جعفر عبدالوهاب: أتمنى عودة الفرق الموسيقية الأهلية ومستعد للتعاون مع الفنانين الشبان

> «الأيام» مختار مقطري:

> جعفر عبدالوهاب.. صوت نقش ملامحه في قلوب ووجدان الجماهير، وأداء متميز أهله ليضع أقدامه بثبات مع جمهرة من أشهر الفنانين في عصر ازدهار الأغنية اليمنية.. رغم ابتعاده عن الاضواء أو ابتعادها عنه، إلا أنه مازال يواصل مشواره الفني بثقة وتحد فني كبير في تواصل لم ولن ينقطع مع جماهيره.. ومن اللفتة الكريمة التي أولاها إياه منتدى الباهيصمي الثقافي بالمنصورة بتكريمه في فعالية اقيمت عصر يوم الخميس الماضي 23/3 أمكننا تلخيص أهم محطات المشوار الفني الطويل لهذا الفنان القدير جعفر عبدالوهاب.

في البدء تحدث رئيس المنتدى الشاعر محمد سالم الباهيصمي مرحباً بالمحتفى به الفنان القدير جعفر عبدالوهاب فقال: «اليوم نحتفي بفنان قدير اعطى جل عمره للفن مثريا الساحة الفنية بأعذب الالحان والاغنيات. وما زال مواصلاً مشواره الفني بموهبته الكبيرة، وما هذا العرس الا احتفاء ولمسة وفاء لهذا الفنان القدير».. ثم تحدث الفنان جعفر عبدالوهاب وبدأ حديثه بشكر جزيل لمنتدى الباهيصمي والجمع الحضور، ثم قال: «أنا من مواليد عام 1942م بعدن بمديرية صيرة، ثانوية عامة قديم، وفي عام 1956 شاركت بركن الهواة باذاعة عدن وقد اكتشف صوتي الفنان القدير ساع بامدهف، ثم تتلمذت على يد يحيى مكي وأول أغنية لي كانت كلماتها لحجية للشاعر حمود نعمان ولحنها يحيى مكي وهي (مع الاحلام)، ثم قدم لي يحيى مكي أغنية (قالي الزين) من كلمات نجيب جعفر أمان».

وأضاف: «في مدرسة يحيى مكي الموسيقية تتلمذت ودرست الموسيقى وفيها تعرفت على المقامات الموسيقية وعلى ابعاد صوتي، كان ذلك عام 1958، تم تعرفت على الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم واستفدت منه كثيراً، اما صوتي فقد أجيز بدرجة ممتاز كمغنّ من قبل لجنة مكونة من الاساتذة لطفي جعفر أمان، علوي السقاف، عبدالحميد سلام وعبدالله عزعزي، وفي العام 1959م سجلت للاذاعة أغنية (شو عمل بك قلبي) من كلمات مصطفى خضر وألحان حسن فقيه، وأغنية (الليلة كله) الحان يحيى مكي وكلمات هيثم ناصر ميسري، وفي العام 1960م بدأ نجمي يلمع في الساحة الفنية وحصلت على لقب (شادي الجنوب) وكل نجاح هذه الفترة كان بجهود ذاتية ورعاية الفنانين الكبار ممن ذكرت وغيرهم لأن الاعلام لم يساعدني إلا بنشر هذه الاغاني لا غير، ثم التقيت بالملحن القدير يوسف أحمد سالم الذي قدم لي ثلاث أغنيات هي (أيش زعلك) و(فرحة العيد) من كلمات عبدالله عبدالكريم و(يا للي أنا بهواك) كلمات لطفي جعفر أمان، وعند تأسيس تلفزيون عدن عام 1964م (أسود وأبيض) سجلت له عدة أغان وشاركت في سهرات برنامج (جنة الالحان) هذا إلى جانب مشاركتي في الحفلات العامة في مسرح (البادري) وكذا مسرح الشعب الوطني الاتحادي في منطقة القطيع بكريتر، وهو مسرح أعطانا أياه الاستاذ حسين بيومي وكنت أحد مؤسسي هذا المسرح باسم (هيئة التمثيل والمسرح) التي كان يرأسها الصحفي الراحل محمد رشيد وأعضاء هيئته الإدارية تكونت مني ومن محمود حمزي، محمود أربد، نديم عوض، محمد سعيد منصر، عبدالحميد فارع وشكيب عوض، ومن أعمالي الموثقة سجلت أغنيتين من تلحين الفنان القدير الراحل أحمد محمد ناجي هما (بعد هجرانك) و(مجالس الشعب). في العام 1969م بدأت التلحين لنفسي وساعدني على ذلك الشاعر عبدالله عبدالكريم الذي قدم مجموعة من الاغاني اذكر منها (في غيبتك) و(بعد الحبيب) و(لما التقي بك) و(يمن الصمود) و(قلوب الناس) كما لحنت أغنتين للشاعر إسكندر عبده قاسم هما (المستحيل) و(لأجل المليح).

