البسط على «هدية الزمن»!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
قبل أن أدخل إلى موضوعنا الأسبوعي المعتاد لا يمكنني إلا أن أعرج في البداية إلى موضوع بالغ الحزن والأسى وهو قتل الدكتور ياسر حيدر عبدالله لسبب تافه يدلنا على الحد الذي بلغته حياة الإنسان من الرخص واللا مبالاة عند الجناة الذين تساوي حياة إنسان عندهم قيمة سرقة تافهة لا تستحق حتى عناء العراك ناهيك عن القتل.. إنه قدر الله المحتوم الذي نفذ ولكن غير مسكوت على تبعاته، فقد تابعت «الأيام» الحادث على صدر صفحتها الأولى بالكلمة والصورة كما عودتنا في نقل كل شاردة وواردة من الحوادث والأحداث شأنها شأن كبريات الصحف المسئولة التي لا تجعل من حياة الناس قوتاً للأخبار .. وإنما تجعل الصحافة تتحمل مسئوليتها المهنية والأخلاقية لحماية المجتمع من المارقين الخارجين على القانون شذاذ الآفاق والأخلاق وعديمي الضمير .. وكان وسط كل هذا الخبر المفزع المقلق للراحة والأمن .. كان وسطه سرور بالغ وارتياح عام في المجتمع للدور العظيم والسريع الذي لعبته قوة شرطة بلادنا.. ففي سياق الخبر جاء: «فور ابلاغ شرطة المنصورة وعمليات الأمن تم النزول إلى موقع الجريمة وبدء الإجراءات الأولية والتواصل مع العقيد عبدالله عبده قيران مدير أمن عدن الذي وجه بسرعة القبض على الجناة..» وقلنا في نفوسنا ياما قالوا ويقولون في مثل هذا الموقف.. لكن توجيهات الأخ العقيد قيران أثبتت أنه من ذلك النوع ممن اذا قال فعل.. ففي أقل من أربع وعشرين ساعة تم الوصول إلى الجاني الأول واعترافه بالجريمة وبوجود شريك له فيها جرى القبض عليه أيضاً خلال ساعات.

على العموم لا يسعنا في هذا الموقف الحزين إلا أن نعزي أهل الفقيد الدكتور ياسر وأن نسأل الله العلي القدير أن يلهمهم الصبر ويعوض عليهم بخير.. كما أن الجهد الذي قام به رجال الأمن بقيادة مدير أمن عدن يستحق الثناء الشديد خاصة وأن عملهم الذي جرى في سرعة قياسية يدل على حس عال بالمسؤولية وبأن هؤلاء الرجال مش بس يمشّوا شغل ونما يؤدون رسالة.. ختاماً تحية من القلب لرجال الأمن العام وتعازينا الحارة لاهل الفقيد وذويه وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله.

أما بالنسبة لموضوعنا الأسبوعي فإن له أيضاً صلة بالأمن ولو من الناحية الصفاطية والعهدة على رواة ما جرى من قصة أشبه بفوازير رمضان «عليك سلام الله يا رمضان الكريم».. أنا في البداية سمعت طراطيش كلام بين الأخ شوكرة والأستاذ سعيد (أبو بشار) حول شخصية شبه أسطورية لإنسان اسمه منيعم .. ويقال منعم أو منيحم والله أعلم بالسرائر.. والذي عرّفنا بهذه الطواهش والنواهش والهبارش هو - ومن بايكون غيره- الشخصية الاجتماعية الزراعية اللحجية: حسين النعج الذي أكد لي أن البسط في محافظة لحج قد تعدى حد الاستيلاء على الاراضي ليصل إلى الثقافة والفكر والتراث حيث قام شخص مجهول الهوية في عالم الفكر والثقافة بالاستيلاء على كتاب المؤلف أحمد فضل محسن العبدلي الشهير بالقومندان «هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن» ونسب إلى نفسه كما ذكر في مقدمة ركيكية تثير الرثاء أنه قد (قام بمراجعة وتنقيح وإعداد الكتاب للنشر ليكون لائقاً بالمكانة التي تليق) وقد أثمر هذا الجهد الفخيم انزال الكتاب في حلة قشيبة قيمتها ثمانمائة ريال يمني بعد أن كانت تباع وهي في أحسن حال وبلا حاجة إلى مقدمة ومراجعة بثمانين شلناً لا غير.. ثم لا يعلم إلا الله وحده من الذي أذن لهذا المجهول أن يستثمر فكر القمندان وتراثه ليتكسب مادياً على حساب آل أحمد فضل العبدلي الذين يملكون وحدهم حق التصرف في حقوق كبيرهم وكبير اليمن في ثقافته وفكرة وفنه ومكانته؟

نعود إلى الأخ منيعم الذي يدعي أنه يملك النسخة الأصلية الأولى من كتاب هدية الزمن وأنه أعارها إلى شخص من أهالي الخساف يقال أن اسمه شاجع أو شجاع أو أنه شجاع الدين حيث تمضي بنا الفزورة إلى أن الأخ البكري شاهد على أن منيعم الله ينعم عليه قد قرط من الشاجع ألفين شلن أو ريال والله ما عاد أناش داري وفوق ذا وذاك شل منه فوطة وشميز وواحد شال.. والقول الآن يا حضرة البكري يعود إلى سماحة السيد شاجع شجاع الدين من بني ناجع أما قضية الباسط على كتاب القمندان «هدية الزمن» فالأمر يرجع فيها إلى آل أحمد فضل القمندان وورثته وذويه وعليهم التقدم إلى المحكمة لنيل حقوقهم كاملة غير منقوصة فنحن في بلد مهما كثرت فيه الثغرات فإن سلطة القانون في الأخير لازم تسود وإن شاء الله تسود كاملة غير منقوصة ويلقن لصوص الارض والممتلكات والفكر الجزاء الذي يستحقونه أو يثبتوا للناس براءتهم اذا هم أبرياء لأن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته وبعدها.. بعدها فقط مش قبلها.. با نغني له وادانه على امدانة حالي يا عسل نوب.

قبل ما ننتهي من الموضوع صاح منعم وفمه ملآن بالقات الذي يتطاير إلى كل اتجاه: «أنا كمان لي حقوق عند الحكومة وبا أجيب الملف حقي إلى عبدالله هوجلي مسئول الشئون الحكومية في المسائل القضائية والقدرية.. با أرفع قضية ضد الحكومة منشان تصرف لي حقوق خمسة وثلاثين سنة لأنه خلتنا مرضوح خمسة وثلاثين سنة بلا شغل وذلحين أنا أطالب بحقوقي .. مش في عدالة وقانون؟ أشتي البيستين حقي كاملة غير منقوصة ومن بكره با أرفع دعوى على الحكومة!» عجيب.. وِلْ دَنْ منيعم أفصح الله لسانك والله انك جبت التايهة ولقيناها.. خلاص يا جماعة.. اللي له حاجة عند الحكومة أو غير الحكومة يرفع دعوى.. وبعدين فيها محمد وفيها علي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى