رسالة الى والدي .. المسافر

> عمار أحمد عبدالله العراسي:

>
أحمد عبدالله العراسي
أحمد عبدالله العراسي
كيف أبدأ؟ ومن أين؟ كيف؟ لأنني لم أجد الكلمات التي أبدأ بها والتي أستطيع أن أعبر بها عمّا تجيش به نفسي ومشاعري، مشاعرٌ ممتزجة بالحب والحنين والحزن ولوعة الفراق للأب الحبيب والصديق الذي فارقنا، لا أقول بالموت لأنها كلمة ينصدم بها الأمل، ولكن أقول بالسفر لأنها الكلمة التي توحي بأمل اللقاء حتى إذا كان هذا اللقاء في الحلم أو نهاية العمر.

من أين؟ من بدء مغادرتك لنا، التي لا أنت ولا نحن كنا نرغب بها، وإنما مشيئة الله سبحانه وتعالى، اللهم لا اعتراض على رغبتك وقدرك.

ومضى عامٌ منذ ذلك اليوم الصعب، وأنا أحاول أن أكون أنت في تحمل مسؤولية الأسرة، لم تكن الصعوبة فيما يتعلق بشؤون الحياة المادية، فنحن والحمد لله لا زلنا ننعم بخيرك بعد الله عز وجل، وكما ذكرت عند رحيلك أنك تركتنا في كنف أسرة كريمة محبة لم يقصر أحد منها نحونا فالجميع يسأل عنا ويبحث عن الوسيلة لنسعد بها.

إن الصعوبة في تقبل حرماننا من وجود الأب ورعايته ليس في المادة بل في الحنان الذي أغدقت به علينا، وأنا أول من يحتاج إليه، إنها (الحنّية) والمشورة والتوجيه التي يحتاج إليها كل ابن وجد في أبيه الصديق المخلص له. إنني وأسرتي نفتقد كل هذا ولا أستطيع تغطية ذلك، فوجودك بيننا واهتمامك اليومي بنا ليس له ثمن ولا يستطيع غيرك القيام به.

إن المسؤولية صعبة، إلا أنني أعاهدك مرة ثانية على أنني قادرٌ على تحمَّلها فأنت بالنسبة لي لم تمت بل سافرت، فخيالك وذكراك لم يفارقا خيالي، فأنت معي دائماً أستمد منك القوة والثبات عند الصعاب إلى يوم ألقاك، فنم قرير العين يا والدي العزيز فلقد أنجبت رجلاً أهلاً لتحمل المسؤولية من بعدك.

يرحمك الله ويغفر لك ويحسن نزلك. اللهم إن أبي في ذمتك وحبل جوارك فقِِه فتنة القبر وعذاب النار.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

ابنك الباقي على عهدك عمار أحمد عبدالله العراسي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى