> السنة شجرة والشهور فروعها، والأيام أغصانها والساعات أوراقها والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة الله كانت ثمرته طيبة ومن كانت أنفاسه في معصية الله كانت ثمرته خبيثة.

فقلب المؤمن شجرته الإخلاص والتوحيد لله وفروعها الأعمال الصالحة وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، قال تعالى: {ألم ترَ كيف ضربَ اللهُ مثلاً كلمةً طيبةً كشجرة طيبة أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء. تؤتي أُكُلَها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون}. أما قلب الكافر فشجرته الشرك والكذب والرياء وفروعها الخوف والهم والغم وضيق الصدر فظلمة القلب في الدنيا وثمرها الزقوم والعذاب المقيم في الآخرة قال تعالى: {ومَثَلُ كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار}. ونحن يجب علينا أن نختار الشجرة الطيبة قبل فوات الأوان، فالسنون تمضي والشهور تمضي والايام تمضي والساعات تمضي، وما هذه الحياة إلا كما قال الشاعر:

دقات قلب المرء قائلة له ** إن الحياة دقائق وثوان