مشاعر الصدمة والحزن تطغى على الناجين من كارثة غرق السفينة السياحية في البحرين

> المنامة «الأيام» سام داغر :

>
كارثة غرق السفينة السياحية في البحرين
كارثة غرق السفينة السياحية في البحرين
يتذكر الموظفون العاملون في مشروع "مركز البحرين التجاري العالمي" في البحرين بحزن شديد رفاقهم الذين غرقوا في كارثة السفينة السياحية الخميس الماضي، في حين استرجع بعض الناجين من العاملين في المشروع صور الحادثة الرهيبة التي لم تمح من ذاكرتهم بعد.

وكانت السفينة الغارقة تقل ليل الخميس موظفين وافراد عائلاتهم يحتفلون بانتهاء العمل على وضع الهيكل الاسمنتي لمبنى مركز البحرين التجاري الذي يتم تشييده وسط العاصمة المنامة.

وقال رضا رشيد (30 عاما)، السائق البحريني الذي نجا من السفينة التي غرقت على بعد نحو كيلومترين من الشاطئ، "لقد راودتني مشاعر سيئة حول الرحلة باكملها حتى قبل ان نبحر".

وغرق 57 شخصا في السفينة البحرينية التقليدية "البانوش" التي تستخدم في رحلات سياحية والتي كانت تقل في تلك الليلة المشؤومة 126 راكبا.

وتحدث ناج اخر هو ناصر وهيب (38 عاما) كيف ان رجلا من جنوب افريقيا استمر يقول للركاب قبل ابحار السفينة ان لا يخاوفوا اذا بدأت السفينة في التأرجح وان ينتشروا فيها ولا يتجمعوا في مكان واحد.

واضاف "حتى انه اخذ يمزح ويقول ان هناك سترات نجاه كافية للجميع اذا غرق القارب".

وقال وهيب لوكالة فرانس برس واصفا الحادث "لقد غير البحار فجأة وجهته,وكان المركب مائلا الى اليمين وفي غضون 15 ثانية تحطم في عمق المياه. ووقع كل الموجودين في الجزء العلوي الى الماء".

واضاف وهيب الذي كان برفقة اخيه وصديق تمكنوا كلهم من النجاة "بعد ثوان قليلة انقلب المركب. وكل الذين كانوا في الجزء السفلي من المركب وجدوا انفسهم محاصرين.

كنت اراهم يضربون زجاج الشبابيك سعيا للخروج. حاولت مساعدتهم لكن لم اتمكن من كسر الزجاج".

اما البحريني خليل ميرزا (50 عاما) فقال "كان الامر رهيبا جدا. لقد انقذت بعض الاشخاص".

ونجا من الحادث 67 شخصا ولا يزال اثنان في عداد المفقودين. وكان من بين القتلى 21 هنديا و15 بريطانيا.

والصقت لافتات حول مبنى مركز التجارة العالمي الذي لا زال تحت البناء، تعلن اغلاق الموقع حتى يوم غداً الاثنين بسبب الحادث الماسوي واحتراما لمشاعر كافة اصدقاء وزملاء من لقوا حتفهم.

ومن المقرر الانتهاء من تشييد المبنى الواقع في وسط المنامة في حزيران/يونيو المقبل وسيرتفع الى 50 طابقا.

وتجمع عشرات الموظفين وقد احنوا رؤوسهم وامتلأت اعينهم بالدموع في موقع المشروع للبحث عن اسماء اشخاص يعرفونهم في قائمة اسماء القتلى وتقديم العزاء والمواساة.

وتبادل الموظفون التعازي في المبنى الذي يضم مكاتب "ناس-موراي اند روبرتس" وهي عبارة عن شراكة بين شركات بحرينية وجنوب افريقية وبريطانية وهي المتعاقد الرئيسي في المشروع.

ووصل موظفان اداريان بدا على وجههما الحزن وتوجها لحضور اجتماع مع مدراء كبار لبحث اثار الحادث على المشروع وذلك بعد ان عزيا الموظفين.

وقتل في حادث غرق السفينة مدير المشروع وليام نولان ومديره ديفيد ايفانز، وهما بريطانيان، كما قتل المدير التجاري كريستوفر برايشار الذي يحمل الجنسية البريطانية والجنوب افريقية، حسب قائمة باسماء القتلى نشرت على موقع على الانترنت.

وقالت السكرتيرة البحرينية زهرة ابراهيم (26 عاما) التي تعمل في الموقع انها ارسلت 200 بطاقة دعوة تقريبا للمشاركة في الاحتفال المشؤوم يوم الخميس الماضي، وسمح للموظفين باصطحاب عائلاتهم.

واضافت ان نحو 100 شخص قبلوا الدعوة، مشيرة الى انها لم تستطع قبولها لانها حامل.

وامتلأت عيناها بالدموع عندما ذكرت زميلها الالماني الذي يعمل لدى شركة اتكينز البريطانية التي تتولى الهندسة المعمارية للمشروع،والذي قضى بصحبة زوجته الحامل وكذلك زميلها الباكستاني الذي توفي هو وزوجته وابنتيه.

وكانت السفينة قد ابحرت عند نحو الساعة 20:30 بالتوقيت المحلي (17:30 تغ) في رحلة كان من المقرر ان لا تستغرق اكثر من ثلاث ساعات، طبقا للشيخ نواف بن عيسى الخليفة مالك شركة "ايلند تورز" التي نظمت الرحلة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى