> قالت السلطات البحرينية ان المركب الذي غرق مساء الخميس الماضي قرب ساحل البحرين كان مرخصا له بالعمل كمطعم عائم وليس كمركب رحلات بحرية في الوقت الذي يتواصل التحقيق في اسباب المأساة التي بلغ عدد ضحاياها 58 قتيلا.

وكان قائد خفر السواحل العقيد يوسف الغتم قال خلال مؤتمر صحافي مساء امس الاول السبت ان "السفينة المنكوبة +دانة+ لم تكن مرخصة للعمل في الرحلات البحرية".

واضاف "خفر السواحل لم ترخص لهذه السفينة (..) طلبنا اشتراطات معينة لم تكن مستوفاة (..) لا يوجد في ملف السفينة ما يثبت انه تمت تلبية هذه الشروط".

وتابع "هناك عدة شروط للترخيص من بينها التأمين واذا لم تكن السفينة مؤمن عليها فان مالكها خالف شرطا مهما في ممارسة هذا النشاط".

وردا على سؤال، قال الغتم ان السفينة "تم تدشينها في اذار/مارس الماضي كمطعم عائم وليس كسفينة ركاب".

واشار الى ان قيادة خفر السواحل "اوضحت شروطها لمالك السفينة في كانون الاول/ديسمبر الماضي ووعدنا المالك بتلبية هذه الشروط"، مضيفا "لكنهم لم يعودوا لنا".

وقال "هذه السفينة مسجلة كسفينة لكنها غير مرخصة للعمل في هذا النشاط".

واشار الى ان من بين الشروط المطلوبة للترخيص "ان تكون (السفينة) مسجلة في البحرين ولديها شهادة مسح من شركة معترف بها دوليا لتقييم هيكل السفينة، وان تكون مؤمنة،واخيرا الحصول على سجل تجاري لممارسة النشاط".

وانقلب المركب التقليدي وهو من نوع "البانوش" مساء الخميس الماضي على بعد اقل من كيلومترين من الساحل حين كان زهاء 130 شخصا من موظفي شركة اجنبية للبناء واسرهم يقيمون احتفالا فيه.

وقال مدير الاعلام الامني بوزارة الداخلية البحرينية الرائد محمد بن دينه امس الاحد لوكالة فرانس برس ان "قائمة الناجين الان 71 شخصا وقائمة الضحايا 58 فيما البحث لا يزال مستمرا عن سيدة فلبينية مفقودة".

واشار الى ان تضارب الارقام الخاصة بالحادث تعود اساسا الى عدم وجود لائحة بركاب المركب الذي تشير الارقام التي قدمها المسؤول الى ان عدد ركابه كان 130 شخصا.

واكدت الشركة المالكة للمركب انه كان "يحمل حمولة زائدة" واتهمت الشركة التي استأجرته منها "ايلند تورز" بانها اجبرت القبطان على الابحار.

وكانت وزارة الداخلية البحرينية اعلنت امس الاحد ان فرق الانقاذ تمكنت من انتشال جثة "مفقود هندي" من ضحايا المركب.

وقال بيان لادارة الاعلام الامني في الوزارة تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "عمليات البحث الجارية عن ضحايا البانوش التي تقوم بها الاجهزة الامنية اسفرت عن العثور على جثة المفقود الهندي".

وتم العثور على الجثة "في الساعة 07:25 بالتوقيت المحلي (04:25 تغ) من صباح امس الاحد (..) في جنوب منطقة "فشت العظم" التي تبعد عن مكان غرق السفينة بمسافة تقدر ب 5،7 اميال بحرية (89،13 كلم)".

واوضح البيان ان اكتشاف الجثة تم اثر بلاغ من احد المواطنين "اشار فيه الى اشتباهه بجسم طاف على سطح البحر لتقوم بعد ذلك طائرة عمودية تابعة لوزارة الداخلية بالتحليق في المكان وتحديد مكان الجثة التي تم انتشالها من قبل دورية لخفر السواحل".

ولكن عمليات البحث لم تتوقف حيث اكد البيان ان البحث جار عن "سيدة فيليبنية هي المفقودة الاخيرة" بين ركاب السفينة. وذلك خلافا لما اعلنه تلفزيون البحرين الحكومي سابقا نقلا عن الداخلية بالعثور على جميع المفقودين اعتقادا بان الجثة التي عثر عليها كانت للفيليبينية.

ولم تعرف كيفية التعويض عن ضحايا الحادث في ظل عدم وجود تأمين على المركب الغارق.

ووقف عشرات الاشخاص اغلبهم من الاسيويين امام مستشفى السلمانية امس وقد بدا التأثر الشديد على بعضهم في انتظار تسلم جثث اقاربهم,وكانت اميلي الاكس (هندية من كيرلا) تبكي قريبتها وزوجها اللذين قتلا في الحادث,وقالت "ان والدة قريبتها سقطت مغشيا عليها حين وصلها النبأ".

وشوهد موظفو المشرحة في المستشفى وهم يحملون جثث زوجين باكستانيين وابنتهما (23 عاما) وقد وضعت في اكياس من البلاستيك الابيض,وقال عم البنت انه سيتم دفن الجثث في البحرين حيث يعيش اربعة من ابناء الزوجين.

وكانت بريطانيا التي لقي 15 من رعاياها مصرعهم في الحادث اوفدت خلية ازمة لدعم الاسر البريطانية في حين وصل امس الاول السبت الى المنامة وزير الدولة للشؤون الخارجية كيم هويلس واجرى مباحثات مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ال خليفة. (أ.ف.ب)