في العام 1983م توقفت عن الغناء والتلحين لفترة قصيرة ولأسباب شخصية، ثم عدت عند تأسيس فرقة النقابة العمالية وشاركت في قيادتها مع الزملاء علي حسن دعبش، شكيب جمن وفضل كريدي وكنا نغني للجماهير في كل مكان وللجنود في المعسكرات، وكنا نغني في الشوارع في المناسبات الوطنية وكل ما كنا نسعد به هو حب الجمهور ولقائه لنغني له ونطربه، وطوال مشواري الفني الذي مازال مستمراً تعاملت كذلك مع الشعراء محسن علي بريك، محمد سيف كبشي، محمد حسن الشميري، عبدالكريم مريد، د. يوسف مهيوب سلطان وآخرين، وحالياً لي عدة أعمال فنية جاهزة أسعى لتسجيلها وأتمنى أن يوفقني الله في ذلك».

ثم استطرد يقول:«أتمنى اليوم أن يعاد تأسيس الفرق الموسيقية الأهلية لأنها فعلاً عنصر مهم في ازدهار الحركة الفنية واعادة الروح للأغنية اليمنية من خلال الحفلات العامة، كما أسهمت بهذا الدور في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي مثل فرقة أحمد قاسم التجديدية وفرقة الشرق والفرقة العربية، وأنا على استعداد للتعاون مع كل فنان بتقديم الالحان المناسبة لصوته وبالذات الفنانون الشبان».

ثم ألقى الفنان علي حسن دعبش كلمة قال فيها: «كلمة حق هي أمانة في اعناقنا نحن الفنانين ممن عايشوا ويعاشون هذا الرجل الفذ أقولها باسمي ونيابة عن بقية الزملاء وهي أن جعفر عبدالوهاب فنان يحترم فنه ومن خلال ذلك ينعكس احترامه لزملائه وجمهوره وهذا من وجهة نظري هو النجاح الحقيقي لأي فنان». ثم تحدث الفنان والباحث الموسيقي عبدالقادر أحمد قائد فقال: «جعفر عبدالوهاب واحد من الذين شاركوا في إرساء قواعد وأسس اللون الغنائي الحديث في عدن ولكن الإعلام ظلمه كثيراً رغم أنه تعامل مع عدد غير قليل من جيل الرواد، وعليه ندعوه للتواصل المستمر خصوصاً وأنه يمتلك ناصية التلحين كما ندعو أجهزة الاعلام المرئية و المسموعة أن تبث أعماله الفنية الموثقة لديها ولا تحتفظ بها في المكتبات ليتعرف الجيل الجديد على فنان موهوب ومقتدر وصاحب لون متميز هو الفنان جعفر عبدالوهاب».

الفنان عازف الكمان الشهير عبدالله علي ذكر أنه شارك كثيراً في العزف مع الفنان جعفر عبدالوهاب، مؤكداً أن ألحانه مع عذوبتها ألحان ليست سهلة في تركيبها الفني وتنوع اللزم الموسيقية. وإلى جانب هؤلاء تحدث كل من الفنان عازف الكمان القدير سالم الحطاب والفنان المخضرم صالح التوي والزميلين صالح حنش وخالد قائد صالح وغيرهم.

وفي ختام الفعالية قام الشاعر محمد سالم الباهيصمي بتسليم شهادة تقديرية وهدية رمزية باسم المنتدى للفنان المحتفى به جعفر عبدالوهاب احتفاء به واعترافاً بدوره المتميز في اثراء الاغنية اليمنية وإغناء الفن اليمني الأصيل القائم على التحديث والخلق و الابتكار والتجديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى