د.ياسين: فعلا مبادرة المشترك انقلاب على التقاليد التآمرية والانقلابية القديمة

> «الأيام» متابعات:

>
د. ياسين سعيد نعمان
د. ياسين سعيد نعمان
تواصل «الأيام» نشر الجزء الثاني والأخير من المقابلة الصحفية التي أجرتها صحيفة «الراية» القطرية مع الأخ د. ياسين سعيد نعمان، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني.. وفيما يلي نصه:

< المؤتمر الشعبي العام وصف مشروع مبادرة الاصلاح السياسي والوطني لأحزاب المعارضة بأنه مشروع انقلاب سياسي؟

- ذلك صحيح فمشروع مبادرة الاصلاح السياسي والوطني الذي أعلنته أحزاب المعارضة أعتقد بأنه فعلاً سيحدث انقلاباً في الحياة السياسية اليمنية ولكنه انقلاب مشروع ويتم بطريقة سلمية وديمقراطية.

< انقلاب مشروع. كيف؟!

- المبادرة ليست مشروع انقلاب أو تآمري ذلك لأن المشاريع التآمرية والانقلابية التي كانت الاحزاب التي تعمل تحت الارض وبشكل سري تلجأ إليها للإطاحة بالانظمة الحاكمة عبر الانقلاب العسكري، لم تعد مطروحة لدينا الآن ولم نعد نؤمن بها.

اذا مبادرة الاصلاح السياسي والوطني التي أعلنتها أحزاب المعارضة اليمنية هي قد أنهت مرحلة اللجوء للانقلابات العسكرية والتآمر.. ووضعت البداية الجادة لانقلاب من نوع آخر وحقيقي في التعامل مع الحياة السياسية في اليمن.

< بماذا تفسرون ردة الفعل الشديدة التي أظهرها المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم تجاه هذه المبادرة والتي وصفها بأنها مشروع للانقلاب على النظام وخروج عن الدستور؟

- أعتقد ان رد فعل الموتمر الشعبي العام تجاه مشروع المبادرة كان رداً متسرعاً للاسف وأعتقد أن هذا الرد المتسرع يعود سببه الى مضمون المبادرة ولكن لأن المؤتمر الشعبي العام كحزب حاكم وكذا بعض الاحزاب والقوى السياسية الموالية له كانت تعتقد أنه لا يمكن لأحزاب اللقاء المشترك للمعارضة ان تتفق فيما بينها على برنامج جامع لها.

وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعل موقف المؤتمر الشعبي متشدداً، وهنا أشير مرة أخرى إلى أن مضمون مشروع مبادرة الاصلاح السياسي والوطني التي وقعت عليها أحزاب المعارضة لا تمثل دعوة لأي انقلاب من أي نوع - كما وصفته بعض تصريحات لقيادات مؤتمرية -وإنما المشروع والمباردة إذا جاز لي استخدام وصفه بالانقلاب فهو فعلاً انقلاب على التقاليد التآمرية والانقلابية القديمة التي كانت تلجأ اليها الاحزاب السرية للوصول الى الحكم والسلطة بواسطة دبابة.

الاشتراكي والاصلاح
< العلاقة بين الحزب الاشتراكي وخصمه السابق التجمع اليمني للإصلاح ما هي حدودها وهل استطاع الاشتراكي وكذا الإصلاح تجاوز ما كان بينهما من صراع وخلاف؟

- من الطبيعي ان تكون هناك خلافات بين الحزب الاشتراكي والتجمع اليمني للإصلاح، ذلك لأنهما حزبان وليسا حزباً وحداً .. كما أن الخلافات قد تجدها داخل الحزب الواحد فما بالك بحزبين هما الحزب الاشتراكي وتجمع الاصلاح، وهما حزبان نشآ على أساس ايديولوجي مختلف، وما أستطيع ان أقوله بهذا الشأن هو أن ما يدور على الساحة اليمنية الآن هو انعكاس لوضع الحياة السياسية فيها.

< المصلحة دفعتكم في الحزب الاشتراكي الى التقارب مع الإصلاح أم أن الضرورة استوجبت ليس التقارب فقط بل التحالف مع الاصلاح؟

- أستطيع أن أقول إنه حدث انتقال لكل الاحزاب اليمنية وليس الحزب الاشتراكي أو الاصلاح من جانب التوجهات، أي الايديولوجيات والعقائد والافكار التي كان كل طرف وحزب ينطلق منها، حيث أصبح كل طرف الآن متفتحاً على العصر وعلى الآخر وأصبح قادرا على إيجاد مساحة للالتقاء مع خصوم الأمس وذلك على قاعدة الديمقراطية والبرامج السياسية، وهذا الالتقاء لا يعني إلغاء مبدأ التنافس السياسي الذي سيظل قائماً بين هذه الاحزاب وإن كان اتفاقها الآن ينصب على حماية الديمقراطية وتعزيز المسار السياسي والحريات العامة.

الانظمة وليس المعارضة
< وجهت اتهامات صريحة لأحزاب اللقاء المشترك بأنها أصبحت تتسول من السفارات الاجنبية لدعمها في الكثير من القضايا ذات الخصوصية الوطنية مما يعد استقواء بالأجنبي على حساب مصالح اليمن .. ما هو تعليقكم؟

- أشعر بأن الخطاب السياسي للجميع - سلطة ومعارضة - الآن في اليمن قد تغير.. ومن المهم نقد الظواهر التي قد تحدث هنا أو هناك، لكن هذا لن يتم إلا من خلال الحوار بين الجميع.

< الحوار حول ماذا؟

- حوار يجيب عن سؤال ما الذي يجعل الخطاب السياسي في بعض الاحيان، سواء كان خطابا رسمياً للسلطة أو خطاباً للمعارضة، خطاباً حاداً ازاء بعضهم البعض وأقول لك ان مستوجبات وجود هذا الحوار تعود إلى ادراكي أن غياب الحوار بين هذه الاطراف هو السبب في وجود الخطاب الحاد فإذا وجد الحوار وانفتحت هذه الاحزاب مع بعضها ومع السلطة وقبلنا جميعاً أن يكون الحوار هو الذي يجمع بيننا ويكون هناك نقد ذاتي ونتقبل النقد الآخر في التعاطي اليومي مع الشأن السياسي وتفاعلاته المختلفة فإني على يقين أن مثل هذا الخطاب الحاد الموجود الآن بشكل عام في حياتنا السياسية سوف يتغير.

< وماذا عن الاستقواء بالأجنبي واتهامات التسول أمام السفارات .. لم تجب دكتور عن ذلك؟

- من الصعب الحديث عن الاجنبي والخارج وكأنه غريب عما يدور في أوطاننا العربية وما يدور في اليمن على وجه التحديد.. هذا الخارج أصبح الآن شريكاً لنا.

< لم أفهم؟

- الخارج أصبح الآن شريكاً لنا في الحياة السياسية بشكل عام وشراكته لنا في أوضاعنا كعرب أو كيمنيين أصبحت أمراً واقعاً.

< ما الذي جعل الخارج شريكاً؟

- الذي جعل الخارج والأجنبي شريكاً لنا في قضايانا كأحزاب معارضة في اليمن وفي الدول العربية ليس نحن كأحزاب معارضة ولكن هي الأنظمة الرسمية الحاكمة التي قبلت بتدخل الأجنبي وارتضت به أن يكون شريكاً لها بل وأصبحت بصورة أو بأخرى ترتضي بما يقوله، في الوقت الذي لا تقبل برأي المعارضة وإنما تذعن لرأي الخارج الذي له مصالح سياسية واقتصادية وأمنية وهو حريص أن يؤمنها، ولذلك فإن الخارج أو الاجنبي يدرك ان ما يعتمل في البلدان العربية ومنها اليمن يؤثر على مصالحه ولذا فإنه يعمل على حماية هذه المصالح!

< أمر غريب ان تقبل المعارضة بتدخل الاجنبي او كما تقول عنها (شراكة)!؟

- أحزاب المعارضة اليمنية تريد أن ترشد هذه الشراكة وأن تعطيها صيغة ثانية، لأنه صارت معارضة الخارج للانظمة العربية ومنها اليمن محتمية بالخارج.. معارضة الداخل تريد أن تحدد مستوى هذه الشراكة، الأمر ليس فيه اختلاف.

< أسأل أنتم كأحزاب معارضة داخل اليمن اذا كان النظام الحاكم قبل أن يتدخل الخارج في الشأن الداخلي اليمني .. أنتم لماذا قبلتم بذلك؟

- أعيد وأقول لك إن الأهم هو كيف يمكن ان نرشد هذه الشراكة وهذا التدخل الخارجي، وأنا على يقين بأن هذه المسؤولية الوطنية مسؤولية لا تتحملها أحزاب المعارضة وكل فرقاء العمل السياسي في اليمن أو في غيره من الاقطار العربية، وأضيف شيئاً آخر هو أن الذي جعل تدخل الخارج في قضايانا وشأننا الوطني مؤثراً ومهماً هي الانظمة الحاكمة، حتى صار تدخل الخارج في هذه القضايا مهما للسلطة ولأحزاب المعارضة على السواء وذلك حسب ما ذكرت لك يعود إلى أن الانظمة العربية تعطي في كثير من الاحيان قيمة واعتباراً لرأي الخارج أكثر مما تعطيه لمطالب ورأي الداخل، ولذلك فإن المعارضة في الداخل عندما تجد أن الخارج له تأثيره القوي على القرار السياسي الذي يتخذ من قبل السلطة في الداخل فإنها تلجأ للتعامل مع الخارج.

< ألا ترون أن تعامل المعارضة مع الخارج يشكل خطورة على استقلال البلدان العربية ومنها اليمن وخطورة على استقرار أوضاعها الداخلية؟

- أقول إنه لا بد أن يكون هناك اتفاق بين فرقاء وأطراف العمل السياسي على كيفية التعامل مع الخارج، ولذلك فإن المسألة مرهونة أولاً بالنظام العربي الرسمي (الحكومات) فإنها عندما تعطي قيمة واعتبارا للرأي والارادة الشعبية النابعة من الداخل وتحترم النقد ودعوات الإصلاح التي تطالب بها الإرادة الشعبية أكثر مما تعطي وتحترم ضغوط الخارج هنا فإن قيمة اللجوء للخارج من قبل مكونات الحياة السياسية في داخل البلدان سوف تقل ولا يصبح لها تأثير.

وأقول لك إنني أحياناً أشعر بالاسف تجاه إقدام البعض على تحليل بعض القضايا والأمور وفقاً لتوجهات ذاتية معينة وإن أخفوا ذلك خلف واجهة أخرى.

< نوقشت دعوة المقاطعة للانتخابات بشكل موسع داخل قيادة الحزب - كما قيل - هل هذا صحيح؟

- في الوقت الحاضر أعتقد أن المسألة تحتاج الى اتفاق وتسوية بين فرقاء الحياة السياسية دون استثناء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى