سعودي احمد صالح سليل الفن اللحجي الاصيل

> «الأيام» د. يحيى قاسم سهل:

> كم أمتع السمع صوته، وكم شدونا معه عبر الاثير، صوته طفولي رخيم أرق من رقرقة الجداول وهديل الحمام، أو قل حفيف الشجر هو صوت الفنان المتألق والمبدع سعودي احمد صالح.

غير أنني لم أسمعه يشدو وأنا جالس على يساره، حتى أطربت وأحسست أنه يهزني ويحلق بي وكأنه يهدهدني.. وكم كانت السانحة عظيمة وجليلة عندما استضافته جمعية تنمية الثقافة والأدب في عدن وبمقرها في دارسعد ليطربنا بأغانيه التي سمعها السهل والجبل، وكانت أغانيه تميمة يحفظها العشاق، وما برحوا يتغنون بأغاني سعودي أحمد صالح، فأي عاشق هذا الذي لم يتغنى باغنية «ناموا كلهم ناموا حتى النجم اللي كان يوانسني معاهم نام» أو «غزلان في الوادي» وكثيرة هي أغانيه وألحانه الخالدة .. إنه فارس من فرسان الاغنية اللحجية في عصرها الذهبي والذي يعد معيناً يغترف منه الفنانون ولم يتجاوزوه حتى اللحظة.

وعلى الرغم من تقدم العمر به، إلا أنه مازال يشدو ويطرب جلساءه وكأني به يقول «أنا اغني، اذن انا موجود» رداً على الذين تجاهلوه وتناسوه وأمثاله كثير من الفنانين والمبدعين في مجالات الابداع كافة، ولعل القارئ يظن انني أقدم سعودي احمد صالح الفنان والإنسان الذي إذا اقتربت منه تحس انك تقترب من نسمة .. هذه المقالة العجلى لا تقدم سعودي البتة، لأن الساقية لا تقدم النهر ولا النهر يقدم البحر.

ان الفنان المتألق والمبدع أبداً سعودي تاريخ بذاته.. فهل ننسى هذا التاريخ؟.. ام الاحرى والاجدر إعادة الاعتبار لتاريخنا بل لوجداننا الفني والذوقي، لأن سعودي وامثاله هم الذين ارتقوا بالذائقة الفنية لهذا الشعب.

وأخيراً لن يأتي المستقبل ما لم نُعِد الاعتبار لماضينا الجميل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى