طلاب سباح..في انتظار المعلم والكتاب

> «الأيام» قائد زيد ثابت:

>
مدرسة خاصة بالفتيات ما تزال مغلقة في انتظار المعلم والكتاب
مدرسة خاصة بالفتيات ما تزال مغلقة في انتظار المعلم والكتاب
مديرية سباح هي إحدى مديرات محافظة أبين وتمتد فوق مساحة تبلغ 300 كيلومتر مربع ويعيش عليها أكثر من 20 ألف إنسان يعمل معظمهم في الزراعة والرعي والبعض الآخر في الغربة وتمتاز بطبيعة مناخية متنوعة لتنوع تضاريسها واتساع مساحتها المترامية الأطراف. هذه المديرية تزخر بالكثير من المعالم التاريخية والمواقع الأثرية والمناظر الطبيعية التي تزينها المباني المعمارية الفريدة في نوعها.

ورغم ما وصل المديرية من خيرات الثورة والوحدة، إلا أنها مازالت بحاجة إلى المزيد من مشاريع الصحة والكهرباء والمياه والاتصالات والتربية. فالحديث عن سباح يحتاج إلى مجلد يحتوي على ألف ورقة ولكن نكتفي بتسليط الأضواء ولو في سطور عن وضعها التربوي.

إن أوضاع العملية التربوية في مديرية سباح تختلف كثيراً عن غيرها من المديريات الريفية الأخرى، فالتعليم في سباح متدن إلى أبعد الحدود لأسباب عديدة منها: النقص الحاد في المعلمين وفي أثات المدارس وانعدام الوسائل التعليمية والزيارات الميدانية للموجهين، إلى جانب الغياب المتكرر للمعلمين الذين هم من خارج المديرية والذين فضلوا الهروب من مواجهة المسؤولية وتحمل الصعاب في سبيل إنشاء أجيال الغد والمستقبل. هذه الأسباب والإشكاليات انعكست سلباً على مستوى التحصيل العلمي عند الطلاب، فنجد في سباح طلابا لا يعرفون الكتابة أو القراءة بالشكل الصحيح وهم في الثانوية.

عزوف الطلاب والطلبات
إن غياب المدارس الخاصة بالفتيات ونقل المعلمات يعتبر سبباً رئيسياً في عزوف الإناث عن التعليم، إلى جانب غياب الدور التوعوي كي تدفع الأسر ببناتهن.

في سباح لا توجد مدرسة خاصة بالفتيات في مختلف المراحل وإن وجدت ليس لها إلا اسمها فقط فتسبب هذا وذاك في عزوف الطالبات عن الدراسة وانتشار الأمية بين الفتيات بنسبة 95%.

إن غياب المدارس الخاصة بالفتيات ونقل المعلمات هو السبب في انقطاع تعليم الفتاة في سباح، لأنه بدأ تعليم الفتاة في سباح منذ سنوات وزاد العدد في الصفوف الأولى ولكن أغلقت مدارس البنات بشكل تام بسبب نقل المعلمات كما حدث في مدرسة العرقة الخاصة بالفتيات تعثر التعليم فيها مما اضطر المدير إلى إغلاق المدرسة وبالذات الصف الثاني والثالث الابتدائي ما عدا صف أول يتم تغطيته بمعلمين من مدرسة البنين المجاورة لها، على الرغم من العجز الكبير الذي تعاني منه لازدحام الطلاب البالغ عددهم 650 طالبا في حين عدد المعلمين 12 معلماً لا غير.

ثانوية واحدة
إن عدد مدارس التعليم الثانوي في المديرية مدرسة واحدة في مركز المديرية يتوافد إليها الطلاب من كل قرى وعزل المديرية، ثانوية واحدة للمستوى الأول والثاني فقط، بينما طلاب المستوى الثالث ثانوي لا وجود لهم في المدرسة إلا يوم الامتحان الوزاري، إلى جانب طلاب الصف التاسع، بينما عدد المدارس الأساسية 21 مدرسة منها مدرستان مغلقتان في انتظار المعلم والكتاب، بينما عدد المعلمين 152 معلماً.. وثلاث مدرسات فقط مهيئات للسقوط من كشف الراتب متى ما وجدت الرغبة في النقل ودفع التكاليف.

إهمال متعمد
تعاني هذه المديرية من إهمال متعمد وشامل في كل مرافق العمل وعشوائية كبيرة في إدارة شؤونها. ولعل ما يدعو للكتابة هو أن أكثر المعلمين في سباح من خارج المديرية، كون المنطقة نائية يغلب على أهلها الطابع البدوي ولهذا وجدت سباح فقط لتوظيف الخريجين من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة وفق المصالح الحزبية والشخصية ولهذا يتم توظيف العشرات سنوياً على حساب هذه المديرية المغلوبة على أمرها، فالبعض يداوم عاما والبعض عامين والبعض لا يداوم بل يعامل على النقل منذ صدور الفتوى والدليل على ذلك ما حدث في التوظيف الأخير لسبعة عشر معلماً ومعلمة نصيب سباح من الوظائف ولكن هل باشر الكل؟! الإجابة (لا) لم يداوم سوى تسعة وما تبقى تم نقلهم في إطار مديريات المحافظة.

النقص الحاد واللامبالاة
انتهى العام الدراسي وطلاب الصف السابع في مدرسة الفاروق في مركز المديرية من دون كتب وبالذات كتب مادة العلوم، أما مادة اللغة الانجليزية فكل ثلاثة طلاب يشتركون في كتاب واحد أما مادة التربية الإسلامية فيُدرّس كتاب الفصل الأول، ذلك ما حدثنا به الطالب جلال فضل عبدالله.

الراعي والرعية
إن سوء الإدارة وغياب الوعي لدى الكثير من أبنائها في صنع حالها واللجوء إلى المنازعات بين أهالي المديرية والراعي والرعية، إلى جانب الخلافات بين صانعي القرار في هذه المديرية أكبر معضلة تعاني منها المديرية مما دفع السلطة إلى مزاولة عملها من خارج المديرية مستغلين جهل المواطن بحقوقه.

أخيراً
نطالب الجهات المختصة بالوزارة وإدارة التربية بالمحافظة بالإسراع لتفقد أوضاع الطلاب عن قرب لوضع الحلول العاجلة. وكل ما نتمناه أن تحظى مديرية سباح بنصيب وافر من المشاريع الخدمية التي تسهم في بناء المديرية وتنسي أبناءها آلام السنين الماضية وتحقق لهم أحلامهم على أرض الواقع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى