> بعيداً عن الضجيج الإعلامي وتسليط الضوء وبدعم بسيط مقارنة بما يصرف على بعض المشاركات الخارجية للألعاب الأخرى، وبهدوء تام حقق أبطال اليمن لمنتخب الجودو للناشئين الفوز بجدارة واستحقاق ببطولة العرب الثانية للناشئين، التي أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة، حيث رفعوا اسم اليمن عالياً، وحققوا البطولة بعد أن خطفوها من بين أنياب دول لها باع طويل في اللعبة ولم تكن مشاركتهم مثل بقية المشاركات للألعاب الأخرى من باب إسقاط الواجب، أي تحصيل حاصل، ولكن فوزهم بالبطولة أتى بجهود جبارة بذلت من قبل الجميع ابتداءً من رئاسة الاتحاد والجهاز الفني واللاعبين، وطبعاً طريق البطولة لم يكن مفروشاً أمامهم بالورود، بل واجهتهم عدة صعوبات، وأهمها العنصر الحماسي وهو الجمهور المؤازر الذي لعبوا بعيدين عنه، حيث لم يقف وراءهم سوى عدة أشخاص، كما أن الإمكانيات والدعم كان محدوداً، ولم يكن الدعم خيالياً مثل ما يتم صرفه لبعض المنتخبات الوطنية الأخرى التي دائماً ما تعود بخفي حنين، ولكن عزيمة الأبطال الناشئين كانت أقوى فقد دخلوا البطولة وهم في تحد مع أنفسهم لتحقيق نتيجة ترفع من شأن اليمن على المستوى العربي رياضياً، وأعلنوا أنفسهم أبطالاً لناشئي العرب بجدارة مختصرين كل المسافات التي تقطعها المشاركات الخارجية لبعض الألعاب، والتي لم تصل حتى إلى نسبة 5% من الانجاز رغم الدعم مالياً ومادياً وجماهيرياً ومع ذلك عادة ما تكون النتائج وخيمة ومخزية.

وما نأمله من الجهات المختصة في وزارة الشباب والرياضة أن تعطي جل اهتمامها للألعاب الفردية التي لا تحتاج إلى ذلك الدعم المالي الهائل، وصرف الملايين من دون حصد نتائج سوى تشويه سمعة الرياضة اليمنية في المحافل الخارجية.

وإذا كان هناك من بطل حقيقي يقف وراء إنجاز الجودو وانتصاراته فيقف على رأس القائمة م. نعمان شاهر رئيس الاتحاد الذي أشهر هذه اللعبة منذ تسلمه رئاسة الاتحاد، رغم أنه ليس ابن اللعبة، ولكن بحبه وإخلاصه وحنكة خبرته القيادية اجتاز كل الصعاب، في الوقت الذي هناك رؤساء اتحادات يعيشون في سبات عميق. فتحية لنعمان شاهر ومشاهيره في لعبة الجودو الذين حققوا ما لم يحققه فطاحلة كرة القدم الذين ميزانيتهم استنزفت كل إمكانيات وزارة الشباب والرياضة والدولة رغم وقوف كل الجماهير اليمنية معهم بدون تحقيق نتائج مشرفة.