وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

> عبدالقوي الأشول:

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
عندما أكتب لصحيفة «الأيام» أدرك مسبقاً أني لا أكتب لقارئ افتراضي، أي أن معرفتي المسبقة بحجم ما توزعه «الأيام» من أعدادها اليومية يرفع لدي درجة الشعور بالمسؤولية تجاه القارئ العزيز.. لذلك أجد «الأيام» عند كل صباح عند أكشاك الباعة وفي تقاطع الطرق متجددة الإشراق، حاملة في مضمون صفحاتها ما يتصل بهموم المجتمع، مشيرة وبمسؤولية إلى كل ما يتصل بالاختلالات داعية بحرص ومهنية صحفية إلى تصحيح ما يمكن. ولأن «الأيام» قد تجاوزت بحجم مبيعاتها اليومية عدداً من الصحف التي تنفق على أعدادها عشرات أضعاف ما يكلفه عدد «الأيام» فإن مثل هذا التجاوز ربما ولد قدراً من الضغائن تجاهها.فهي بهذه المهنية الرائعة ربما تكشف عورات هؤلاء.. ولا غرابة أن تنبري سهام حقدهم تجاهها.. ولا يتحرجون من وصفها بالصحيفة الصفراء بل والعميلة، وهكذا يرمون التهمة على كتابها الذين هم من طيف شريحة المجتمع النظيفة التي لا علاقة لها بما يجري من نهب واستحواذ على الممتلكات العامة أو الميزانيات السنوية الفلكية التي يتم العبث بها تحت مسميات الوطنية والحرص المفرط على الثوابت وربما التنبيه للخطوط الحمراء التي يفترض أن لا تتجاوز وصف ساحتهم بالعبث والنهب بل وأكل أموال البؤساء واليتامى.. فأي عمالة أبلغ وأشد من تلك التي أثرت على حساب ملايين من أبناء شعبنا الفقير الصابر؟!

«الأيام» عميلة وكتابها عملاء يستلمون (المعلوم) من دوائر متربصة بالوطن حسب زعم هؤلاء (الأشاوس)، ممن ترهلت كروشهم وبرزت أملاكهم معلنة بجلاء عن مسالكهم الفاسدة، ومع ذلك لا يتورعون عن بعث مثل هذه المسميات والعمالات الوهمية ربما لأنها تمكنهم من الإمعان في ممارسة ابتزازاتهم للأموال والموارد العامة.. طالما وهم الوحيدون الذين تجري في دمائهم نوازع الوطنية.. وأي إصبع تشير إلى مساوئ هؤلاء هي عميلة دون شك، فما بالنا بمن يكتبون عن هذه الحقائق.. هؤلاء من ينتقصون من قدر سيادتهم على وطن استباحوه.. ورغم ما يزعمون عن الصحيفة الصفراء، فإن «الأيام» لا تبحث منهم عن شهادة لمكانتها فهي هنا وهناك في أرجاء الوطن في أيدي قرائها.. العازفين عن شراء صحف أخرى لا يجيد أصحابها سوى النفاق وكيل الشتائم للآخرين.

لماذا لا تكون الصحف الصفراء تلك التي لا تجرؤ أن تعلن عن حجم مبيعاتها اليومية والمنبوذة من القراء والتي لا يتجاوز حجم ما توزعه في أحسن الأحوال ألفين إلى ثلاثة ألف نسخة.. فهل يتجرأون على مقارنة ذاتهم بـ «الأيام»؟!

ثم إننا عندما نكتب لـ «الأيام» لا ننتظر بند مكافآت سخية تأتي على حساب نزاحة المهنة وبيع الضمير.

ألم يقل شاعرنا العربي:

فغض الطرف إنك من نمير

فلا كعباً بلغت ولا كلابا

ولا تنسوا أن عراقة آل باشراحيل تجعلهم أكثر اقتداراً على تجاوزكم طالما بقيتم أسيري هاجس الخوف والقلق مما تنذر به أيام «الأيام» بل أيام الدهر الذي لا يؤتمن لأحد.

ثم ألم يقل آخر ملوك الطوائف ابن عباد وهو يدافع عن آخر حصون ملكه وبعد أن وقع في الأسر:

قد كان دهري إذا أمرته امتثلا

واليوم أصبحت مأموراً ومنهيا

وأخيراً..

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

فأقم عليهم مأتماً وعويلا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى