح بالكلام يبرز محاسن السلطة بأي شكل ويصرف النظر عن السلبيات وعلى طريقة (كل شيء تمام يافندم) مهما كانت عظيمة ويقدم لها التبريرات الجاهزة بل ويجملها في أحيان أخرى، متجاوزاً الواقع والحقيقة ومخالفاً للضمير ومخافة الله سبحانه وتعالى، ليس اقتناعاً بل خوفاً من زوال منافعه الشخصية وطمعاً بمنصب أو مكافأة تزيد من ثروته، وما أن يفقد هذا الشخص كل ما كان يتمتع به أو جزءاً منه نجده يتمرد على ذلك الحال ويخرج عن نطاق السيطرة والصمت من خلال كيل الشتائم للسلطة، كاشفاً عيوبها وبؤر الفساد فيها وينتقد الوضع العام، ليس لأنه استفاق من غفوته بل انتقاماً لما آل إليه وضعه الشخصي.

والعكس صحيح أيضاً فقد نجد البعض في الشدة والبلاء يكشف مكامن الخلل وينتقد ويرتفع صوته عالياً، وما أن يتحسن وضعه الشخصي ولو عن طريق (الرشوة) -والعياذ بالله- لإسكاته نجده قد تحول عما كان عليه وبدأ ينشغل في أموره الجديدة. أما المعادن الأصيلة فهي التي لا تتأثر بالمصالح والمنافع أمام كلمة الحق مهما عظمت لأنها تتعامل مع الخالق فترفضها في الدنيا لتدخر أجرها في الآخرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى