اليمن بين المدنية والصراع الأهلي (2)

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
تذكر الباحثة الأمريكية «أن اليمن كان يخلو تاريخه من أي حكم تعددي أو تسامح سياسي» وهذا صحيح.. لكن ما وقعت فيه من خطأ.. عندما تعمم ذلك وكأن اليمن نبتة شيطانية.. وللتذكير فإن اليمن قد عاشت -وخاصة عدن- أكثر من ربع قرن (1949-1975) منها 19 عاماً في ظل التعددية السياسية والديمقراطية ومع وجود الاحتلال البريطاني .. وسبع سنوات أخرى بعد استيلاء الجبهة القومية في الجنوب على الحكم.

< وحتى الشمال (الجمهورية العربية اليمنية سابقاً) وجدت فيها التعددية السياسية المحظورة في العهد الإمامي قبل الثورة.. وكانت الأحزاب السياسية القومية منها والماركسية وأحزاب أخرى موجودة.. وجاء المؤتمر الشعبي العام كإطار تنصهر مختلف القيادات السياسية فيه.. وصحيح أنه لم يسمح لهذه الأحزاب بممارسة العمل السياسي بشكل علني، ولكنها موجودة ومعترف بها.

< كما أن عدن قد عرفت نظام المؤسسات ووجود المجتمع المدني.. ففيها وحدها - أي عدن- وصل عدد منظمات المجتمع المدني إلى أكثر من أربع وأربعين جمعية.. الكثير منها تأسس على أساس مناطقي وقروي.. وفي عدن وحدها وصل عدد الصحف في نهاية الخمسينات أكثر من سبع صحف يومية.. وعشرات من الصحف الأسبوعية ومجلات شهرية متخصصة معظمها لأحزاب وتنظيمات سياسية..

< ولم تكن هذه التعددية السياسية أو جمعيات ومنظمات المجتمع المدني تخص الجنوب وحده، بل كانت تشمل اليمن (جنوبه وشماله) ويكفي أن نسجل هنا أن الاندماج الاجتماعي لليمنيين تلقفته عدن وحدها ولم يكن هناك تمايز أو فرقة بل كان اليمنيون يناضلون سوية يضمهم وطن واحد.

< وجاء هذا الانصهار الرائع والنبيل وفضله لمدينة عدن الباسلة، فقد كانت تضم شرائح اجتماعية تمتد من المهرة وحتى صعدة، حيث كان يشكل أبناء الشمال اليمني وحده أكثر من 65% من مجموع السكان.

< والكاتبة أو الباحثة شيلا كار أبيكو لم تكن على دراية وعلم بأن شعار الوحدة اليمنية قد جاء ميلاده في وقت مبكر في عدن، وذلك مع تأسيس الجبهة الوطنية عام 1956م.

< وتربى في العمل النضالي في مدينة عدن يمنيون من مختلف أرجاء اليمن، ومارسوا العمل السياسي والنقابي منذ فجز الخمسينات وحتى إعلان الاستقلال الوطني، حيث اقتصر العمل السياسي والحزبي على الحزب الحاكم الجبهة القومية مع السماح في حدود لتنظيمين يساريين آخرين حتى تم دمجها في عام 1975م في إطار التنظيم السياسي الجبهة القومية.

< وندرك أهمية بحث الكاتبة الأمريكية الذي كان مجهوداً عظيماً يخص السنوات الأربع بعد الوحدة اليمنية وهو يستحق كل تقدير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى