إراقة الدماء في البصرة تظهر ان جنوب العراق هش

> البصرة «الأيام» بيتر جراف :

>
عراقي يحاول مسك ذيل الطائرة المحطمة
عراقي يحاول مسك ذيل الطائرة المحطمة
كان ذلك كابوسا بالنسبة للقائد العسكري.. هليكوبتر عسكرية أسقطت وقتل الخمسة الذين كانوا على متنها في الحادث الذي وقع في وسط مدينة البصرة فيما أحاط أناس فرحون بالحطام.

هرع المئات من أفراد القوات البريطانية إلى الموقع,وهاجمهم الشبان بالحجارة وقنابل البنزين والمتفجرات والمورتر,ورد الجنود البريطانيون فقتل خمسة عراقيين في هذا الحادث.

ولكن بالنسبة للبريجادير جيمس إيفيرارد الذي وصل للبصرة قبل أيام قليلة لقيادة القوات البرية البريطانية فإن أكثر ما يهم هو ما لم يحدث.. فالحشد لم يتجاوز بعض مئات ولم ينتشر الحادث إلى مناطق أخرى غير مكان تحطم الهليكوبتر.

وقال إيفيرارد لرويترز أمس الأربعاء "كانت هناك لحظة يمكن أن يتفاقم فيها الأمر.. ولكن ذلك لم يحدث. وهدأت الأمور.. كان بمقدورك ان تستشعر بان الحالة قد مرت.. انطفأت وحسب."

والاشتباكات التي أعقبت تحطم الهليكوبتر وهي من طراز لينكس هي أسوأ أعمال شغب تشهدها المدينة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وكانت الشرطة العراقية قالت ان سبب تحطم الهليكوبتر هو إصابتها بصاروخ.

وشعر وزير الدفاع البريطاني الجديد جيمس براون بوجود حاجة لطمأنة البرلمان بان البصرة "لم تنتفض" فيما تأمل الحكومة بالتمكن أخيرا من بدء سحب القوات.

ويقول القادة البريطانيون ان الاشتباكات التي وقعت يوم السبت الماضي لم تكن كافية لكي تدفع باتجاه إحداث تغيير جذري في التكتيات. وأنكر كثير من العراقيين الذين اجريت معهم لقاءات حدوث أعمال عنف.

ولكن الأحداث جلبت على المدينة حالة من الهشاشة الكبيرة التي ظهرت في قلب المناطق الشيعية العراقية إلى جانب الأنشطة المسلحة التي يقودها العرب السنة واستهدفت القوات الأمريكية في الشمال البعيد.

وهذه المنطقة جزء من العراق كانت تأمل واشنطن ولندن أن يصير نموذجا للانسحاب الذي يحل في نهاية المطاف والذي سيترك الأغلبية الشيعية التي كانت مضطهدة على الدوام كي تتمتع بثمار الديمقراطية.

ووصل السارجنت ستيوارت لانسداون في وقت مبكر إلى موقع تحطم الهليكوبتر,وتعرض رجاله لوابل من الحجارة وقنابل المولوتوف والقنابل اليدوية والقنابل بدائية الصنع.

وقال "كان ذلك تدفقا متواصلا على مدى ثمان ساعات من الرشق.. لم نتمكن من التعرف على المكان الذي تأتي منه القنابل.. ولذلك وقفنا بينما كانت تنهال علينا,وبعد دقائق وصلت قوات راجلة ثم قوات في سيارات مدرعة.. كان هناك حشد ضخم يلقي حجارة وقنابل بنزين وقنابل تفجيرية بكثافة."

وأشار إلى انه في نهاية المطاف كانت هناك حاجة لأكثر من 600 جندي حول الحطام.

وأن القوات البريطانية أطلقت أكثر من 100 عيارا بينها أعيرة نارية بالذخيرة الحية وأعيرة البلاستيكية. وأضاف انه جرى معرفة اتجاه وكيفية إطلاق كل عيار ناري بما في ذلك الأعيرة التي أكدت القوات البريطانية انها قتلت عراقيين يشكلون تهديدا لها.

وجاء هذا الاشتباك بعد عام شهد تدهور الوضع الأمني في البصرة. واعتمدت القوات البريطانية على طائرات الهليكوبتر بشدة لان التنقل في الطرقات صار أكثر خطورة بظهور قنابل أكثر خطورة مزروعة على جانب الطريق في العام الماضي.

جنود بريطانيين يذهبون إلى موقع سقوط المروحية
جنود بريطانيين يذهبون إلى موقع سقوط المروحية
وفي سبتمبر أيلول اشتبكت قوات بريطانية مع شرطة البصرة التي احتجزت اثنين من الجنود البريطانيين.

وفي فبراير شباط بعد ان تحركت بريطانيا للقبض على المزيد من أفراد الشرطة اتهموا بالصلة برجال العصابات والميليشيا أعلنت السلطات المحلية وقف التعاون مع القوات البريطانية.

ولكن السلطات المحلية في البصرة أعلنت يوم الأحد انها سترفع الحظر الذي تطبقه منذ ثلاثة شهور.

وقال إيفيرارد ان ذلك الإعلان كان مخططا له قبل حادث السبت الماضي,وتعتزم قواته الآن زيارة كل مركز للشرطة في المحافظة لإعادة العلاقات مع العراقيين.

ويريد العراقيون ان تغادر القوات البريطانية في نهاية المطاف على أن يكون ذلك بعد أن يسود الهدوء في المدينة.

وقال إيفيرارد "أحد قادة القبائل قال لي ذات يوم.. بورك فيكم.. أسرتي تنام أفضل حينما يكون المقاتلون في الشوارع."ويعارض البعض ذلك.

وقالت بتول عبد الأمير (33 عاما) "إن ما حدث (يوم السبت الماضي) على الرغم من معارضتنا له هو أمر طبيعي ومنتظر لان هذه القوات هي محتلة وعليها أن تعرف ان الشعب سئم من وجودها في بلاده." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى