امريكا وبريطانيا تكثفان الضغط على الزعماء العراقيين المنقسمين

> بغداد «الأيام» سو بليمنج:

>
عراقي يحاول تهدئة آخر يبكي ابنه خارج مشرحة مستشفى في بغداد أمس
عراقي يحاول تهدئة آخر يبكي ابنه خارج مشرحة مستشفى في بغداد أمس
كثفت الولايات المتحدة وبريطانيا من الضغوط على الزعماء العراقيين امس الاثنين لكسر الجمود السياسي حول تشكيل حكومة جديدة واختيار رئيس للوزراء بأسرع ما يمكن وحل الميليشيات الدينية لتجنب الدخول في حرب أهلية.

وأبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية البريطاني جاك سترو في ثاني يوم من زيارتهما المفاجئة الزعماء العراقيين بأن عدم وجود حكومة بالعراق بعد اربعة اشهر تقريبا من الانتخابات يقوض امن البلاد. وقالت رايس في مؤتمر صحفي مشترك بالمنطقة الخضراء المحصنة وهي المركز الدبلوماسي والحكومي في بغداد "يطالب الشعب العراقي بتشكيل حكومة وله الحق في ذلك بعد تحمله تهديدات الإرهابيين للمشاركة في الانتخابات والتصويت." وأضافت "ما من شك أن الشركاء الدوليين خاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والآخرين الذين لديهم قوات في هذا البلد والذين قدموا تضحيات في هذا البلد..هؤلاء لديهم الرغبة في رؤية العملية السياسية العراقية وهي تمضي إلى الأمام." وأضافت "على كل حال فإن العملية السياسية هي التي ستشل من يرغبون في ممارسة العنف ضد الشعب العراقي." وتخشى واشنطن من ان يؤدي الفراغ السياسي الى زيادة عدم الاستقرار الذي يبقي على وجود القوات الامريكية في العراق.

وقال الجيش الامريكي امس الإثنين ان ثلاثة من أفراد مشاة البحرية الأمريكية وبحارا قتلوا امس الاول الأحد في هجوم بمحافظة الانبار غربي بغداد.

وجاء الهجوم بعد سقوط طائرة هليكوبتر امريكية يوم السبت جنوبي بغداد.وقتل طياراها.

وطالبت رايس بتسريح الميليشيات الطائفية المرتبطة بأحزاب سياسية.

واتهم بعض السنة العرب ميليشيات شيعية بإدارة فرق إعدام.

وقالت "لا يمكن وجود جماعات مسلحة عدة في نظام ديمقراطي.. لابد أن تكون الدولة هي التي تحتكر السلطة." وتابعت "لقد وجهنا رسائل قوية جدا مرارا وليس فقط خلال هذه الزيارة وهي أن من أول الأمور..ضرورة كبح جماح الميليشيات."

وتصاعدت أعمال العنف الطائفية منذ تفجير مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء وهو مزار مقدس لدى الشيعة يوم 22 فبراير.

ويعتقد كثير من العراقيين والحكومات الاجنبية ان السبيل الوحيد لوقف اراقة الدماء وتجنب حرب أهلية هو تشكيل حكومة من الشيعة والعرب السنة والاكراد. وسقط مئات القتلى منذ وقوع الحادث كما عثر على مئات الجثث المشوهة خاصة في شوارع العاصمة وترك أكثر من 30 ألفا منازلهم. وشددت رايس وسترو على انه ليس بمقدور الحكومات الاجنبية أن تقول للعراقيين من هو الذي يتعين ان يصبح رئيسا للوزراء ولكن في الوقت ذاته فإن مساندي العراق الدوليين يريدون أن يشهدوا تقدما.

لكن هذه الزيارة ونبرة التصريحات اوضحت ان تصورهما لا ينطبق على رئيس الوزراء العراقي المؤقت ابراهيم الجعفري.

وقالت رايس "لا يمكن في بلد مثل هذا يواجه هذا القدر من خطر العنف أن يوجد ظرف الفراغ السياسي." وأضافت "لابد أن يكون زعيما قويا قادرا على توحيد القوى وأن يكون شخصا قادرا على تحقيق الاستقرار ومواجهة تحديات الشعب العراقي." وبالرغم من ترشيح الجعفري لتولي منصب رئيس الوزراء القادم الا ان تعيينه لم يتأكد بعد.

وصرح سترو بان المحادثات السياسية لن تحقق تقدما قبل حل قضية من الذي يتولى منصب رئيس الوزراء.

وقال "أعتقد أن لدينا الحق في القول أننا لابد أن نكون قادرين على التعامل مع شخص بعينه سواء كان هذا او ذاك.لكن لا يمكننا التعامل مع لا أحد. هذه هي المشكلة."

ودعا منتقدو الجعفري وبعض حلفائه بصورة متزايدة الى ان يتنحى وألا يأخذ فترة ولاية ثانية قائلين ان الزعيم الشيعي ليس بمقدوره ان يحقق الوحدة والامن المطلوبين.

ولكن لم يبزغ اسم بديل واضح كما لم يقدم اي من المرشحين المحتملين استراتيجية حاسمة للتعامل مع المشكلات التي تواجه عراق ما بعد الحرب .

وتعثرت المحادثات بين أقطاب القيادة العراقية بشأن تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات بسبب الخلاف على مصير الجعفري وتفاصيل مثل مطلب العرب السنة بأن يكون لهم حق الاعتراض الامني في أي حكومة جديدة. وفي أحدث أعمال عنف قالت الشرطة إن مسلحين في سيارتين قتلوا خمسة أشخاص بالرصاص في شوارع مدينة البصرة الجنوبية امس الإثنين.وقتل طفل في تبادل إطلاق النار.

رويترز...شارك في التغطية مريم قرعوني ومايكل جورجي وتيري فريل في بغداد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى