«الأيام الرياضي» تستطلع وتكشف أسباب تدني كرة القدم في مديرية تريم بوادي حضرموت:انقسام الإدارات والفرق الشعبية وعدم طموح اللاعبين أدى إلى تدني المستوى الكروي

> «الأيام الرياضي» مبارك سالم باحريش وأمين رجب بده:

> تعتبر مدينة تريم التاريخية أهم وأكبر مدن وادي حضرموت، حيث اشتهرت بالعلم والعلماء والفن المعماري الرائع، أما في الجانب الرياضي وخاصة كرة القدم، فلازالت تقف في ذيل القائمة في الوقت الراهن، حيث أن مدينة تريم عرفت الرياضة قبل أي منطقة في وادي حضرموت ودليلنا على ذلك أن أول فريق تأسس في مدينة تريم هو فريق الأخوة والمعاونة الرياضي عام 1935م، ومن ذلك الحين ظلت الفرق والأندية تتوالى على انقاض أخرى حتى وصلت إلى دمج هذه الفرق لتأسيس ناد واحد وهو نادي الوحدة بتريم عام 1973م، وظل هذا النادي الممثل الوحيد لمدينة تريم حتى بزغ فجر الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م، مما زاد عدد الأندية في مديرية تريم مثل نادي الهلال بالسويري والبرق بتريم وشباب عينات والاحقاف بالغرف، وفي خضم هذه التطورات لا تزال كرة القدم ترزح تحت أنقاض التدني والتخلف، بالرغم من أن كثيرا من الأندية قد نجحت وبرزت في كثير من الأنشطة الرياضية مثل الطائرة والسلة وألعاب القوى واحتلت المركز الأول في ذلك، باستثناء كرة القدم.

> «الأيام الرياضي» من خلال هذا الاستطلاع تطرح اسئلتها الجوهرية عن أسباب هذا التدني لاستنباط بعض الحلول والمقترحات للخروج من هذا التدني، ولأهمية الموضوع فقد استكتبنا سبعة من المهتمين بالشأن الرياضي لتشخيص هذا التدني وطرح الحلول والمقترحات مساهمة من الصحيفة في فتح ملف هذه القضية فيما يلي:

> الأخ عبيد عبود عليان - أمين عام اتحاد العاب القوى:

لموسم غير معروف وسرعان ما ينتهي

«أسباب التدني في مستوى كرة اندية تريم يكمن أولا في اللاعبين، ويبرز ذلك من خلال انعدام الولاء للنادي، خاصة وأن معظم اللاعبين اليوم ينحدرون من الفرق الشعبية، وبالتالي يعتقدون أن فرقهم هي الأساس فالولاء والحب والاخلاص يكون لهذه الفرق، والنادي يأتي في الدرجة الثانية، وقد بلغ الأمر إلى درجة أن بعض اللاعبين يعتذرون عن الاشتراك مع النادي لارتباطهم مع فرقهم الشعبية فماذا نتوقع من مثل هؤلاء اللاعبين عندما يلعبون مع النادي.. اضافة إلى ذلك عدم ثبات الموسم الرياضي والاستعداد المبكر له حيث أن بداية ونهاية الموسم الرياضي غير معروفة، وعندما يبدأ الموسم فإنه سرعان ما ينتهي، وبالتالي فإن معظم أيام السنة تكون خالية من الأنشطة الرياضية والمنافسات، كما أن الاستعداد من قبل النادي واللاعبين يأتي في وقت متأخر، وربما بعد الاعلان عن بدء الدوري فماذا نتوقع من لاعبين غير جاهزين؟.. أما الفرق الشعبية بمدينة تريم فمتناثرة بشكل كبير جدا، ولكن معظمها لها مواقف سلبية تجاه النادي وتعتبر نشاطها وبروز فرقها أهم من النادي، فهي لا تدفع بخيرة لاعبيها للاشتراك مع النادي، ولا تحثهم على ذلك، بل تصنع احيانا انشطة تتعارض مع انشطة النادي، بالإضافة الى أن الادارات قد تلعب دورا غير مباشر في تدني مستوى الفرق من خلال عدم توفير مستلزمات التمارين ومتابعة اللاعبين واختيار المدربين الاكفاء الذين يستطيعون تسيير التمارين والمباريات بالصورة المثلى..أما الحلول والمقترحات للخروج من هذا التدني فأوجزها في النقاط التالية:

1- التركيز على المواهب الناشئة من خلال البطولات المدرسية والتنسيق مع ادارة التربية والتعليم في هذا المجال.

2- التركيز على رفع المستوى الثقافي والوعي الرياضي لدى اللاعبين واستشعارهم بالمسؤولية.

3- تهيئة الظروف وحل كافة المشاكل التي تواجه اللاعبين.

4- تنشيط اللعبة على مدار العام من خلال تنسيق المسابقات الداخلية على مستوى المديرية والوادي، واقامة رحلات إلى خارج المحافظة والوادي حتى يكون اللاعب مرتبطا باستمرار مع النادي.

5- اختيار طاقم تدريبي قادر على معرفة نقاط القوة والضعف في الفريق وأن يكون المدرب ملماً بالظروف النفسية التي يمر بها اللاعبون، وأن يستطيع تحليل نتائج المباريات لتثبيت الايجابيات وتلافي السلبيات.

> سعيد عمر باشعيب- إعلامي رياضي: الانقسام في الإدارات هو سبب الفشل

- «إن السبب الرئيسي في التدني يكمن في الادارات لعدم قدرتها على الموازنة بين ما هو مطلوب والموجود، حيث إنها منقسمة على نفسها، ولذا فهي مختلفة في كيفية التعامل مع المدرب واللاعب والنادي والتوزيع المالي، وهذا الانقسام هو سبب الفشل الذريع فإذا وجدت ادارة واعية ومتعاونة مع بعضها البعض سيأتي النجاح حتميا، فيما يكمن السبب الثاني في اللاعب نفسه من خلال عدم قدرته على تقديم تضحية شخصية والولاء والحب للعبة، وقد اتى في المرتبة الثالثة الجانب المالي لاهميته الكبيرة، ومع ذلك يمكن تجاوز تلك المحنة من خلال التعاون والتكاتف في ما بينهم البين.. أما الفرق الشعبية فهي بعيدة عن أسباب التدني بل هي تحفظ للاندية ماء الوجه من خلال استمرار تمارينها ومبارياتها، ويأتي التدني من الفرق الشعبية اذا كان هناك تعامل خاطئ معها من قبل الادارة، ولكن إذا تم تجاوزها سيكون اللاعب عاملا مساعدا.. وفي الاخير ان المدربين ايضا لهم نصيب في مستوى التدني إلا إذا توفرت لهم كل الإمكانيات، ومع ذلك هناك مدربون لا تتوفر لديهم امكانيات كافية للتدريب، ومن هنا تحصل نتائج سلبية..اما عن الحلول المقترحة للخروج من هذا التدني فهي كالتالي:

(1) الاختيار الأمثل للإدارة المتجانسة الفاهمة الواعية المخلصة.

(2) الاهتمام بفئة الناشئين والشباب وإعطاؤهم الرعاية الكاملة.

(3) وضع خطط مالية سنوية للانفاق على كرة القدم لتوفير المعدات وصرف المستحقات.

(4) التعاون بين المدرسة والنادي في فئات الناشئين ودعم النشاط المدرسي».

> الكابتن أحمد مشهور بن شهاب- مدرب مخضرم: المدربون وعدم معرفة أساليب الكرة الحديثة

«إن الادارات المتعاقبة على أندية تريم لم تقم بنشاطها على الوجه المطلوب، ولذلك لم تستطع توفير الامكانيات اللازمة للنادي وعدم ردم الفجوة بين اللاعبين والمدربين والادارات نفسها، وإن من أسباب التدني كثرة المدربين الذين لا توجد عندهم اساسيات الكرة الحديثة، وكل تركيزهم في التدريب على اللياقة وعدم وضع الخطة الورقية على الواقع الميداني، مما يسهل تطبيق اساسيات الكرة الحديثة، والشيء الغريب ان المدربين اليوم ماديون بشكل لا يتصوره أحد.. كما أن غياب الاخلاص من قبل اللاعبين في تمارين النادي وقلة الحماس وانتشار ظاهرة الغرور هو احد الاسباب.. اما عن الحلول والمقترحات فيجب على ادارات الاندية ان تسارع في ردم الفجوة ما بين اللاعبين والمدربين وما بينهم.. اما المدربون فعليهم ان لا يجعلوا الهدف الأول هو الجانب المالي بل يجب جعله هدفا ثانوياً ويجب أن يجعل الهدف الاول تحسين مستوى اللاعبين وإظهارهم بالشكل المطلوب، مما يتيح له الفرصة في زيادة الجانب المالي، أما اللاعبون فيجب أن يكون عندهم جهود ذاتية وحماس للنادي وترك غرورهم الذي يؤدي إلى نهاية غير مرضية».

> المدرب عبدالله خميس بايعشوت- مدرب نادي الاحقاف بالغرف: الاشراف على أنشطة المدارس للاختيار

«ان لعبة كرة القدم هي عنوان لكل ناد، لكن لا يتوفر الاخلاص والتضحية من قبل الهيئات الادارية باتجاه استمرارية هذه اللعبة خلال العام، أما اللاعبون فيتلخص دورهم في هذا التدني في عدم رغبتهم في التطور،وذلك بممارستهم لهذه اللعبة لمجرد التسلية وتغطية الفراغ وتفكيرهم في الجانب المادي قبل كل شيء، إضافة الى ضعف التأهيل للمدربين والاكتفاء بالقراءة والملاحظة فقط وايضا عدم التزام المدرب بالوحدات التدريبية لكل حصة تدريبية، وقلة الممارسة والمتابعة من قبل المدرب للاعبين لاصلاح الاخطاء.. أما الفرق الشعبية فقد اصحبت عائقا أمام كثير من انشطة النادي من خلال عدم التزام الفرق الشعبية بما تتفق عليه مع الأندية، وتقديم مصلحة الفريق الشعبي على مصلحة النادي وقلة الوعي الرياضي لدى مسئولي الفرق الشعبية..أما عن الحلول فأوجزها فيما يلي:

(1) نشر الوعي والثقافة الرياضية بين الافراد.

(2) اتباع اسلوب الترغيب والترهيب مع اللاعبين.

(3) الاشراف على أنشطة المدارس لاختيار المواهب منهم».

> المدرب مبروك فرج التمور- : ادارات الأندية دخيلة على الرياضة

« إن كثيرا من الادارات التي تقود الاندية تسير على خطة مليئة بالضباب وخاصة في كرة القدم، ويقف شاهدا على ذلك عدم الاهتمام بالفئات العمرية، وأقول بكل صراحة إن معظم إدارات الاندية في مديرية تريم دخيلة على الرياضة.. وإن كرة القدم لن تسترد عافيتها ما دام لا يوجد طموح عند اللاعبين إذ لا يفكر اللاعب أن يكون بعد فترة لاعبا في الدرجة الأولى ثم المنتخب حتى يصبح لامعاً في عالم الرياضة، لأن الموجود عند اللاعب فقط فكرة قتل الفراغ لا غير.. كما أن من اسباب تدني مستوى اللعبة عدم اختيار المدرب الملم والمتخصص في الفئات العمرية وبالتحديد قطاع الناشئين، وعدم وجود المدرب الناجح، حيث ان التربية من الركائز الاساسية في الرياضة، وعند غياب التربية في الرياضة يؤدي ذلك الى التدني والتدهور في المستوى الرياضي.. بالإضافة إلى أن المال هو عصب الحياة ونحن اليوم في عصر المادة، علما بأن لكل واحد في النادي حقوقاً وواجبات ومستلزمات مرورا بالإدارة والمدرب واللاعب وجميع الانشطة التي تحتاج إلى دعم مادي مستمر، لأن قلة التغذية المادية للموسم الرياضي تؤدي إلى نتيجة سلبية.. اما عن الفرق الشعبية فقد أبعد الحمل الثقيل عنهم لتتحمله الادارات فالفرق الشعبية هي اداة من ادوات النادي، فإذا استثمرت بطريقة ايجابية تقدم نتيجة ايجابية حتما، أما إذا استثمرت بطريقة سلبية عشوائية فسوف تقدم نتيجة سلبية عشوائية حتما. وأنا لا أحمل الفرق الشعبية مسؤولية اي تدنٍّ لكرة القدم.. أما الحلول والمقترحات فلا بد من أن تقف الادارة على ارضية مستوية يتم الانطلاق منها مع وجود خطة مستقبلية شفافة لكي يسهل رؤية الواقع، والنظر اليه من جميع الجوانب بدقة وإتقان.. ويجب أن يكون لدى اللاعب الطموح، وأن يبتعد عن التفكير في المادة، وأن يكون صاحب رؤية مستقبلية، أما المدرب فيجب أن يكون مؤهلا وتربويا ناجحا لتدريب الفئات العمرية، وإعطاؤه الفرصة الكافية للتدريب وأن تقوم ادارات الأندية بإعطاء المدربين بعض الدورات التأهيلية، ويجب على المدرب أن يعرف ويطبق خطط التدريب من العتاد البدني والتكتيكي والمباريات التجريبية ثم المنافسات».

> عمر فرج باحريش رئيس نادي البرق سابقا: الفرق الشعبية سوس الأندية ومعول الهدم للنادي

«اولاً وبدون شك الادارات هي في المقام الأول في وضع التدني، لأن التعاون والتكافل لاجل النادي مفقود والعمل الجماعي غير موجود، وإنما كل واحد يتربص بالآخر وفي الأخير ينعكس على نشاط النادي وعلى نفوس اللاعبين، وهناك ظاهرة في بعض ادارات اندية تريم وهي الاتكالية وعدم وجود النظرة المستقبلية.. ويأتي في المرتبة الثانية أن المدربين الذين تعاقبوا على تدريب أندية مديرية تريم ليس عندهم الخبرة الكافية في هذا المجال، فمعظم تدريبهم يعتمد على اللياقة فقط، اما طريقة اللعب والتكتيك وصقل المواهب فغير موجود، والشيء المهم والأهم عندما يقودون أي مباراة لا يستطيعون اكتشاف نقاط الضعف في فريق الخصم وفي فريقهم ايضا.. ويأتي في المرتبة الثالثة لاعب اليوم احد أسباب التدني لعدم حبه للكرة بمفهوم رياضي، وعدم وجود الطموح، وهو سريع الغرور وحبه لفريقه الشعبي أكثر من حبه لناديه إلا من رحم الله منهم، والفرق الشعبية في نظري هي سوس الاندية ومعول هدم النادي.. أما عن الحلول والمقترحات فهي في التالي:

(1) وضع لائحة فيها بنود خاصة بالفرق الشعبية تخدم النادي والرياضة بشكل عام بالمديرية.

(2) اختيار المدرب المناسب الذي عنده الكفاءة والخبرة في مجال التدريب وعدم التدخل في شؤونه الداخلية في التدريب.

(3) الاهتمام بالفئات العمرية وتشجيعهم واختيار المدرب التربوي الناجح لهم.

(4) السعي من قبل الادارة في خلق أجواء ديمقراطية فيما بينها وبين اللاعبين والمدربين، والاقتراب اكثر من هموم اللاعبين ومواساتهم وتشجيعهم ماديا ومعنويا».

> مبارك سهيل- لاعب سابق: الجماهير عاشقة ولكن معشوقها غير مبال بها

«عدم الاعتماد اساسا على الفرق الشعبية بشكل اساسي ومستمر مع وجود لاعبي النادي في فرقهم الشعبية، ويلعبون مع فرقهم في المباريات التي اغلب لاعبيها من لاعبي النادي، وهذا الامر عكس نفسه على وجود اللاعب البديل، فالناشئ يظهر ويشب ولم يضرب كرة مع النادي، ولو كان الفريق الاول للفرق الشعبية من غير المسجلين للنادي يظهر عشرات اللاعبين، مع وجود توجيه وعناية فهل تصدق أنه في تريم منذ فترة لم يظهر لاعب واحد نقول بأنه لاعب حقيقي.. بالاضافة الى أن اللاعبين يفتقرون للروح الرياضية القتالية عندهم وقلة الوعي الرياضي عندهم وغياب مبدأ الثواب والعقاب مع اللاعب. ويجب ان نعطي اللاعب مستحقاته مقابل محاسبته على أي تقصير وإهمال، مثلا عنده مباراة يوم غد ويسهر الى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، أي لا يوجد مبالاة عند اغلب اللاعبين ولا غيرة على الشعار الذي يلبسونه وإنما تكون الغيرة على الفريق الشعبي، وهذه مشكلة نعانيها لقلة الوعي الرياضي، كما أن من الاسباب قلة أو عدم ايجاد مدربين للفرق الشعبية وأيضا للأندية وإذا وجد مثل هذا لا يتم استغلاله بشكل دائم من خلال اعطائه مدة كافية ادناها 3 سنوات حتى يتم اكتشاف المواهب وصقلها في الميدان الرياضي.. أما التذرع بالجانب المادي فهو مجرد عذر لأن مديرية تريم كانت من رواد الكرة على مستوى المحافظة بالرغم من الشح الذي كان موجودا في ذلك الوقت، واضرب لك مثلا واقعيا أننا كنا في المباريات نلعب بحذاء رجل يسرى في اليمين واليسار لقلة الامكانيات لدى النادي ولعدم وجود الاحذية وتوفرها في ذلك الوقت.

أما عن الحلول والمقترحات فاقول للاعبين: اتقوا الله في انفسكم فكل شيء موفر لكم فاحمدوا الله على ذلك، وما عليكم الا أن تضاعفوا جهودكم وتشمروا عن سواعدكم، وتتركوا كل ما يبعدكم عن ناديكم، وخاصة الفرق الشعبية فاتركونها لغيركم ما دام أنكم وصلت إلى اللعب مع النادي وانظروا للجماهير التي من خلفكم، فهذه المسكينة عاشقة لكن من تعشقه غير مبال بها.. والسعي لإيجاد لاعبين في الوقت الحاضر يغطون النقص في الأماكن التي نرى فيها الخلل على أن يكونوا من ذوي الخبرات العالية حتى نستفيد منهم في المباريات وأيضا يستفيد منه لاعبنا وأن يكونوا من ذوي الاخلاق العالية حتى يكونوا قدوة للاعبين الآخرين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى