الانتخابات والأغلبية الصامتة

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
ليس في اليمن فقط حيث للاغلبية الصامتة موقف سلبي من المشاركة في الانتخابات.. فآخر انتخابات في مصر مثلاً لم يشارك في التصويت سوى (20%) ممن لهم الحق في التصويت ويعود سبب ذلك إلى عوامل عدة منها الإحباط وغياب الأمل في المؤسسات التشريعية وزيادة الفقر والإفقار وكثافة مساحة الأمية وغيرها من الأسباب.

< ويأتي العامل الرئيس في ضيق مساحة الديمقراطية، فالمعروف أن الانتخابات التي جرت في بلادنا عام 1993م بعد ثلاث سنوات من الوحدة بين شطري اليمن وفي ظل أجواء من الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير كان المشاركون في الانتخابات أكثر من (42%) من الذين لهم حق الاقتراع وبشهادة الجهات الرسمية والمعارضة معاً.

< وضاقت المساحة بعد حرب 1994م ففي انتخابات 1997م لم يصل عدد المشاركين في الاقتراع العام وانتخابات مجلس النواب سوى مليون واحد فقط من خمسة ملايين رغم زيادة من لهم حق التصويت وهي لا تزيد على نسبة (17%).. ونشرت الصحف بما فيها «الأيام» نصيب كل مرشح من الأصوات.. وتدنت قوائم المصوتين في كل انتخابات لاحقة.

< ويتحمل بشكل رئيس تدني أصوات المقترعين الحزب الحاكم.. فالضغوط الاقتصادية وسرعة زيادة مساحة الفقر والافقار، وتفاقم البطالة والزيادة الجنونية للاسعار وتكاليف المعيشة وغياب مشروع للاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسيادة الفساد والإفساد وكذا غياب المشاركة الحقة في صنع القرار السياسي.. ورفض اللامركزية، وضيق مساحة الديمقراطية الحقة وحرية الرأي والتعبير وغيرها من القضايا أدت وتؤدي حتماً إلى انحسار رقعة المشاركة الحقة في الانتخابات وخاصة من الأغلبية الصامتة!!

< ويلاحظ عدم الاستفادة من تجارب الماضي وحتى القريب منه، فهناك اصرار الحزب الحاكم على السير في الطريق الخطأ.. يؤكد ذلك انفراده بأغلبيته الساحقة في اللجنة العليا للانتخابات والسير بالبلاد نحو انتخابات صورية وشكلية لن يعترف أحد لا داخلياً ولا خارجياً بها وستقود البلاد إلى طرق موصدة ومغلقة يعلم الله وحده إلى أين ستقود البلاد والعباد.. ويجري ذلك في الوقت الذي يسير فيه العالم نحو المزيد من الديمقراطية والمزيد من المشاركة الشعبية والمزيد من الانفراج.. فهل هذا هو قدرنا؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى