هذه حقيقة طائرة سيئون

> «الآيام الرياضي» علي باسعيدة:

> هذا هو سيئون الفريق البطل الأوحد في اللعبة الجميلة الكرة الطائرة حتى سميت مدينة سيئون التي ينتمي إليها الفريق البطل بعاصمة الكرة الطائرة اليمنية لكثرة البطولات والإنجازات التي تحصل عليها، ليس عبر الفريق الأول المسمى بطائرة أحلام سيئون، وإنما عبر فرقه الشابة والناشئة التي امتلكت هي الأخرى كؤوساً ودروعا، ليكون سيئون فريق الكرة الطائرة هو الأسطورة والبطل الأوحد في هذه اللعبة خلال العشر السنوات الأخيرة، وباتت جماهيره التي تزحف وراءه أينما حل ورحل عبر تشجيعها المميز المصحوب بالرقصات والإيقاعات الحضرمية، المشهورة هي النكهة الجميلة، والبعد الآخر الذي أعطى لبطولات الطائرة اليمنية معنى ومغنى، فحضور خمسة آلاف متفرج في ملعب مفتوح، وليس في صالة رياضية كما هو معتاد، وتحت لهيب الشمس الحارقة وبرسم يصل إلى 50 ريالاً وهو أمر مألوف في وادي حضرموت، ويثير العجب عند الآخرين، الذين توفرت لهم الصالة، والطقس الجميل والكادر التدريبي والفرجة ببلاش، غير أنهم يفتقدون لمثل هذا الجمهور المحب لكون معين البطولات عندهم وقف ونضب لسنوات عدة.

> اليوم من يرى سيئون الفريق الطائري يشك كثيراً أن يكون هذا هو سيئون الفريق الذي يعرفه والذي ينهي البطولة من دون خسارة وفي أقل الأحوال بخسارة واحدة وغير ذلك أمر محال، لم يحدث خلال الفترة الذهبية.. نعم اليوم سيئون غير سيئون الأمس، فالخسائر وصلت إلى رقم قياسي مفزع، وهو رقم 8 فهل سمعتم بهذا من فريق بطل يترنح ويسقط ثم يسقط لتصل سقطاته إلى رقم مهول لا يحصل لطائرات حديثة العهد بالمجال الجوي لطائرات النخبة، فيهجره الجميع أنصاره وأحباؤه، ,وإن لم يصل الأمر إلى رمي الفريق وجهازه الفني بقنينات الماء أو بحبات الطماطم، كما حصل للتلال وغيره من الأندية، والذي وصلت سقطاته إلى رقم 6 وهو بطل الموسم الماضي، وهو أمر لن يحدث من جمهورنا الواعي.

> إذاً ما هو سر التحول الغريب الذي حدا بفريق بطل يجر معه الحسرة والخسارة تلو أختها ومن دون مقاومة تذكر.. كيف يحدث هذا والفريق يضم بين جنباته أفضل اللاعبين اليمنيين كباراً وصغاراً وهم ممثلون دائمون في عضوية المنتخبات الوطنية؟.. فهل السبب اللاعبون المحترفون الذين زجت بهم الفرق الأخرى لوقف الزحف السيئوني نحو البطولات؟..هل وصل اللاعبون إلى إفلاس تكتيكي وأصبحوا غير قادرين على العطاء؟.. هل الخلل في الجوانب التدريبية عبر مدربين لا تحس بوجودهم إطلاقاً، رغم ما يملكونه من خبرة وشهادات؟..هل السبب إداري بحت لغياب الحافز المعنوي وتثبيط همم اللاعبين بكلام أم أن هذا الموسم هو موسم لعبة كرة القدم؟.. هل وصل الفريق إلى حالة تشبع بالبطولات؟.. كثيرة هي الأسئلة وكثيرة هي الأسباب والمسببات، غير أن النتيجة واحدة وهي انكسارات وسقطات وضربات موجعة وخطوة أولى نحو الهرولة، نحو المراكز الأدنى، وربما يدخل الفريق في يوم قادم ليصارع من أجل البقاء ولا تستغربوا ذلك؟!.

> أقول وبصراحة متناهية إن زمن سيئون والبطولات قد ولى برضا إدارته ولاعبيه وبعض أنصاره الذين ارتكبوا خلال السنوات الماضية أخطاء كبيرة وخطيرة الكل يعرفها وتتأجل ولا تنكشف بجلاء بسبب إحراز بطولة حتى يخيل للجميع أنهم يمشون صح، وأن خططهم وابتكاراتهم هي من تنقذ ذلك لكن اليوم جاء وانكشف المستور ولا نعتقد أن في الأفق بارقة أمل في العودة المعهودة.

> ربما ما يعيش عليه هؤلاء اليوم هو في قرار الاتحاد العام للكرة الطائرة بأنه سيحد من وجود اللاعب المحترف وبالذات اللاعب السوداني وهو وهم ودليل استسلام، لكون اللاعب السوداني أو الأثيوبي أو أي جنسية ليس هو المشكلة.. المشكلة هي في تدخل أناس لا لهم ناقة ولا جمل في اللعبة.. المشكلة في تعاقدات خاطئة.. المشكلة هيمنة اللاعبين الكبار الذين أخذوا زمانهم وزمان غيرهم.. المشكلة عدم إعطاء اللاعبين الشباب الثقة.. المشكلة أننا مكابرون ومغرورون ونعتقد أن البطولات ستأتي إلينا هكذا.. هذه هي حقيقة سيئون ومن يتكلم أو يخوض فيها يوصف بالحاقد والخائن.

> يا سادة .. سيئون بح وإذا استمر هذا التوهان وأظنه سيستمر ولن نرى أو نشاهد ثورة أو انتفاضة تعيد سيئون إلى موقعه الطبيعي.

> زمان سمعنا كلاما مفاده أن الاتحاد يسعى وبكل قواه لخروج البطولة من قبضة سيئون لرقي البطولة وظهور أبطال جدد، وهذا التسريب وجد في بعض الأوقات آذاناً صاغية لكون من يقف وراءه أناس لا يريدون أن تظهر أخطاءهم على العلن .. أمعقول أن يفكر اتحاد ما في مثل هذا ، وهل ينهي أحد نفسه بنفسه ؟ .. غير أن ذلك خواء في التفكير وبلادة في التدبير، كشفته الأيام وهذا الموسم تأكدنا بالدليل القاطع حينما تهاوت الطائرة السيئونية وسقطت سقوطاً مريعاً وبات أبطالها، ومن يتصدى لفلاشات التصوير والأحاديث الصحفية هم أبطال من ورق ومجرد أشباح لنجوم صنعوا مجداً سيئونياً كتبه التاريخ، غير أن التاريخ ذاته سيكتب ويسجل أيضا كيف تم إطلاق رصاصة الرحمة في جسد الطائرة السيئونية التي سقطت ليس مرة ولا مرتين ولا حتى ثلاث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى