يوم من الأيــام..سِفْر وصِفْر

> عبود الشعبي:

>
عبود الشعبي
عبود الشعبي
إن بداية المشهد منذ قهوة الصباح، لحظات يمتلئ الرصيف بطابور «العطالة»، الذين يطيلون المكث حد السآمة، تقرأ في صفحات وجوههم حروف ألم وأمل، أما ترنيمتهم فحزينة: آه.. يا وطن!

ولولا كلمة الصباح المعهودة لدى «صناع الحياة» أولئك «يا فتاح يا عليم» لضاقت عليهم الأرض بما رحبت.. لأن أبواب جهات «الوزارة» أمامهم موصدة، لا تبادر بالفتح.. بينما تظل فسحة الأمل في باب السماء المفتوح صباح مساء دون شرطة أو وسيط.. «يا رزاق يا كريم» نشيد الحيارى يدلفون به النهار الجديد.

هم بناة الوطن.. ما يزال بقية تراب يلتصق بالمعول الذي يحفر في الأرض.. «أنا يمني» لست مهجراً.. »اسألوا التأريخ عني».. فلمَ نضيع في الزحام؟

منذ لحظات الصباح الأولى يقف بعضهم على الرصيف يشرب القهوة على عجل والأعين مصوبة إلى السيارات التي تمر أمامهم، أيها تقف بجانب الرصيف ليبدأ السباق وفتح الأبواب، كلهم يجيدون «الشغلة».. فيصعدون أملاً بمصروف يغطي قوت الأولاد، ومنهم من ينقلب راجعاً بخفي حنين!.. هم بناة.. لكنهم في ظل «الفشل» الذي يغطي كل الجهات، يضيعون وسط الضباب الكثيف.

وما أكثر الضباب الذي يكتنف أجواء السعيدة هذه الأيام، ضباب فوق رأس «اللجنة العليا».. وسحابة فوق مقر «نقابة الصحفيين» .. وطقس غائم فوق عمامة الشيخ «عبدالله»، والثلاثة اجتمعن على رأس مرشح الرئاسة القادم.. فلا «الحاكم» عيّن ولا «المشترك» نظر!!

صباح الخير يا وطن.. حتى صحف الصباح تمر أمام طابور «العطالة» مصعّرة خدها.. بينما «تنكس» أمام بوابة «السلطان» تنقش النوافذ وتزخرف الأركان.. بعضهم «مرتزقة» من باعة دواة المحابر يتسولون عند بلاط «الأغنياء» من علّية القوم..«تعس عبد الدينار..»!

بينما صحيفة مثل «الأيام» تلتصق بالمواطن، كلما همت بكتابة حروف لصناعة الوعي بالحقوق، لكزها «الفاشلون» بالعمالة.. بينما مشهد العمالة تجده «على الريق» جاهزاً فوق الرصيف على هيئة «بطالة» يشفق عليها «الأجنبي».. ويتسلى بها الرجل «المحلي» من الذين إذا حكموا «شقّوا». فيا ليت شعري من لطابور العطالة يفك ارتباطهم بالرصيف وينجيهم من «الورطة» أو قُل «الربطة»!.. لو رأيتموهم أيها السادة وهم يتسابقون إلى السيارات التي تقف بجانب الأرصفة بحثاً عن «خارطة طريق» تدلهم إلى مشروع عمارة، لما ساوركم شك كم يتجرع المواطن مرارة «فشلكم» الذريع الذي أحاط بكل شيء.

لطفاً صحافة «المديح».. لقد حصلت على «صِفْر» القريبة من «صُفر».. بينما صحيفة «الأيام» تمثّل «سفْراً» يتصفحه البسطاء منذ «قهوة الصباح»، لأنها صوت المواطن .. الإنسان .. الإنسان .. الإنسان ..

ويا وطني الحبيب، لك «أيامي»!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى