الزنداني يشبه الاتهامات الاميركية له بالاتهامات بوجود أسلحة الدمار الشامل في العراق

> صنعاء «الأيام» كرستيان شيز :

>
الشيخ عبد المجيد الزنداني
الشيخ عبد المجيد الزنداني
يتحدى الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي تتهمه واشنطن بدعم تنظيم القاعدة، الولايات المتحدة مستفيدا من دعم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يعد حليفا للولايات المتحدة في حربها على الارهاب.

ويظهر حجم الاجراءات الامنية ووجود حراس مسلحين بأسلحة آلية عند مدخل "جامعة الايمان" الخاصة شمال صنعاء التي يديرها الشيخ الزنداني والتفتيش الجسدي الذي يتوجب على كل زائر ان يخضع له، ان الشيخ الزنداني ليس رجل دين عاديا.

ويبدو الشيخ الزنداني الطويل القامة والذي يحني لحيته وقد وضع "الجنبية" (خنجر) التقليدية وسط "الثوب" الابيض الذي يرتديه، صلبا رغم سنه الذي يقارب السبعين.

وهو منذ 24 فبراير 2004 يوصف رسميا ب "الارهابي" وفق وزارة الخزانة الاميركية وذلك بسبب "دعمه لبن لادن والقاعدة" لا سيما ماليا.

وتؤكد الولايات المتحدة التي تعتبره احد "المرشدين الروحيين" لبن لادن انها تملك "ادلة موثوقة" على هذا الدعم وحصلت من الامم المتحدة على قرار بإدراجه في لائحة سوداء للاشخاص المنتمين او المرتبطين مع القاعدة.

وطلبت الولايات المتحدة في 2004 لاول مرة من صنعاء اعتقال الزنداني وتجميد ارصدته بلا جدوى.

وعاودت واشنطن الطلب ثانية في فبراير واحتجت على قيام الزنداني الذي يفترض انه ممنوع عن السفر، بالتوجه في ديسمبر الماضي الى مكة المكرمة ضمن الوفد اليمني الرسمي الى القمة الاسلامية. ولم يضمن الطلب الاميركي في رسالة كما اشير في الاساس بل جاء خلال مكالمة هاتفية تلقاها الرئيس اليمني من مستشارة للرئيس الامريكي بحسب ما قال الشيخ الزنداني لوكالة فرانس برس.

واكد ان الرئيس صالح نظم لقاء جمعه فيه مع السفير الاميركي في اليمن طوماس كراجسكي واسمعهما المكالمة التي تلقاها.

وقال صالح حينها للديبلوماسي الامريكي انه من غير الوارد التعرض للشيخ الزنداني الذي وصفه بانه "رجل معتدل وعاقل ومتزن والحكومة اليمنية تضمنه وانا شخصيا اضمنه" بحسب ما افاد الزنداني.

ورفضت السفارة الامريكية في اليمن التعليق على سؤال لوكالة فرانس برس حول هذا الموضوع.

ويمكن تفسير الدعم المطلق الذي يقدمه الرئيس اليمني للشيخ الزنداني بالدور الهام الذي يقوم به في الحياة السياسية اليمنية.

والشيخ الزنداني هو مؤسس حركة الاخوان المسلمين في اليمن وهو اليوم يرأس مجلس الشورى (ما يعادل اللجنة المركزية) لحزب الاصلاح الاسلامي النافذ في اليمن.

وحزب الاصلاح الاسلامي هو رسميا ابرز احزاب المعارضة غير انه في الواقع يتعاون مع السلطات وللشيخ الزنداني علاقات وثيقة مع الرئيس اليمني، بحسب ما يؤكد دبلوماسيون وخبراء. ولذلك لا يمكن المساس به في اطار الظرف السياسي الحالي.

ومع فتور العلاقات مع الولايات المتحدة في الآونة الاخيرة فإن الرئيس اليمني وجد بالتأكيد في ذلك فرصة جيدة لتسجيل موقف حيال واشنطن.

ويؤكد الشيخ الزنداني ان الاتهامات الاميركية الموجهة اليه لا اساس لها ويعتبر انها تعود الى كونه ينتقد "سياساتهم بقوة ومن ضمنها انتقادي لسياساتهم في فلسطين لتأييدهم غير المحدود اسرائيل وعدم انصافهم الشعب الفلسطيني".

وهو يقر انه تعرف على اسامة بن لادن ايام "الجهاد" في افغانستان ضد الاحتلال السوفياتي حيث كان ينظم ارسال متطوعين يمنيين للقتال ضد الروس.

غير انه يؤكد "عرفت بن لادن كما عرفه غيري في الجهاد في افغانستان وعرفه كثير من المسؤولين الباكستانيين الذين كان يحثهم الامريكان (..) وكل الحكومات العربية والاسلامية التي كانت تؤيد الافغان في حربهم ضد الروس لان روسيا معتدية".

واضاف "اذا كان الوقوف ضد الروس في ذلك الوقت تهمة فيجب ان تطبق هذه التهمة على جميع من شاركوا ابتداء من الرئيس الاميركي في ذلك الوقت وحكومات الغرب والحكومات العربية" التي كانت تدعم المجاهدين الافغان.

ويقول ان آخر لقاء له مع بن لادن تم حين كان زعيم القاعدة في السودان التي طرد منها في 1996.

وقال الشيخ الزنداني انه كان في زيارة رسمية للسودان "ولما سمع (بن لادن) عن وجودي جاء يريد ان يزورني".

ويؤكد انه منذ ذلك التاريخ لم يكن له اي اتصال ببن لادن وانه لا يقدم اي دعم مالي او غير مالي للقاعدة او الارهاب. ويضيف ضاحكا ان كل الاتهامات الامريكية ضده "تشبه الاتهامات بوجود اسلحة الدمار الشامل في العراق".ا.ف. ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى