> عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حوافز مالية على السكان لزيادة معدل المواليد المتدني وطالب بوجود جيش أقوى ولكن في خطاب مهم ألقاه بالكرملين قرر تجاهل انتقاد لاذع من واشنطن.

وكانت وسائل الإعلام قد توقعت أن يركز بوتين على السياسة الخارجية في الكلمة التي ألقاها في الكرملين واستغرقت ساعة والتي أعقبت انتقادات شديدة من البيت الأبيض بسبب سجله في الديمقراطية.

وفي النهاية انتقد بشكل مخفف واشنطن متهما إياها بالتمسك بانحيازات عفى عليها الزمن.

وقال "ليس كل الموجودين في العالم تمكنوا من تخطي النماذج النمطية الخاصة بالتفكير التكتلي والانحيازات التي تعود إلى عهد المواجهات العالمية بالرغم من وجود تغييرات رئيسية في العالم."

وبلغت العلاقات الأمريكية الروسية أدنى مستوياتها عندما اتهم ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي متحدثا في فيلنيوس الأسبوع الماضي موسكو بالتراجع عن الديمقراطية واستغلال مواردها الهائلة في الطاقة كأداة "ترويع وابتزاز" ضد الدول المجاورة.

كما أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي سيلتقي ببوتين في سان بطرسبرج في يوليو تموز خلال قمة مجموعة الثماني صرح لصحيفة المانية بأن روسيا تبعث "إشارات متضاربة" بشأن الديمقراطية.

وفيما يتعلق بإيران تجنب بوتين الانتقاد المباشر ووجه تحذيرا مغلفا فقط لواشنطن بعدم اتخاذ عمل عسكري ضد إيران بسبب طموحها النووي.

وقال بوتين إن روسيا أيدت "بجلاء" منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم.

ولكن في إشارة فيما يبدو إلى تزايد التوترات بين واشنطن وطهران قال "نادرا ما يعطي استخدام القوة النتيجة المطلوبة وعادة ما تصبح تداعياتها أكثر بشاعة من الخطر الحقيقي."

وتجد موسكو نفسها في خلاف مع الغرب في مجلس الامن الدولي حول كيفية مواجهة رفض طهران للتوقف عن تخصيب اليورانيوم.

وركز بوتين الذي لا يواجه أي تحد في الداخل والمقرر أن يتنحى عام 2008 بعد فترتي ولاية بدلا من ذلك على الوضع السكاني المروع في روسيا قائلا إن عدد سكان البلاد ينخفض 700 ألف سنويا.

وقال إنه سيجري وضع برنامج خاص يخصص له مبلغ في ميزانية الحكومة عام 2007 من شأنه دفع 1500 روبل (55.39 دولار) شهريا للأسر التي ترزق بأول مولود ومضاعفة هذا المبلغ بعد الطفل الثاني مما أثار تصفيقا حادا من المسؤولين.

وأضاف "لا يمكن حل مشكلة انخفاض معدلات المواليد دون تغيير موقف مجتمعنا تجاه قضية الأسرة والقيم الأسرية."

وتطرق بوتين إلى نقطة قوة أخرى في المؤسسة الروسية قائلا إن روسيا في حاجة إلى قوات مسلحة قادرة على الرد على تحديات العصر الحديث وذلك بعد يوم من الذكرى 61 لإنزال القوات السوفيتية الهزيمة بألمانيا النازية.

وأردف قائلا "يجب ألا نكرر أخطاء الاتحاد السوفيتي وأخطاء الحرب الباردة,يجب ألا نضحي بمصالح التنمية الاجتماعية والاقتصادية لتطوير مؤسستنا العسكرية. هذا طريق مسدود."

ومضى يقول "يجب أن تكون مبادئنا العسكرية ومباديء السياسة الخارجية لدينا قادرة على الإجابة على أكثر الأسئلة أهمية وهو كيف يمكننا محاربة ليس الإرهاب فحسب بل أيضا الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية وأسلحة الدمار الشامل."

(شارك في التغطية ديميتري سولوفيوف وكريستيان لو وجي فولكونبريدج) رويترز