الشاعر والملحن عبد القادر بلفقيه: تأثرت بمدرسة محمد سعد عبدالله وأبو أصيل

> «الأيام» سعيد سالمين شكابة:

> الغناء تريم.. مدينة بمثابة منجم مليء بالكنوز والدرر ونبع متدفق بالمواهب المبدعة والنادرة الوجود.. مواهب في شتى المجالات .. مواهب تمتلك الموهبة والابداع اللذين قلما نجدهما في أي موقع آخر غير تريم.. وبالأخص في مجال فنها التراثي الأصيل المسمى بالدان الحضرمي.. ذلك اللون المعروف به الغناء والذي ينفح عطراً ذا رائحة زكية.

> بداية نرحب بك أخ عبدالقادر بلفقيه على صفحات صحيفة «الأيام» وفي أرض الوطن ومسقط رأسك الغناء تريم فاهلاً وسهلاً بك؟

- شكراً لك أخي سعيد وللقائمين على صحيفتكم الغراء «الأيام» الاستاذين القديرين هشام وتمام باشراحيل ولجميع اسرة التحرير على اهتمامكم بالمواهب المبدعة في كافة المجالات وعلى ما تقومون به من أداء جبار لرسالتكم الإعلامية السامية على أكمل وجه، وتكبدكم العناء والمشقة للبحث عني وإجراء هذا الحوار معي والذي حاولت الكثير من الصحف والإذاعات والفضائيات اجراءه معي ولكنني رفضت طلبهم واستجبت لـ«الأيام» الصحيفة المحبوبة إلى قلبي ووجداني كونها تشكل حلقة التواصل والترابط بيننا وبين الوطن والأهل والخلان أثناء تواجدنا في أرض الاغتراب فاهلاً وسهلاً بكم وبـ «الأيام».

> لوعدنا للوراء وحاولنا نبش ذكرياتكم وأبحرنا معها حيث البداية وشقاوة الطفولة وسألنا كيف كانت ومتى؟ وهل من ظروف أو طقوس معينة رافقت كل ذلك؟

- أنت تشوقني لتلك الأيام الجميلة وحنينها وشقاوة الطفولة التي عشناها في أزقة وشوارع الغناء تريم، وحقيقة أقول إن البداية كانت عبارة عن محاولات بسيطة وخواطر شاركت بها في المجلات الحائطية التي تصدرها المدرسة آنذاك وأنا طالب في الصف الأول متوسط في مدرسة جمعية الاخوة بتريم، بفضل تشجيع بعض المدرسين الافاضل لي امثال الاستاذ القدير أحمد محمد الشاطري والمربي القدير الاستاذ أحمد بن زين بلفقيه وكانت أول محاولة لي اسمها (أحب المدرسة) وهي من ثلاثة أبيات:

إني أحب المدرسة لانها كالمزرعة

قد علمتني فاتسع فكري وزدت معرفة

الشكر لمن علمني وادعو له بالمغفرة

اما البداية الحقيقية فجاءت في أرض الاغتراب وتحديداً في في عام 1955م وأنا سني حينها ما بين 15-16 عام وجاءت الانطلاقة أثناء وجودي في أحد مقاهي مكة المكرمة أمام أحد المباني الحكومية بعد حوالي شهرين من وصولي لها.. فأحسست في تلك اللحظة بالغربة ومعاناتها والحنين الى الوطن والأهل والخلان وشقاوة الطفولة وشوارع تريم والشوق لكل ذلك، فحملت ورقة وقلما وكتبت أول قصيدة لي تعبر عن ذلك اسميتها (رحيل وحنين) ومع مرور الوقت والأيام في الغربة أحسست برغبة كبيرة تراودني رياضياً وفنياً وشعرياً. ولهذا سعيت إلى تأسيس فريق رياضي وفني أسميته (نادي الجنوب) وساهم معي في تأسيس ذلك بعض الأصدقاء المتواجدين في الغربة بمكة المكرمة وهم: سهل أحمد الحبشي، محمد بافرط، علي عبدالرحمن الحبشي، علوي بن شهاب، سعيد باقوز، عبدالله عوض باسيف وحسين يوسف الحسني وعدد كبير لم يحضرني ذكر أسمائهم، وبدأنا تفعيل نشاطنا الرياضي عصراً ونحيي جلسات الطرب الحضرمي في المساء وشاركنا في عدد من المباريات رياضياً وإقامة المسامرات الليلية وهكذا توسعت الفرقة واشتهرت كثيراً خصوصاً بعد أن كان يأتي إلينا من جدة الفنان اليمني الكبير ابوبكر سالم بلفقيه والفنان علي الصقير الذي يأتي من خميس مشيط ووجود الفنان المخضرم صالح مبارك سالمين معنا، وبدأت من هنا أنشد قصائد غنائية يتغنى بها الفنانون.

> من هو أول فنان غنى من كلماتك ومن الذي شكلت ثنائيا معه؟ ومن هم الفنانون الآخرون الذين تغنوا بأشعارك؟

- أول من تغنى من كلماتي هو الفنان المعروف صاحب الصوت الشجي والعزف المرهف حسن السري، وهو أكثر من تغنى لي وشكلت ثنائيا معه ،كما تغنى من كلماتي عدد كبير من الفنانين على رأسهم الموسيقار أحمد فتحي، على الصقير، هود العيدروس، وديع هائل، ناصر فدعق وغيرهم الكثير.

> من هم الشعراء الذين تأثرت بهم؟ ومن كان له الفضل في تشجيعك والدفع بك؟

- والله تأثرت كثيراً بالشعراء الافاضل أحمد شوقي، أبوبكر بن شهاب، حبشي بلفقيه، حداد بن حسن وحسين المحضار، الفنان عاشور أمان والمدرسة الفنية النموذجية الفنان الملهم والملحن المبدع الأستاذ والمربي القدير محمد سعد عبدالله، أما الفضل في تشجيعي بعد الله سبحانه وتعالى ثم الأهل والأصدقاء فهو للفنانين القديرين الموسيقار أحمد فتحي والفنان العاطفي محمد سعد، واسمح لي أقول لكم كيف حدث ذلك.. في عام 1980م تقريباً طلب مني الفنان علي الصقير بعض الاغاني فأعطيته، ومنها (ما آلوم الزمان، التحدي، سير في دربك وغيرها) وصادف في ذلك الوقت زيارة الفنان فتحي للسعودية فقام علي الصقير بعرض القصائد عليه فأعجب فتحي بهن واتصل بي طالباً مقابلتي، وعندما حضرت إليه أشاد بكلماتي كثيراً وأظهر إعجابه الشديد بتلك القصائد وطلب مني أن يتغنى بها هو أيضاً، وهو الأمر الذي أسعدني كثيراً وشجعني وسمحت له بذلك، أما بالنسبة لأبو مشتاق رحمه فقد أخذ مني الفنان وديع هائل أغنية (خدع قلبي بحبك) ودخل بها مسابقة في إذاعة المملكة ولكثرة القصائد شكلت لجنة لاختيار الافضل يرأسها محمد سعد فاختار أبو مشتاق قصيدتي من بين المئات وقام بتلحينها وتغنى بها الفنان وديع هائل، وعندها تعرف علي أبو مشتاق وشجعني كثيراً ولحن لي الكثير.

> هل معنى هذا أنك تقول الكلمات وتترك الآخرين يضعون الألحان؟ ومن هم من لحنوا لك؟

- ليس كذلك، فالكثير من الكلمات قمت أنا بتلحينها وبعضها لحنت من قبل فنانين آخرين أمثال فتحي، السري، محمد سعد، الصقير، وديع، ناصر فدعق وكذا الفنان المخضرم والملحن الموهوب الأستاذ حسن صالح باحشوان.

> علاقتكم الأسرية والفنية مع الفنان الكبير والسفير المفوض للأغنية اليمنية والعربية في العالم الخارجي أبوبكر سالم بلفقيه كيف تحدثوننا عنها؟ وهل تغنى لكم؟

- الفنان الكبير أبو أصيل تربطني به علاقة أسرية كبيرة جداً وعلاقة صداقة من أيام الطفولة، وأنا أعتز بذلك كثيراً فأبوبكر أخ وصديق وابن عم.. وهو إلى اليوم لم يتغنّ من كلماتي، ولكن لابد أن يأتي اليوم الذي لا شك أنه سيتغنى فيه من كلماتي وهذا حسب كلامه ووعده لي.

> كم بلغت قصائدك الشعرية والغنائية حتى الآن؟

- والله المدونة لي والموجودة بحوزتي حتى الآن أكثر من سبعين قصيدة ولا زال هناك الكثير منها ضائعة.

> فرقة الغناء للدان الحضرمي بتريم عملت على لم شمل شعراء الدان والمغنين والملقنين والفنانين والمطربين فماذا يمثل لكم هذا الكيان الشامخ؟

> أنا فخور جداً جداً ومسرور كثيراً بوجود فرقة الغناء للدان الحضرمي بتريم ككيان شامخ يهدف إلى لم شمل الشعراء والمغنين والملقنين المعروفين والمبتدئين وصقل مواهبهم ثم تعكس إبداعاتهم وموهبتهم وتعمل على توثيق موروثنا الثقافي التراثي والتاريخي وأعمال وتاريخ الشعراء القدامى وعمالقة هذا اللون من خلال البحث عنها وتوثيقها والحفاظ عليها ونشرها، وتكون همزة وصل وترابط بين الشعراء والفنانين والملحنين. وأشكر من أعماق قلبي كل من سعى واجتهد من أجل تأسيس هذا الصرح البارز والعملاق، وعلى الجهات المعنية والمختصة وقيادة السلطة المحلية بالمديرية والوادي والمحافظة والمسؤولين الوقوف إلى جانب القائمين عليها وتقديم كل أوجه الدعم المادي لسير نشاطها.

> وكيف ترى واقع الفن اليمني بشكل عام؟ وكيف هي نظرتكم إليه؟

- الفن اليمني فن شامخ وله مكانته التاريخية والتراثية ورونقه وجماله وروعته وألوانه المتميزة، ولهذا نرى الآخرين يتهافتون عليه، وحقيقة أقول إن قمة هرم هذا الفن الأصيل بلغت ذروتها في السبعينات مع ظهور المرشدي، بن سعد، حمدون، عطروش، قاسم، بن شامخ، حسن باحشوان وغيرهم من عمالقة هذا الفن واسمح لنفسي أن أسميها بالعصر الذهبي، أما اليوم فحدث ولا حرج.

> ديوانك متى سيرى النور؟

- إن شاء الله تعالى في القريب العاجل.

> استاذ عبدالقادر في الأخير نشكرك جزيل الشكر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى