المحطة الأخـيرة..إنهم يتسابقون على الموت في ساحل حضرموت

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
يقول المثل عندنا (يا هارب من الموت إلى حضرموت) وكأنما بالأقدار لسان حال الواقع تقدم به الزمن أم تأجل، وعلى ساحل بئر علي بشبوة عاصمة حضرموت القديمة والساحل الحضرمي أيضاً، يصدف أن يتعرض المتسللون من القرن الأفريقي للموت، وينتهي أمرهم على رمال الشاطئ، وقصص هؤلاء يدخل البعض منها في ما يشبه الخيال أو عدم التصديق أحياناً، والطيور السوداء المهاجرة هي الأخرى تنفق على الساحل الطويل ويقذف بها البحر هنا وهناك ومع هذا لا نسأل لماذا؟ ومن أين يأتي الموت ويقبض على أعناق هذه الطيور.. إذن هناك سباق لقدر الموت على ساحل حضرموت! ومع التبرم الذي يبديه الرأي العام، والصيحات المخنوقة منبهة إلى ما ينطوي عليه الوضع وما ستبدي لنا الأيام إذا ما تجاهلنا الصيحات والمناشدات، والجثت، والتهريب والطيور السوداء، والكلاب التي تأكل من لحم البشر وتصبح متوحشة مريضة موبوءة، وترتفع حدة المخاوف لدى الناس، ويتحول المجهول شبحاً أسود قبيحاً وما يرافقه من معاناة بعدئذ لن تتمكن التطمينات ولا التمنيات من إيقافها وكبح شهوة الموت لديه وكل ما سيفرز لحظتئذ، والسبب أننا قلنا ما يكفي من الكلام النظري، وكل الوقائع أمامنا تحكي ما لا نعلمه ولم نبد اهتماماً بتداعياته.

هذا السباق على الموت على ساحل حضرموت، أصبح حديث المدينة والقرية وكل سكان السواحل، في أيام سابقات قذف البحر عدداً كبيراً من الأغنام النافقة على طول الساحل الحضرمي من حلة إلى المكلا، وتبرع بعض الخيرين بدفن هذه المواشي أمام أعيننا تحاشياً لانتشار الروائح والأمراض والذباب والحشرات، ولم نسمع تصريحاً حكومياً ولا تلميحاً لا بالنفي ولا بالتحقق، سكت الجميع، من يعنيه الأمر بما يقذفه البحر من طيور في زمن الأنفلونزا أو في زمن (الوعويع)، وما أن مرت مدة حتى شاهدنا مياه البحر تتحول إلى خضراء وصفراء ونقلت بعض الصحف المستقلة ومنها صحيفة «الأيام» الغراء أخباراً عن تلوث مياه البحر في عدن وخليج عدن، ونحن في المكلا وبئر علي وبروم والشحر جزء وحدوي وحقيقي وجغرافي من هذا الخليج المبارك، وأقفل المعنيون أفواههم وأغلقوا هواتفهم.

وتسرب بعض الهمس بأننا لا نملك مختبرات تفي بالغرض وكفى! وقالوا بس يا بحر، إلا أن البحر لازال يقذف بالأموات أكانوا بشراً من المتسللين الأفارقة أم طيوراً سوداء أو تلوثاً ملوناً، وما بين كل هذه المقذوفات تغدو قصة التهريب مأساوية بداية من وكالات وسوق التهريب على الضفة المقابلة بأرض الصومال وما جاورها مروراً بما يحدث في عرض البحر، ثم ما سمعناه من منع القوت وبيع الماء بثمن الذهب ورمي الأطفال بسبب صياحهم في البحر وكذا كل من يعارض من الرجال وكأنما نحن في مدرسة القمع السياسي، وما أن يشاهدوا نقطة ضوء حتى يرمى بالبشر ويموت من لا يسبح ويفنى من لا يقوى على الوصول إلى الشاطئ وتأكل الأسماك البعض وتخار قوى النساء والأطفال وتموت الأحلام على رمال الشاطئ وفي قاع البحر.

السباق على الموت، وبينما نحن فرحون بأنه لا صحة لوجود أنفلونزا الطيور ولا الدجاج والحمام! تبقى كل الطيور مرمية على ساحل البحر تأكلها الكلاب والثعالب، لماذا لا تدفن وتلتقط بدلاً من التعليق والتصفيق، من يوقف الجثت المتدفقة على ساحل أنبح والمجدحة وميفع، من يوقف انتشار الأوبئة، نعم نحن حالياً لا نعاني ألم المفاصل، ولا إسهال الحمير ولا جنون القطط، ولكننا نعاني الإفراط في الكلام النظري واستباق الشيء وهذا هو ما يقلق الناس، وليس الأمر يا مسلم يا سلام وبس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى