في قضيتي الجنديين (صائل) و(الخضر) ..من يفتري على من؟

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
بشّر أحدهم - بطريقة ساخرة - في مقالة نشرت له في جريدة رسمية، النائب (الخبجي) والجندي (صائل) بأن اسميهما سوف يردان في التقرير الأمريكي المرتقب لحقوق الإنسان كـ (بطلين) -على حد قوله! .. وذهب الكاتب بعيداً في سخريته إلى حد توقع الصيغة النصية التي سترد في التقرير بشأن حادثة (الدعس) الشهيرة التي تعرض لها الجندي أمام زملائه في طابور الصباح بمعسكره، مستنكراً على النائب الذي تولى الحادثة وأطلقها للرأي العام (مبالغته) في سرد تفاصيل ما حدث للجندي صاحب القضية والشأن، معتبراً أنه من حق المؤسسة العسكرية مقاضاة الخبجي على مزاعمه التي افترى بها على مؤسسة الجيش، والتي تسيء إلى هذه المؤسسة وسمعتها، كما قال وفند.

صاحبنا الكاتب- هداه الله- نسي أو غفل، أنه بمثل هذا القول والمنطق الغريب يجعل من كرامة (الجندي) حقاً متأخراً على كرامة المؤسسة العسكرية، بينما تقول التقاليد العسكرية إن كرامة (الجندي) هي من كرامة مؤسساته، بل إن الإهانة التي يمكن أن تلحق بمؤسسات الجيش إنما تحدث حينما يتعرض أفرادها للإذلال والإهانة وهو ما حصل بالفعل في حادثة الجندي (صائل).. كما أن النائب الخبجي لم يكن يبحث -لا هو ولا الجندي المظلوم- عن مكان لاسميهما، في التقارير الخارجية لحقوق الإنسان، حينما قرر قائد الأخير إهانته و(الدوس) على (خلقته) الممدة على الأرض بفعل أمره العسكري الغريب .. وأظن أن النائب البرلماني حينما قام بالدفاع عن الحق والإنصاف لهذا الجندي (المواطن) في أول الأمر وآخره، إنما فعل ذلك منسجماً مع ضميره ومبادئه وواجبه الطبيعي (كممثل للشعب) لا باحثاً عن بطولات وهمية في التقارير الدولية، كما زعم وظن أخونا في الله.

وعلى أية حال .. فحينما يتصارع (الحق) و(الباطل) في لحظة زمنية معينة وفي قضية بعينها نجد أن القدر غالباً ما يتدخل ليحسم الجدل والصراع، ويحضر على طريقته الخاصة شواهد (أخرى) ودلائل أكثر وضوحاً وقوة وأكثر قدرة على ترجيح كفة الحق بشكل لائق وبيّن لا يحتمل الغموض ولا الالتباس ..وهو ما حدث عملياً حينما تدخل القدر هذه المرة لصالح الحق وأحضر معه دليلاً جديداً وضع به من اختار- لأسبابه الخاصة -الوقوف في غير مكانه الطبيعي في موقف محرج مع نفسه ومع ضميره أولاً ومع مسؤلياته الوطنية ثانياً.

ففي صباح يوم السبت 18/3/2006م حضر إلى جريدة «الأيام» المواطن ناصر علي أحمد حسين، مؤكداً أن شقيقه (الخضر) الجندي بشرطة النجدة بصنعاء، قد (نفد) فيه بتاريخ 12/3/2006م أمر عسكري أصدره قائد كتائب النجدة التي يعمل بها..وجاء في الرواية التي حكاها إخوته جميعهم، والتي سأوردها كما هي مذكورة حرفياً دون زيادة ولا نقصان، حتى لا يتهمنا أحد بالمبالغة أو الافتراء عليه، ما يلي :

«إن ما حصل هو أن أخانا كان يستعد للتمرين الصباحي مع رفاقه في المعسكر، حينما شعر بالآلام في كليتيه فقعد على الأرض يرتاح قليلاً من الألم، فقام قائد التدريب المدعو الرائد صادق أمين المليكي قائد كتائب النجدة بإعطائه أمراً عسكرياً بالتمدد على الأرض وأمر ست كتائب أن تمر فوقه، فرحمه البعض ومنهم من داسوا بعيداً عنه والبعض داسوا عليه، وبعدها أمره أن ينهض وهو مريض ومنهك وقام بضربه بيده من الخلف في ظهره، ثم صفعه من الأمام وبصق فيه وشتمه بأخس الشتائم وقال له: لو أنا مكانك على الإهانات هذه لتركت العمل العسكري أشرف لي وأجلس في البيت» ..«أخونا حالياً مرمي ومسجون في معسكر النجدة بصنعاء بدون حقوق ولم يقدم له أي إسعاف ولا حتى إسعافات أولية».

انتهت الرواية ولم تنته مشاعر الألم والاستنكار التي عبر عنها إخوة الجندي بغزارة وحرقة وغضب، والتي أهدي بقيتها (المؤلمة) و(المفزعة) إلى كل الذين يملكون قواميس المصطلحات الوطنية (وحدهم) .. وإلى كل الذين يملكون في بيوتهم وفي مكاتب عملهم (الخزائن الخاصة) التي يحتفظون فيها بكل أشكال وأنواع النياشين والأوسمة الوطنية ..أهديهم هذه الضربات الموجعة لوحدتنا الوطنية ..وأسألهم ببال هادئ وضمير مرتاح .. لمن يجب أن توزع النياشين والأوسمة في مثل هذه الحالات؟ ومن يستحق العقاب والمحاكمة ويا ترى من يفتري على من في هذا الوطن؟؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى