مارسيل خليفة في لقاء خاص لـ «الأيام»:زرت عدن.. وصنعاء.. وحضرموت وهذه البلاد أعطتني امكانية ودفعتني لأبحث عن جذوري التي انطلقت من اليمن

> «الأيام» سند بايعشوت:

>
وخلال جولة له والمخرج الفرنسي في القصر للاطلاع على محتوياته
وخلال جولة له والمخرج الفرنسي في القصر للاطلاع على محتوياته
منتصب القامة أمشي.. 1982 .. كان زمن بيروت هكذا: بيروت حرب.. بيروت حبر.. بيروت بحر.. في الحرب كان الحبر وكان البحر .. ومن سطور المأساة اللبنانية كانت الاغنية صدى للألم والامل..اناديكم .. منتصب القامة امشي.. أجمل الامهات.. من الاخيرة جاءت اجمل الكلمات لجورج ماوي.. توفيق زياد.. سميح القاسم .. ادونيس.. تصالب اللحن مع الاغنيةكما تتصالب اعمدة بعلبك.

جاء مارسيل خليفة.. نسيجاً وحده.. لم يُغنّ للزعماء.. ولا للغرماء المتشاكسين .. ولا فرقاء السلاح.. بل كان هذا الملتزم بما تحتويه الكلمة من معنى وموقف وقضية ورسالة. حين نقول: مارسيل نسيج وحده.. معنى هذا أن الاغنية (الملتزمة) ليست رقمية في سلّمه الموسيقى بدليل أن (أجمل الامهات) و(أناديكم) و(منتصب القامة) و(جدل) لازالت وستظل طرية العود.. طراوة صوت مارسيل.

من هنا كان للفن الملتزم معنى ومبنى .. المعنى في أن مارسيل صوت خالد.. والمبنى في أن الأغنية التي تقص سيرة الأمل والألم تبقى وحدها هي الصامدة.. ذلك أن القصيدة التي تقرأ العمر كله تكتب أبياتها مرة واحدة.

تراث إنساني
ما طبيعة زيارتكم الحالية لليمن؟

- هي زيارة كنت أعد لها من زمان.. للمرة الاولى آتي إلى حضرموت وقد أذهلني هذا التراث الانساني الغني في الطبيعة وفيما صنعه الانسان وفي هذه الذاكرة وفي هذه الثقافة العميقة، وعلينا جميعا أن نحمي هذه الثقافة بكل ما أوتينا من قوة .. هو ليس وقفاً، هذا تراث إنساني علينا أن نحافظ عليه.

سفير المحبة والسلام
< ماذا أضاف لكم ترشيحكم من اليونيسكو كسفير للمحبة والسلام؟

- بالعكس هذه مسئولية جديدة اضيفت لي، بمعنى الالتزام بقضايا الانسان والالتزام بقضايا الاهتمام بالأطفال الموهوبين، وفي الحقيقة هناك جائزة في معهد ادوارد سعيد الموسيقي في رام الله وهي جائزة باسمي وهذه الجائزة تعطى للمتفوقين في الموسيقى، وأنا أتصور أن هذا مجال للجد والكد أكثر كي نبحث عن مواهب موجودة في كل الجغرافية العربية.

جهد..وكد.. وتعب يومي
< أرجو أن تعطيني إضافة أخرى؟

- الحقيقة أنا أحببت أن أقدم عملا موسيقيا غنائيا يخدم قضايا الناس ويبحث عن أمل ما، عن حلم يتحقق، وكل هذا بجهد وكد وتعب يومي، وعلينا أن نثابر، وأنا أثابر ولا تهمني الراحة كثيراً، أعمل ليلا ونهارا لإيجاد جملة موسيقية جديدة وإيجاد فرصة لعمل موسيقي ولعمل غنائي كي يخدم قضايانا ويخدم الناس.

مدٌّ بشري
< كيف ترى الاغنية الآن؟

- في الحقيقة كل الأغاني كان لها مد بشري مع الناس، وهذا جميل، أحسست بأن الفنان إذا رأى شيئا ما واستطاع غيره أن يرى هذه الرؤية يكون قد حقق هذه الغاية.

مدير مديرية دوعن يستقبل الفنان الكبير خليفة بالبخور خارج قصر خيلة بقشان
مدير مديرية دوعن يستقبل الفنان الكبير خليفة بالبخور خارج قصر خيلة بقشان
جدل
< ماذا تعني لك (جدل) كعمل موسيقي؟

- جدل عمل موسيقي للعودين قُدمت منذ سنوات، ورجعت وقدمت عملا موسيقيا للعود مع الاوركسترا واليوم أقدم عملا تحت عنوان (تقاسيم) غير تقاسيم الاندلس، تقاسيم ثلاثي: عود وإيقاع وكونترباس، وأتابع بحثي في هذه الآلة وأن أكتب لهذه الآلة.

رامي وبشار
< هل ولداك سارا على نهجك؟

- طبعا عملا دراسة معمقة وتخصصا في الموسيقى، وهذا الاختصاص يؤهلهما ان يكونا موهوبين، حقيقة يعملان معي ولكن هما عندهما ايضا عملهما ولديهما مشروعهما وعندهما قضية، ولديهما اسلوبهما، ولكن اهم شيء في عملهما أنهما يحترمان ما يفعلانه كي يقدما مادة جديدة ومهمة للجمهور وللناس.

العودة الى الذات
< ما مدى ارتباطك بعدن؟

- زرت عدن مرتين وفي المرة الاخيرة زرت صنعاء واليوم أزور حضرموت والمكلا، وكل هذا يعني أنني عندما دخلت الى هذه البلاد اعطتني إمكانية ودفعتني لأبحث عن جذوري في هذه الثقافة، لأن جذوري انطلقت من اليمن .. الجذور العربية كلها انطلقت من اليمن في الموسيقى والشعر والأدب وفي كل شيء، وهذا نوع من العودة الى الذات أوضحتها في الجذور.

موطن امرئ القيس
< كيف شعرت وأن تزور موطن امرئ القيس في وادي دوعن؟

- احببت هذه المنطقة وأحسست بأنني أعرف هذه المنطقة وأنني مشيت في تلك الوديان وتعرفت الى كل هذه القرى والمدن الجميلة الحقيقية، وامرؤ القيس يبقى صاحب المعلقة المشهورة من أهم الشعراء العرب.

الزميل سند بايعشوت يحاور الفنان الكبير مارسيل خليفة
الزميل سند بايعشوت يحاور الفنان الكبير مارسيل خليفة
موسيقى لليمن
< ما هو العمل الذي أحببت ان تقدمه لليمن؟

- هذه الزيارة في الحقيقة احببت أن أقدم فيها شيئا لليمن فكتبت موسيقى لليمن ونحاول من خلال هذه الموسيقى أن نعبر بالصورة أيضا (فيلم تسجيلي عن اليمن) عن البحث عن الذات، البحث عن الجذور، عن الانسان، عن الحياة، عن التراث، عن الذاكرة في اليمن.

كلمة أخيرة
شكرا لكم وللشعب اليمني لطيبته وإنسانيته وصفائه، فمازال هذا الشعب يحمل ذلك الصفاء، وهذا ما نحن بحاجة إليه.

وبعد
يظل مارسيل خليفة شعلة فنية تضيء العتمة في ليل الاغنية العربية، بعدما تكاثرت الاغاني الهابطة.. ولهذا تظل الاصالة والعراقة مجتمعتين في كيان واحد هو كيان الفنان الذي يحمل هم الأمة.. ذلك لأن الفن جزء لا يتجزأ من مكونات الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى