المتقاعدون أولى بالاهتمام

> عبدالرحمن نعمان:

>
عبدالرحمن نعمان
عبدالرحمن نعمان
ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يحالون فيه إلى التقاعد، لأن التقاعد في بلدانهم يعني الراحة، المتعة، السعادة بعد طول عناء ولأن التقاعد عندهم يعني حقوقاً مصانة,ينتظرون يوم تقاعدهم، يحتفلون بمناسبة إحالتهم إلى التقاعد، لأن لهذا التقاعد في أوطانهم طعماً لذيذاً، معنىً معكوساً للتعب، للأرق، للمسؤولية، للسهر.

ينتظرون بفارغ الصبر إعلان تقاعدهم، لأن لدى المتقاعدين في أوطانهم امتيازات لا يحصل عليها إلا من قضى وانقضى عمره وربيع عمره في العمل، أي عمل كان.. منظفاً كان أو مهندساً، طبيباً كان أو سائقاً، رئيساً أو مرؤوساً، وحانت لحظة تقاعده.

ينتظرون التقاعد.. ففي التقاعد في أوطانهم (فوائد) جمة، منها الضمان الصحي.. وبالمجان أيضاً الرحلات الترفيهية في الداخل، السفر على متن البواخر السياحية للطواف على عوالم جديدة لم يتأت لهم خلال 35 عاماً من العمل القيام به وتحقيقه، ينتظرون التقاعد في دول وبلدان.. باستثناء اليمن!!

التقاعد في بلادنا لا يسر المحال إليه ولا يعجبه، لأن التقاعد عندنا يعني.. العناء والتعب وسلة مهملات.. بعبع ما بعد البذل والعطاء.. وضيفاً ثقيلاً على أسر المتقعدين!!

المتقاعدون ليسوا أكثر من أشخاص (غير صالحة للاستعمال) للأسف، وتكفيهم رواتبهم التقاعدية ويحمدون الله على أن يتوفر لهم راتب وهم في بيوتهم!

وما يؤكد ما أسلفت ذكره.. أن أسعار السلع ارتفعت وأسعار العلاج ارتفعت ورسوم المعاينة ارتفعت، وأجرة النقل والمواصلات ارتفعت وتعرفة الاتصالات ارتفعت ومازالت رواتب المتقاعدين لم تتحرك طوال عام 2005م!!

حتى اللحظة لست متقاعداً، وإن تقاعدت فقد تحصلت على حقوقي وإن بنقصان، لكنني لا أعلم سبب حرمان المتقاعدين من أية زيادة وقد تجرعوا الجرعة الأخيرة المعلنة منها وغير المعلنة!

ولست أعلم سبب استراتيجية الأجور التي أعلنت عن العشرين ألف ريال كحد أدنى.. وعلى مراحل .. وهذا سيتم تطبيقه على من هم أقل من الحد الأدنى، فما سبب عدم إعطاء زيادة للمتقاعدين ذوي المعاشات الأكثر من الحد الأدنى.. بل لماذا لا يتم إيصال رواتب من هم أقل إلى الراتب المعلن (20.000) كحد أدنى دفعة واحدة وزيادة بنسبة 50% للآخرين؟

يا أولياء أمورنا.. المتقاعدون أولى بالاهتمام والرعاية، لأنهم مهدوا لنا الطريق، أصلحوا لنا الوعر وأنجزوا لنا كل ما هو بين أيدينا اليوم وما نحن بالنسبة لهم إلا مواصلون وقاطفو ثمرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى