عفاريت الظلمة وفواتير النور

> فريد صحبي:

>
فريد صحبي
فريد صحبي
نكتة قديمة.. معلهش.. واحد قال لصاحبه (أنا في الظلمة بخاف من العفاريت وفي النور بخاف من الفواتير).. النكتة خلصت.. عفاريت الظلمة طبعاً همّ عفاريت جهنم اللي يخلوا الواحد من شدة الحر روحة طالعة.. وساعات ما بترجعش!

أما الفواتير.. فواتير الكهرباء.. فواتير النور.. بتخوف الناس.. مش كلهم.. الغلابة بس.. عموم الشعب يعني.. الأغلبية الساحقة المسحوقة.. يعني كده اللي زيِّ وزيك!

أما الناس اللي فوق.. إنت عارفهم كويس.. مش سائلين فيّ ولا فيك ولا في الفواتير.. مع انهم السبب في انقطاع التيار الكهربائي.. همّ اللي مطلعين علينا عفاريت جهنم في الظلمة.. وفي النور يطلعوا لنا الفواتير اللي تخلي عقولنا (تفصل) ويحصل لها (انقطاع كهربائي)!

الناس اللي فوق.. فوق القانون وفوقنا.. من مستخدمي ومدمني أجهزة التكييف..ليل ونهار في المطبخ والحمام والشارع كمان.. في المساكن والمباني المخالفة أو الواجهات والعمارات الراقية والمنشآت والمكاتب والإدارات الحكومية والخاصة.. الناس دول بيشوفوا الحياة مستحيلة من غير مكيفات.. طيب لما تكون من غير مراوح.. يعني من غير نسمة هواء طبيعي في ليلة صيف مولعة نار.. الحياة يبقى شكلها إيه.. خاصة اذا كان الواحد مريض أو عنده ضغط أو كبير في السن!

مطلوب إذن بكل قوة ووضوح ردع ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي.. في جهنم.. أقصد في عدن.. ولن يكون ذلك إلا بردع الاستهلاك العشوائي للطاقة الكهربائية.. ومجابهة سوء استخدام المكيفات في كل الأبنية والمنشآت الحكومية والقطاع الخاص.. و..و... ماذا.. هناك صوت يعترض.. يبدو أن أحد القراء الأعزاء يعترض على كلامي.. نعم.. إني أستمع لك يا سيدي..تحدث...

«يا رجل صحيح معلوماتك.. الطاقة الكهربائية اليوم يتم استيرادها من الخارج.. تباع وتشترى.. شأنها شأن الأرز والسكر والدقيق.. هذه بالطن والحاويات وتلك بالميجاوات.. الدولة تستورد الطاقة الكهربائية ومن ثم تبيعها للمواطنين كل حسب طلبه وقدرته الشرائية ».

عزيزي القارئ المعترض.. أشكرك على هذه المعلومة.. لكن ما رأيك عندما ينزل المواطن الغلبان إلى السوق ليشتري شوية (ميجاوات) يادوبك علشان يشغل بيهم المروحة والثلاجة يلاقي السوق فاضية.. ويكتشف أن (الناس اللي فوق) اشتروا كل الميجاوات إللي في السوق وبالجملة.. علشان يشغلوا بيها المكيفات على كيفهم.. ويرجع المواطن الغلبان من السوق يلاقي الحكومة قطعت التيار الكهربائي على بيته!

أليس من واجب الحكومة- طالما أنها عاجزة عن توفير الطاقة الكهربائية الكافية - أن تعمل على تقنين وتنظيم استهلاك المتوفر لديها بما يضمن استمرار وصول الكهرباء إلى كل الناس دون انقطاع.. أم أن على الشعب أن يتدعس علشان الحكومة تتفنجر!

إشارات
> انتشار أجهزة التكييف في المساجد بعدما كانت تكتفي بالمراوح الهوائية أي الهواء الطبيعي بتاع ربنا- كما يقول أحد الأطباء الكبار- أصبح المصلي يضطر أن ينغلق طول صلاته في صالة منغلقة بتنفس فيه الجميع سوياً رائحة السجاد الثابت الممدود (الموكيت) إلى رائحة البخور أو العطر المكتوم بالصالة إلى جو الصالة المحكم والمشبع بفيروسات عطس وكحة الرجل الذي دخلها لتوه من الوضوء مبلول الوجه والأطراف.. لما لا يبادر - يقول الطبيب - كل من يعمل في مجال الصحة أن يرشد أهل الجوامع لمفهوم صحة الجوامع.. وما ذنب الأطفال المرافقين في الدخول فجأة داخل تلك الجوامع (المتحضرة) ذات الهواء المغلق وغير الصحي.. هل المطلوب من أجل أن نقربهم للصلاة في الجوامع أن نقربهم بعدها للمستشفيات وعيادات الأطباء؟

بداخل جسم كل إنسان جهاز تبريد طبيعي يتكيف أصلاً مع تقلبات الجو من شدة البرودة إلى شدة الرطوبة إلى شدة الحرارة .. وقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان الصحيح السليم بآلية تنظيم حرارية تجعله يتحمل تغيير فروق ثلاث درجات مئوية من حرارة جسمه أقصاها 41.1 درجة مئوية.

> علشان تنظق عدن لازم تنظف أولاً من الباعة المتجولين والبشر المبرطحين على الأرصفة والممرات.. علشان يكون التنظيف صح لازم نعرف مصادر القمامة والقاذورات ومنبع النفايات.

> يقولوا في واحد سقط في الشارع جنب البنك عند تقاطع مدخل كريتر بالقرب من البريد.. الرجل مات.. يبدو انه كبير في السن.. البعض يقول الراجل جاء يسأل على الزيادة الموعودة للمتقاعدين في مكتب بريد عدن.. وهو مروح سقط مات في الطريق.. ياعيني الراجل مات ونفسه في الزيادة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى